دراسات وبحوث

بنو اسرائيل والمصريون (4)

هل كان النبي ادريس مصريا؟ وهل هو اخناتون؟

ذكرنا انه اختلف في ولادته، واختلف فيه، هل هو مصري ام عراقي؟ الاّ ان الدكتور نديم السيّار، في كتابه ( المصريون اول الموحدين)، يقرر: ان ادريس هو النبي المصري الذي عرف بعلم الهندسة، وانه الذي جاء للمصريين يعلمهم الاسلام . (24)، وادريس يسمى في التوراة " اخنوخ"، او على الاقل عرفه اليهود بهذا الاسم منذ عصورهم القديمة قبل تسجيل اسفار عهدهم (اخنوخ) . (25) .

المصريون كانوا موحدين قبل ابراهيم

يبالغ المصريون كثيرا حينما يتحدثون عن اسلافهم المصريين القدامى بانهم اول الموحدين، وهذا عنوان لكتاب اسمه: (قدماء المصريين اول الموحدين)، وكأنّ الامة المصرية - على خلاف سائر الامم والشعوب- ادركت التوحيد بذاتها دون حاجة الى هدي النبوات، وان الانبياء الذين جاءوا الى مصر كانت رسالتهم موجهة الى الهكسوس وقبائل البدو، ولادور لهم تجاه المصريين ؛ لانهم في غنى عن ذلك .

 فالعقاد يرى ان المصريين عرفوا التوحيد قبل ابي الانبياء ابراهيم (ع)، فيقول: (التوحيد لم يكن مجهولا قبل عصر ابراهيم .. كان المصريون الاقدمون يؤمنون بالاله الواحد .. وكانت كلمة الله هي القوة التي تفعل ماتريد ) . (26) .

 ويرى العقاد في كتابه (ابراهيم ابو الانبياء)، ان المصريين اقدم امة عرفت التوحيد فيقول: (التوحيد توحيدان: توحيد الايمان باله واحد خلق الاحياء وخلق معهم اربابا اخرين، وتوحيد الايمان باله واحد لااله غيره، ولم تعرف امة قديمة ترقت الى الايمان بالوحدانية على هذا المعنى الا الامة المصرية، فعبادة " اتون" قبل ثلاثة وثلاثين قرنا غاية التنزيه في عقيدة التوحيد ) . (27) .

 وفي مناقشتنا للعقاد نقول: ان التوحيد الذي ذكره - اي توحيد النوع الاول- هو توحيد منقوص، وهو توحيد الخالقية، وقد تحدث الله تعالى في القران عن ايمان مشركي العرب بهذا اللون من التوحيد، قال تعالى: (ولئن سالتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله)، وهذا التوحيد عرفته كل الامم والشعوب، ولم يختص بامة دون اخرى، ولابشعب دون اخر.

 امّا التوحيد الثاني، فلم تهتد اليه امة بعيدا عن هدي السماء، وبعيدا عن النبوات، ورسالات السماء ؛ لان التوحيد على المستوى الثاني الذي ذكره العقاد اكبر من ان يدركه عقل بشري، ولاتقوى حضارات البشر ان تهتدي اليه ؛ لذلك غرقت كل حضارات البشر التي لم تتصل بهدي السماء بسبب، في مستنقعات الشرك والوثنية .

 ويذكر والس بدج: (ان بيريت يتبنى نفس وجهة النظر القائلة بان المصريين امنوا بالاله الواحد.. الذي لاشريك له) . (28)

 ونحن نقول: نعم، امن المصريون بالاله الواحد الذي لاشريك له بعد ان دلهم الانبياء عليه.

اخناتون والتوحيد

تحدثوا كثيرا عن اخناتون، واعتبروه الموحد الاول في مصر، وقد اختلف فيه، فبعضهم قال: انه نبي الله ادريس، وهذا لايصح ؛ لان ادريس الذي قيل انه كان مصريا، عاش قبل ظهور الاسر، اي: قبل 5500 عام، وهو اول من خط بالقلم، وتفقد النجوم، واصّل لعلم الفلك، ثم عرفت مصر التوحيد بعده، فبعد انحسار الطوفان، رست سفينة نوح على الجودي " شمال كردستان العراق "، ومكان رسوّ السفينة مختلف فيه، وانتشر الموحدون من فوق متنها هابطين الى ارض الرافدين، ومنها لكل العالم، ويقال انه كان من بينهم احد الكهنة المصريين الذين صاحبوا نوحا، وهو الذي عاد لمصر واصطحب معه حفيد نوح المدعو مصر بن حام (مصرايم بن حام بن نوح)، وعلمه اللغة المصرية، ومعا اعادوا تاصيل التوحيد في مصر، ويحتمل ان يكون ذلك عام 2100 قبل الميلاد . (29)

 ولاادري لماذا يربط بعض الكتاب التوحيد باخناتون، في حين ان عبور ابراهيم نهر الفرات باتجاه مصر كان قديما، اذ تم كما يرى اكثر الباحثين حوالي سنة 2000 قبل الميلاد، ويرجح بعضهم انه تم في سنة 1850 ق.م . (30)

( وللحديث صلة) .

 

زعيم الخيرالله

.......................

المصادر والمراجع

24- هل كان اخناتون عبد الشمس ام كان نبيا؟، نقلا عن " منتديات، طريق الحقيقة " .

25- نفس المصدر السابق .

26- ابراهيم ابو الانبياء، عباس محمود العقاد، ص 8، نقلا عن ( قدماء المصريين اول الموحدين)، د. نديم السيّار، ط 2، ص 63 .

27- ابراهيم ابو الانبياء، عباس محمود العقاد، ص 175و 176 .

28- الهة المصريين، ص 163، نقلا عن كتاب ( قدماء المصريين اول الموحدين)، د. نديم السيار، ط 2، ص 8 .

29- التوحيد كان قبل اخناتون، د. محمد حلاوية، 9-11-2007م، نقلا عن مدونات مكتوب .

30- J.W. D. Smith ; God and Man in Early Israel . نقلا عن كتاب ( اليهودية ) دز احمد شلبي، ص 53 .

 

في المثقف اليوم