تكريمات

قراءات نقدية: الرؤى المتضادة

والمتعددة عندما استخدمت اللغة الرمزية ذات الانزياحات المتعددة في هذا المبنى السردي القصير.

ولعل الاستهلال الرمزي بيدا مع العنوان (الجثث تشرب العصير) . وهو عبارة عن جملة نحوية ذات وجهين الأول يمكن اعتبارها جملة اسمية كبرى متكونة من مبتدأ وهو (الجثث) وخبره (الجملة الفعلية تشرب العصير). وهنا تكون جملة خبرية ثابتة في زمن معين فالزمن السردي يثبت عند هذه المرحلة مما تشي بدلالة ثابتة من الصراع السردي.والأفق التاريخي للنص. أما لو أصبحنا أصدقاء النحو الكوفي فلها توجيه أخر وهو إنها جملة فعلية فاعلها مقدم وهو (الجثث) . وفعلها المضارع المستمر دوما (تشرب) والمفعول هو (العصير) ولو أخذنا بنظر الاعتبار ان الجملة الفعلية ذات حركة وتطور سيما مع الفعل المضارع ,فأننا بإزاء جملة مستمرة الدلالة الحديثة مما يعطي لحدثا (فعلها) استمرارا ودلالة تاريخية متعددة الأزمان والأفاق.

تشير الدلالة النحوية الى استمرار الصراع السردي المتضاد الدلالة بين ركني الجملة النحوية بين الجثث وهي دلالة الموت وفعل يشرب وهو دلالة الحياة فالرؤية هنا صراعية بين الحياة والموت بين الخير والشر بين خلاط أبو الفرج وخلاط أكثر الخلاط العورة بين من بشرب عصير التمر ومن يشرب العصير المغمس بلون الدم والذي يبحث عن اله يكون عبدا له حتى لوكأن عصيرا مغمسا بالدم.

الصراع هنا بين عالمين عالم أبو الفرج وخلاطه وتمره المشبع بالحياة والحلاوة والأسعار المناسبة والمشبع ببساطة الناس الطيبين أهل الأرض الاصلاء. إما العالم الآخر فهو عالم (أكثر بن مجرب بن ناقص). وعصيره المغمس بلون الدم الذي يوزعه عليهم مجانا على كل من يؤمن بان خلق للشر .

ان هذا الصراع ذو إبعاد تاريخية هو استمرار الصراع وان الحياة دوما تنتج مجرمين من ذوي العين الواحدة الذين ينشرون الخراب والموت في أرجاء المعمورة يجرون خلفهم أتباع وأعوان لا يعرفون شي سوى الشر. سمه ما تشاء هولاكو –دراكولا – بوش –شارون – الخخخخخخخخخخخ

فهذه القصة الرائعة ذات دلالات صراعية متعددة حاولت القاصة ان تصوره بوساطة ترميزات هامة منها (أبو الفرج و خلاط أكثر –عورة- و أكثر بن مجرب بن ناقص فهو الأكثر شرا والأكثر تجربة في الدمار والناقص وهو تعبير أخلاقي يدلل على كل معني سوء الطوية والأخلاق).

 

ملاحظات ختامية:

1- تعرفت الى هذه القصة على أنها فائزة بجائزة غير أنني لم أتالف معها ألابعد القراءة الثالثة عندما غيبت عن عقلي الفوز وقرأتها بحيادية فتبينت لي أنها أهم من (الجائزة)

2- القصة نحت الفعل السردي جانبا واعتمدت الترميز له ببعض الأوصاف من غير خلل سردي.

3- عصير (أبو الفرج) ذكرني بعصير الحاج زبالة واحدا من معالم شارع الرشيد (ببغداد المنصورة) وهو احد طقوس الجمعة للمثقفين وهم يغدون ويروحون الى شارع المتنبي –شارع الثقافة العراقية_

أما عصير _ عورة أكثر بن مجرب بن ناقص _ وحفيده ذو العين الواحدة فيذكرني بما جرى في بغداد المنصورة من قتل ودمار وذبح وبشاعة وظلم ودماء أصبحت اعلى من الهامات منذ هولاكو وبن العلقمي

الى بوش وغلمانه الى .................. الخ

3- الدلالة السردية منفتحة الآفاق الدلالية متعددة الرؤى حيث ما وجد صراع بين الإنسانية والوحوش

أمنياتي للقاصة بالتوفيق

     

...........................

خاص بالمثقف

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم الأديبة وفاء عبد الرزاق، من: 05 / 11 / 2010)

 

 

في المثقف اليوم