تكريمات

شهادات حية: دمعتك ورطتني فيك

نعم كانت دمعتك في صنعاء عام 1999 هي رثاء لكل المنفيين عن أوطانهم ولمنفاي هناك في دير البافاريين في ميونخ لكن تلك الدموع قد تنبأت بشتات قادم قد يطول

وها هي قد صدقت، وإذا بك تلحقني وتلتحق بالصديقين والشهداء من أصدقائك الذي أصبح العراق في جيوب ذكرياتهم وأشجانهم و "عركاتهم  "وربما  ضيق أفق البعض منهم

حينما غادرت صنعاء فورطتي معك هي التي سحبتك إلى قائمة المرتدين التي أصدرتها سلطات عدي صدام آنذاك  والتي أرسلتها لي أنت فيما بعد لتشرفني بتصدر اسمي الرقم الأول في اللائحة  المشئومة  في ذلك الوقت  والتي أصبحت فيما بعد شارات صلباننا التي نرد بها تهم الموتورين وغيرهم من الذين شوهوا حياتهم وأرادوا اغتيال حيوات الآخرين من زملائهم

وكنت معنا في حج الارتداد هذا  ونجوت من محرقة أولى  ومحرقة قادمة مع فرق الاحتلال وفرق الموت التي نجهل هوياتها حتى هذه اللحظة.

نعم  يا كاهن اللغة التي عرفت مدى عمق رهبانيتك في حضرتها حينما عملت  معنا متطوعا  داعما في دار النشر ديوان شرق غرب المسار وكنت كما البستاني والصائغ الماهر الذي يهذب المعادن من زوائد هجينة في لوحة أراد لها أن تكون مكتملة .

نعم كنت في كل ما قدمت سيد اللغة وعالما لباسه التواضع .

 

في الصداقات، كنت لدودا في امتلاك من تحب بصدقك وكرمك وحنانك  الذي هو امتياز بيتك بدءا بالسيدة الجليلة  رفيقة دربك أم رافد التي علمتنا فنون المطبخ العراقي والأكل الحسيني وأعادتنا إلى طفولة الكرادة، ليست " كرادة الطوائف " ولكن كرادة مريم التي عشت فيها طفولة لم تعرف معنى أن ينتمي الإنسان إلى طائفة ومذهب كل ما كنت اعرفه إننا نحب الحسين عربا وأكرادا ومسيحيين وصابئة وايزيديين و تركمان لذلك كنا جميعا نتسابق في جعل مراسيم العزاء مواعيد للقاء والتباري بالكرم العراقي 

لماذا اكتب إليك واكتب عن عراقيتك قبل أن اكتب عن كتبك لأنني وجدتك من القلائل الذين تطابقوا مع نصهم وحياتهم، نعم هناك العديد الذين تجدهم  يصرخون بوجه كتبهم أن لا تقترب من ذواتهم لأنها ستكشف سوءات ما كان يريد لها كاتبها أن تظهر في تفاصيل عمره.

شيزوفرينيا العراقي لم أجدها فيك إلا في حالة الحب العنيف للحرية  للعدل والسلام وفي نفس الوقت لخيارك الذي ذهب إلى الذين لا يشبهونك في أي شيء.

أنت كبير بما ملكت

كبير بهذا التاريخ

بالكتابة

آه لو عرف الكتاب وتحديدا هؤلاء الذين ظهر العديد منهم  مثل الجراد على سطوح المواقع والصفحات  العنكبوتية  ،معنى الشرف الذي تحمله فكرة الكتابة.

أن تكون كاتبا يعني أن تكون مؤتمنا على تلك الفكرة على مضمون أن تصون حريتك ولاتسمح بخدش حرمات الآخرين.

أن تكون أمينا وصادقا وأنت تطالع نفسك أمام مرآة الورقة .

نعم، أنت مؤتمن وعلمتنا أن نقسم بشرف الكلمات

 أن لانخون ذواتنا وان لانطعن  حتى وان امتلكنا الدليل وان نرفع راية الإهمال في وجه الطواغيت الصغار منهم والكبار.

سيدي  الكبير الدكتور المبدع عبد الرضا عليّ  

أيها الصانع المتجرد من ادعاءات العديد من زملائك في حقل النقد

النقد الذي نفهمه نحن العرب أما معك وأما عليك

لقد خلقت نصك حتى وان كان واضحا لأنك أردته كذلك ولم تشأ آن تلتف على الفكرة بإيقاع القارئ بوهم الحداثات المنهوبة من ترجمات اغلبها  نهبت الحقيقة وأبقت على القشرة وسممت الأوراق.

أردت آن تقدم لنا حداثتك أنت

نصك العراقي العربي ولغتك الصاعدة من رحم الكتابة نفسها

فهل وفيت حقك وأرضيت ضميري حينما أعتقتك من عبودية الرضا وأبقيت على ضميري شاهدا وشهيدا في حضرتك ؟...

  

بمناسبة تكريم الناقد العراقي الكبير الدكتور عبد الرضا عليّ من قبل مؤسسة المثقف العربي في استراليا

 11 8 2010

 

 

...........................

خاص بالمثقف

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم ا. د. عبد الرضا علي من: 17 / 8 / 2010)

 

 

في المثقف اليوم