تكريمات

شهادات حية: ساعة مع عبد الرضا علي

بعد أن قرأته وبعد أن ساهم بتوعيتي بهذا الشأن، ظل أستاذي مادة للتخيل إذ ما كنت قد رأيته وقتها، وكنت أسمع عنه محاضراً متمكناً بقوة، ومناقشاً له بصماته التي لا يمكن لمن وقعت عليهم أن تُمحى .. كنت أتخيله _ على وفق ما أسمع _ أنه المزاجي الذي لا يمكن أن يكلمه الطالب، أنه العصبي المخيف، ورسمت له شيئاً من الغرور، وتخيلته كثيراً ..

بعد ذلك بسنين طويلة، إذ أكملت الدراسة والدراسات، وسافرت إلى بيروت وحدث أن التقيته هناك ورأيت التواضع المخيف من لدنه .. الإنسانية الحقيقية، لقد جعلني بدقائق أشعر وكأننا زملاء، وهذا معنى ما كتبه لي بإهدائه إياي كتابه النقدي (أوراق .. أوراق في تلقي النص الإبداعي ونقده) .. بعدها تحاورنا بقضايا حول الكتابة اليوم وأمور أخرى، كنت أتكلم معه باندفاع وحب وكان ينظر لذلك بهدوء، لم أكن أعرف وقتها أنه رشحني لجائزة ديوان شرق_غرب البرلينية وأنه نوَّط مجموعتي الشعرية برأيه الأصيل، إذ قال:

(هذه المجموعة تتصف بغنى المضامين الشعرية، وبصور توليدية موحية شكلتها انفعالات وجدانية حية حملت دلالات جمالية في النسيج، والأداء الإيقاعي الجميل، وأنبأت عن شاعر مقتدرٍ في الصياغة والإثارة) بهذه الكلمات تزين غلاف مجموعتي (الأسماء كلها).

إنه عبد الرضا علي، الإنسان الفذ، العالم المربي، الأديب الذي جايل وعاصر وعلَّم وتعلَّم من مختلف الأجيال حتى تمكَّن أن يكون أنموذجاً أصيلاً لتمثيل الحال الثقافي / الأدبي في وطننا.

أخيراً أقول إنني قرأت كثيراً له، ولكن جلستي معه لساعة علمتني أكثر من ذلك بكثير ولست مجاملاً هنا إذ يؤيدني في ذلك كل من تربى بين يديه وماشاه.

شكراً لروح أنجبتك وعلمتك، ولك منا كل المودة والأمنيات بالعمر المديد والعافية والخير الدائم يا سيدي.

...........................

خاص بالمثقف

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم ا. د. عبد الرضا علي من: 17 / 8 / 2010)

 

في المثقف اليوم