تكريمات

الأَرضُ التي مَسَكَتْ يَدَيَّ

 

 

أيُّها العشب النابت فوقَ أبوابنا

ضَعْ كتابَكَ بَينَ يَديَّ

دَعني أملأُ أصابِعَكَ بالخواتمِ

وأعلقُ في رَقَبَتكَ تمائِم أحلامي،

فَأنا لا أرى

غيركَ أخْضَراً يسيلُ على قميصي .

 

2

الأرضُ التي مَسَكتْ يَدَيَّ وأنا صَغيرةٌ

مازالت تمسكُ يَدي،

ألا ترونَ آثار أصابعها على معصمي؟ .

 

3

أَعدُ أزرارَ قميص البيت

أَملأُ ثنياته بالأيائل والغزلان،

أزرَعُ سقفه بطيور السحاب

وأعتصرُ ماتبقى من لونه في قدحي، لأرتَشِفهُ.

 

آهٍ أيها البيت

أَكُلُ هذا الأشتعال ولا تراني؟

للآنَ، لم يجف على معطفي وضوء يَديّكَ

لـم يزل دمك الأخضر

صفيرُ بلبلٍ أجففهُ في دفتري المدرسي.

أَلا تراني

وأَنا أرمي قَميصي عليكَ

لأَرد عن جدارِكَ الطلقة الطائشة ؟

 

4

لن أخطأ المكان ،

آتيةٌ

وأنا في الطريقِ إليكَ

أَجزُ صوفَ السحاب

أَملأ حقائبي بالغيوم ، وبصباحاتٍ جديدةٍ

أَفرشها على بابِكَ عند اللقاءْ .

 

5

الطريقُ التي أخذتني، أعادتني .

الطريقُ التي ضيَّعَتني، عمياء ترش الرماد .

الظلالُ التي أمرُ عليها، خرساء ومن ثيابها يتساقط الغرباء،

بلدٌ حلوٌ ولكنْ ، لايشبهُ رائحة يدي،

بلدٌ ضاحكٌ ولكنْ، لايشبهُ دمعةَ أمي،

بلدٌ أبيض ولكنْ، لايشبهُ سواد عباءة أبي .

 

6

أَموتُ على العراق ،

هلْ أُلامُ لأني أحبُ العراقْ؟ .

 

7

نهران من لوزٍ يجريان في دمي،

ترابهُ من ذهبٍ

ياليتَ أهلي يَدركون!! .

 

8

إِحْذَروا

العواصف المندسة خلسَةً في دفاتِر أطفالنا المدرسية

في أناشيدِ صباحاتهم

إِحْذَروها.

فعلى باب هذا الفجر ياما سَفحنا دموع .

دماء

على بابهِ وَقَفنا طويلاً

إنتظرنا طويلاً

حتى شاخَ بين أصابِعِنا الإِنتظارْ.

 

نوال الغانم

فنانة تشكيلية

سيدني/استرليا

 

...........................

خاص بالمثقف

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم الأديبة وفاء عبد الرزاق، من: 05 / 11 / 2010)

 

في المثقف اليوم