تكريمات

خاص جدا إلى وفاء عبد الرزاق!

شكلك

وجهك

صوتك

اسمك

حتى أنا

لا أريد أن أتخيلني

فالعتمة البيضاء

افترست حدقة عيني

صوبتْها نحو شمس بعيدة

لوطن مجدوب

معطوبة ظننتُها

لكنها تفتح فمها نهاية السطر

تُنكر ظمأها

وتنتفخ:

 انظري

ذاك بخور يتلاشى

يفقد رائحة الصوف الدافئ

القمح الذي وعدوه بمباركته

الحلم ذو الصوت الممتلئ" إيه ولك يابه عيوني"

ترمُّل الأناشيد

نسيج الموج

واللبن المتخثر عن تفاحة مصلوبة

 حتى تلك المواسم

يفقدها يوم أن كانت تغني

 دون أن تغيِّر جلدها

أو تفصح عن أسماء مخبوءة

في دكاكين القبور

.

.

كل شيء يفقده البخور

مذ أن مر بجانبه معطف كسول

الطفل مر سريعا

خشية من سدنة الرغيف

الملائكة أمسكت بأخيه بدلا عنه

أما أنا فذرعت الميدان

ممسكة بشرودٍ

 ياقةَ نخلة لم ترفع رأسها بعد للسماء

بهدوء أصافح برد أصابعها

لا أأومن بالأوطان,

بالجدران -أصرخ-

يصفقون لشجاعتنا

ننظر في السماء

تأخذنا رغبة النهوض

يا موسم الورد- أقول-

يا عباءة التراب

وحناء القبل

لاشيء يحررني من هجمة أطرافكِ

كيف؟ والدم الطازج الذي كلما انساب عراقا

أجلسَني في مقعدي البعيد

وأنا أقرفص مواويلي

أزج بها فراغ الصوت

فتشطُفني ينابيع النوافذ

تواطؤ السنونو مع النخيل

في برهة من أغفاءة قنديل

فيما الحلم منفرطا ببياضه

ناصعا كالموت!

عن ظهر شوق يدليني مكانك

مسترقا آثار الفلاحين

شهيق المزامير

وغمامة الأطفال المختبئين

طائرات ورقية عالقة بالعشب

شاردة بحمى اللون الأخضر: أصهل نحوك

أشطف كل خفقات الطيور

شرايين العبور

مرة أخرى يصفقون لشجاعتنا

دون أن أتذكر اسمك

أو أتذكرني

"همسة الريح

لثغة القصيدة

وأمي العراق"

كل هذا ما أعرفه عنك

 

بلقيس الملحم/ شاعرة وكاتبة من السعودية

 

...........................

خاص بالمثقف

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم الأديبة وفاء عبد الرزاق، من: 05 / 11 / 2010)

 

 

 

في المثقف اليوم