تكريمات

الرصاصة والوردة

ألا يمكن أنْ نحمل توقَ الورد إكليلاً

على رأس الرصاص *

نعجن من رحيقهِ خبزاً لأطفال الحروبْ

الوردُ جذرُ الرؤيةِ البعيدة الأعناقِ والشاحذةِ العينين

 

حين انطوى طفلي وفي جيب الأمومةِ

استرحتُ لحظةً

شكرته سبحانهُ للأمنِ والنيةِ الصافيةِ الينبوعِ

لم أعرفْ بأنّ القابلَ المستور في الغيبِ

يشقُّ جيبها

ينقلُ منه طفلتي خلفَ محيطاتِ الغيوم 

فينسجُ الريحَ شِباكاً للذهولْ

 

لم يسترقْ سمعي لما يجري

وما يُطبخُ في مطبخِ أهواءِ الرصاص

قلبي أنا طفلي الرضيعُ خبزُه إرادةُ الصلاةْ

في معبد العشق الذي يُطبخُ  في مواسم الحياةْ

 

رصاصةٌ

انطلقتْ

من بين أيدي طفلهم

فقامت الحروبْ

واحترقتْ خيامهم   خيولهم   فرسانهم

 

فرسانهم كانوا هواءً ناثراً هباءْ

 

أخرجُ

منْ جيب أمي طلقةً

أطيرُ في الهواءْ

نافورةً منْ مهرجان الماءْ

منْ عسلِ السماءْ

خمراً لذيذاً مترعَ الرواءْ

 

يخرجُ

منْ جيبِ كهفٍ موحشٍ

يغرز سكيناً

بصدرِ الأرض والنخلةِ والمياهْ

 

تحوّل الطفلُ المضيءُ وردةً

في جيبِ إعلان الحروبْ

لتستحيل واحةً  ينبوعُها

طفلٌ من الكلامِ  والغناءْ

 

عبد الستار نورعلي

ليلة الخميس 21/10/2010

 

...........................

*  في اشارة الى  قصيدة (البحر ليس طفلاً) للشاعرة ومن ديوانها (مذكرات طفل الحرب)

...........................

خاص بالمثقف

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم الأديبة وفاء عبد الرزاق، من: 05 / 11 / 2010)

 

في المثقف اليوم