دراسات وبحوث

فاضل حسن شريف: دراسات عن مفهوم الثقافة في القرآن الكريم (4)‎

وعن التثقف بأسماء القرآن الكريم جاء في موقع وكالة أنباء براثا في صفحة دراسات عن القرآن وأسمائه للشيخ حيدر الربيعاوي: القرآن الكريم هو الكلام المعجز المنزل وحياً على النبي صلى الله عليه وآله وسلم المكتوب في المصاحف المنقول عنه بالتواتر المتعبد بتلاوته. وقد اختار اللّه تعالى لهذا الكلام المعجز الذي اوحاه الى نبيه أسماء مخالفة لما سمى العرب به كلامهم جملة وتفصيلاً. فسماه الكتاب قال تعالى "ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" (البقرة 2). وسماه القرآن "وَمَا كَانَ هَٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ " (يونس 37). والاهتمام بوضع أسماء محددة ومصطلحات جديدة للقرآن الكريم، يتمشى مع خط عريض سار عليه الاسلام، وهو تحديد طريقة جديدة للتعبير عما جاء به من مفاهيم وأشياء. وتفضيل إيجاد مصطلحات تتفق مع روحه العامة على استعمال الكلمات الشائعة في الأعراف الجاهلية وذلك لسببين: أحدهما: أن الكلمات الشائعة في الاعراف الجاهلية من الصعب أن تؤدي المعنى الإسلامي بأمانة، لانها كانت وليدة التفكير الجاهلي وحاجاته، فلا تصلح للتعبير عما جاء به الاسلام، من مفاهيم وأشياء لا تمت الى ذلك التفكير بصلة, والآخر: أن تكوين مصطلحات واسماء محددة يتميز بها الاسلام، ويساعد على إيجاد طابع خاص به، وعلامات فارقة بين الثقافة الاسلامية وغيرها من الثقافات, وفي تسمية الكلام الإلهي ب (الكتاب) إشارة إلى الترابط بين مضامينه ووحدتها في الهدف والاتجاه، بالنحو الذي يجعل منها كتاباً واحداً. ومن ناحية أخرى يشير هذا الاسم الى جمع الكلام الكريم في السطور، لأن الكتابة جمع للحروف ورسم للألفاظ. وأما تسميته ب (القرآن) فهي تشير الى حفظه في الصدور نتيجة لكثرة قراءته، وترداده على الألسن. لأن القرآن مصدر القراءة، وفي القراءة استكثار واستظهار للنص. فالكلام الالهي الكريم له ميزة الكتابة والحفظ معاً، ولم يكتف في صيانته وضمانه بالكتابة فقط، ولا الحفظ والقراءة فقط لهذا كان كتاباً وقرآناً. ومن أسماء القرآن أيضاً (الفرقان) قال تعالى: "تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا" (الفرقان 1). ومادة هذا اللفظ تفيد معنى التفرقة، فكأن التسمية تشير الى أن القرآن هو الذي يفرق بين الحق والباطل، باعتباره المقياس الالهي للحقيقة في كل ما يتعرض له من موضوعات. ومن أسمائه أيضاً (الذكر). "وَهَٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ ۚ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ" (الانبياء 50)، ومعناه الشرف، ومنه قوله تعالى "لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ" (الانبياء 10). وهناك الفاظ عديدة اطلقت على القرآن الكريم على سبيل الوصف لا التسمية كالمجيد، والعزيز، والعلي، في قوله تعالى "بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَّجِيدٌ" (البروج 21)، "وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ" (فصلت 41)، "وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ" (الزخرف 4).

