تكريمات

السراج الباكي

من سقمِ العتمةِ

يرسلُ بدرا إليه

كي ينيرَ عتمته

وحين

يستعطف النهارُ الليلَ

من جمر الشمس

يرسلُ إليه

غيوما داكنة الريش

كي تلقي ظلاً

على سحنته

ما أوحشُ المحيق

حين يبتلعُ القمرَ

ثلاثة أيام

ليغرقَ الليلُ

 في ثلج الدجنة

ما أوجعُ الهجيرِ

بلا غيوم

الليلُ والنهارُ توأمان

آهٍ

 يا بنت الشعر

وأختَ الشعراء

كوني ليلا

كي أرسلَ قمري إليك

كوني صبحا

كي أرسلَ غيمي إليك

دمعك دام

كدمع عيوني

موجُك قاسٍ

يفتضُّ جنوني

هات كأسَ الغربة

كي نشربَ سمّا منهُ

هات سيفَ البعد

كي يقطع وريد الوجد

تبقين سراجا

يبكي بعيدا عن دجلة

دعيني

 ألملمُ شجن الدمع

دعيني أتعمدُ

بخضاب الروح

سأرسل روحي

كي تنقل سر البوح

إلى جيكور

ما أنبلُ

عشقَ الأخت لأخيها

ما أحرقُ دمعا

تنثره الأختُ

على قبر أخيها

الليلُ

يا أختَ أخيك

يبكينا في منفاه

الصبحُ

يشجينا في وحدته

يا أختاهُ

هناك

تتكسر صورا منا

في وهج مراياه

هذي قدمي حافية

جرّحها الصخرُ

وروحي هائمة

تهدُّ الحسراتِ

إلى

جرفٍ من شط الحلة

هات سكينا

لنقطعَ شريان الوجد

فنحن أسارى

عشق لا يرحم

من يشفينا

من هذا العشق

الدامي

من يعتقنا

من فيض وصاياه

دعيني أشرب ماءً

من كفيك

أخيّة

كي تشفى روحي

من وحشتها

ويرضى

في العلياء عنها

الله

 

أبو ظبي

‏الجمعة‏، 05‏ تشرين الثاني‏، 2010

  

...........................

خاص بالمثقف

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم الأديبة وفاء عبد الرزاق، من: 05 / 11 / 2010)

 

 

 

في المثقف اليوم