تكريمات

شهادات حية: سيدة الرافدين العالية بالوفاء والشعر..

 

استعيد معك تلك الذكرى الرائعة وقت كنتِ زهرة الإبداع التي يلتف حولها الجمهور في كل أماسيها الشعرية.

كان اتحاد الأدباء في الإمارات والمجمع الثقافي يجمعان المبدعين والمثقفين فتزدهر بنا الأمسيات ونتداول فيها أشعارك التي تأخذ مأخذها في قلوبنا. أما الجمعية الأردنية فقد صدح فيها صوتك الشعري وكذلك في النادي الثقافي السوداني واتحاد الأدباء في الشارقة، وذات أمسية صمَتنا حتى خلنا أن الصمت تخلل خلايانا بقصيدتك (سنطة ديرتنا الجديدة).. وقتها سالت عن معنى كلمة سنطة فأخبروني تعني الصمت في اللهجة العراقية الدارجة.

فعلا،، انتهت الأمسية والصمت لم ينتهِ ،تسمرنا في أمكنتنا متوقعين المزيد.. وصدفة أفقنا من الذهول وقمنا جميعا وقوفا مصفقين لحضرتك.

 

من يعرفكِ سيدتي لا يبتعد عنك أو يترككِ لأنه على يقين من مقامك واحترامك للآخرين حتى يلتصقون بك أخوة وأخوات .

 

حين يُعلن في الصحافة عن أمسية فيها اسمك تمتلئ قاعات الأمكنة المقامة على أرضها أماسيك،، وأتذكر ذات أمسية في النادي السياحي مع الفنان جعفر حسن.. وقتها كانت القاعة تتسع لثلاثمائة كرسيا، امتلأت الأمكنة مما جعل القادمون الجدد يقضون الوقت وقوفا وأغلقنا باب القاعة تحاشيا لكثرة الحشد المحتفي بك والعارف مسبقا ماذا سيسمع وعلى أي موقف وأية إنسانة وشاعرة سيتعرف.. وكنا ننتظر الصحافة في اليوم الثاني من أماسيك لنتعرف على صورنا فيها وأينا أقرب إليك في الصورة، وكذلك لنقرأ ماذا كتبت عنك الصحافة.. بمعنى كنا نقرأ ونسمع عنك ومنك مرتين.

 

سررتُ جدا حين أجبتِ في الموقع الثقافي بنعم أنا وفاء عبد الرزاق ذاتها بعد أن طرحت السؤال لأتأكد أنت ابنة عبد الرزاق وابنة البصرة وسليلة العائلات  الأصيلة كما عرفنا عنكِ.

الآن عرفت بتكريمك في موقع صحيفة المثقف مثلما كُرمتِ في مواقع عربية وعالمية ومن قبل مؤسسات تحترم الإبداع النقي،، أسعدني التكريم لأنك أهل له واشكر إدارة صحيفة المثقف لأنها تكرم أهم المبدعات العراقيات التي ملأ صوتها قلوبنا وصحفنا العربية.

 

كلما نشرتِ في موقع ثقافي أثار شعرك اهتمام وتعليق المختصين والنقاد ومجادلاتهم  حول تطور القصيدة وأسلوبك المميز المجدد في عالم الشعر الساحر والذي يستمد سحره من قدرتك ومعرفتك في التجديد الشعري وكذلك قصصك القصيرة والتي اعتبرها النقاد إضافة جديدة للقصة القصيرة العربية حيث أدخلت اللقطة السينمائية في القص وقد التفت إلى ذلك نقاد عرب منهم في الجزائر والمغرب ومصر وفلسطين وسوريا.

 

حين اطلعت على روايتك (السماء تعود إلى أهلها) المنشور أجزاء منها في ملتقى المثقفين والمبدعين العرب ومواقع أخرى ثقافية.. عرفتُ لماذا تكونين دائما موضع الجدل .. رواية هي السماء بعينها بتميزها وتداخل أجناس الإبداع فيها من مسرح وقص وسينما وأهزوجة ولوحة ورواية وشعر.. ومن يطلع عليها يدرك ثقافتك الفنية وعلاقتك مع الألوان ودخول عالم اللوحة فنيا..

 

كنتُ كالآخرين معجبا جدا بشعرك الشعبي رغم الفارق بين اللهجة العراقية والفلسطينية واللهجات الأخرى في الإمارات لكن صوتك وإلقاؤك يذيب هذه الفوارق ويجعلنا نعيش المفردة كما نعيش أدق تفاصيل حياتنا اليومية.

 

منذ عودتي إلى فلسطين وأهلي هنا يسألون عن وفاء عبد الرزاق وأشعارها خاصة القصيدة (التي خصت ناجي العلي) حيث كانت أهم قصيدة مشاركة في مهرجان ناجي العلي المقام في الإمارات.

 

الكلام عنك كثير سيدتي وأهمه علاقتك مع أصدقائك ومحبيك مما يجعلنا نكتب الآن عنك رغم ابتعادنا أكثر من خمسة وعشرين عاما.

 

هنيئا للمثقف بإنسانة ومثقفة ومبدعة شاملة.. هنيئا لنا بك سيدة النخيل وكما لقبك أحد المعجبين حد الثمالة بأشعارك المبدع العراقي خلدون وأعطاك لقبا مازلنا نذكرك ب (رأس العاليات).

هنيئا للمثقف برأس العاليات المبدعة الشاملة وفاء عبد الرزاق.

 

          الصحفي والكاتب من فلسطين

            يسري راغب شراب.

 

...........................

خاص بالمثقف

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم الأديبة وفاء عبد الرزاق، من: 05 / 11 / 2010)

 

في المثقف اليوم