أجاب السيد علي الحائري عن سؤال: الإسلام لم يفرّق في التكليف الديني بين الرجل والمرأة فكلاهما على السواء مطالب بعبادة الله تعالى وإقامة دينه والدعوة إليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد حمّل القرآن الكريم الرجال والنساء جميعاً مسؤوليّة تقويم المجتمع وإصلاحه أيّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قوله تعالى "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ" (التوبة 71). ومن هنا شاركت المرأة في عهد الرسول صلّى الله عليه وآله سلّم والخلفاء في مختلف مجالات الحياة وعبر شتّى مراحل الدعوة من البعثة إلى إقامة الدولة إلى عهود الفتح ضمن آداب الإسلام وضوابطه وأخلاقه التي لم تستثن الرجال من دون النساء. فلماذا إذن يتشدّد بعض علماء الإسلام وأتباعه تجاه المرأة؟ فيما يمنعونها حقوقاً أساسيّة تصل عند البعض إلى منع خروجها من البيت، وعند آخرين إلى منعها من التعلّم، وعند غيرهم إلى منعها من المشاركة في الحياة السياسيّة، فأين تكمن المشكلة؟ هل في عدم وضوح نصوص الشريعة من القرآن والسنّة أم في الأعراف والتقاليد التي لا تكترث لما يترتّب عليها من ظلم وإجحاف بحقّ المرأة أم في ثقافة العصر الإباحيّة التي هدمت المقدّسات وقلّبت المعايير فدفعت إلى مزيد من التشدّد والتطرف بدعوى سدّ باب الذرائع أم في المزاج النفسي والميول الشخصيّة التي سرعان ما تتحوّل إلى قوانين ودساتير تجبر الآخرين على العمل بها؟ الجواب: لم يمنع الإسلام المرأة عن الخروج من البيت ولا عن التعلّم ولا عن المشاركة في الحياة السياسيّة أبداً. نعم على المرأة المتزوّجة أن تستأذن زوجها في الخروج من البيت، وفلسفة ذلك واضحة، فإنّ إدارة الحياة الزوجيّة جعلت في الإسلام بيد الزوج.

قال الله سبحانه وتعالى "وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا" (النساء 111) عن احمد صبحي منصور في موقع اهل القران: فإننا نرى الحلّ السلمى حقنا لدماء المجرمين والأبرياء معا، لأن ضحايا الفتن والقلاقل أكثرهم من الغلابة المستضعفين في الأرض. الحرب أسوأ الحلول حتى إذا كانت حلّا. وليست العبرة في عزل المستبد، بل الحل هو تعليم الشعب ثقافة الديمقراطية قبل إرساء الديمقراطية. وهذا هو التحوّل الديموقراطى، والذى يستلزم جيلا على الأقل. ولكن يمنع المستبد حرية الكلمة ويطارد من يخالفه في الرأي حتى لو كانوا مثلنا مصلحين مُسالمين لا يطمعون في حُطام الدنيا ولا يطمعون في مناصب وثروات.  لا أمل في تقدم أي دولة تمنع حرية التعبير وحرية الدين، مهما تعددت وجوه الحكام فستظل في فساد واستعباد واستبعاد لأن شعوبها غير جاهزة للديمقراطية، لم تتعلمها في مؤسسات التعليم ولم تمارسها في حرية التعبير.

قال الله عز وجل "وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ" (المائدة 82) جاء في موقع عالم الثقافة عن النجف الاشرف مدينة الكنائس و الاديرة و التعايش السلمي بين الاديان للكاتبة منى النجم: ثلاثة وثلاثون كنيسة وديراً كانت تنتشر في أرض النجف وما تزال أطلالها شاخصة حتى الآن في تلك الأيام كانت النجف تمثل المرجعية العليا للمسيحيين القدامى؛ وكان للحيرة دور كبير في نشر الديانة المسيحية؛ وخصوصا المذهب النسطوري سنة 450م. ومن الحيرة تسربت إلى الجزيرة العربية، ثم انتشرت إلى بلاد فارس واليمامة وعمان ونجران واليمن ومناطق أخرى. سمي مسيحيو الحيرة بالعباد وأول من آمن ودخل الدين المسيحي، النعمان بن المنذر الأول، ففي عام 420م حدثت فتنة بين المسيحيين والوثنيين، فانتصر النعمان الأكبر للمسيحيين وحماهم، ويقال إن القديس سمعان، شفى النعمان من مرض عصبي ألمَّ به، وذلك بإخراج الشيطان من جسده فتنصَّر النعمان. وعلى إثر ذلك انتشرت الأديرة في الحيرة وفي ظاهرها، واتخذ المسيحيون من ظاهر الحيرة مكاناً لهم للسكن والتعبد وخاصة منطقة بحر النجف وانتشرت المعابد والكنائس فيها، فضلاً عن انتشارها قرب مدينة الكوفة وخاصة في منطقة (عاقولا) التي تقع بين الكوفة والحيرة وهي منطقة مطار النجف الأشرف الدولي ومعامل الإسمنت حاليا حيث أنشئت فيه ومنها كنيسة هند الصغرى على خندق الكوفة ودير هند الكبرى بين النجف والحيرة قرب قصر الخورنق على حافة بحر النجف.

***

الدكتور فاضل حسن شريف

في المثقف اليوم