تكريمات

شهادات حية: الى صديقتي وفاء البرحية شاعرة البصرة الحبيبة

 مُترَنّحة، قد تكون هي الفجوات المُرتَقَبة لمُستقبَل منقوش في تلك الخُطوات منذُ عهد الطُفولة

هكذا دائما، كانت الجُسور التي طالما حملَت خُطاها الى هنا، مرنة، مُتمايلة، حيثُما غدَت فَوقَها، لكنّها معَ ذلك قفزَت منها نحوَ عالمٍ، لا تربُطها بهِ إلاّ اغتراب الأمكنة، وجَهل الشُخوص، ولا فهمَ لملامح العابرين، ولا الطُرُقات، ولا إدراكَ لكيفية عبور الأزمنة، وتصاعدها، واختراقها كلّ تلك المَدارات، لكي تُلقي بها هنا، دونما السؤال، مجرّد السؤال، هل ترغبين حقّا بالعبور؟

ظلّت دائما، ومع قلقلة الروح المقهورة، تبحث في عالمها الجديد هذا ، عن إمكانية قبول المكان الذي آلت إليه، وشرعنة الزمن الذي قادها حيث هي الآن، وعن خرائط المدُن التي بعثرتها الرياح بعيدا. لكنّها ابدا لم تعثُر، بين كلِّ مرافيء مُدُن الغرب الباردة، على مدينتها الساحليّة، المقهورة، السمراء، ذات الملامح البصريّة

هناك، حيثُ نقشت كلماتِها عند أوّل السُلّم المُتصاعد نحوَ قمّته، كالهرَم تماما، ثمّ صارَت الحروف تتشكّل أجساداً لقصائد بارعة الجمال، ترتقي تلك السلالم القديمة، ذات الحجارات المُتآكلة

كانَ الصُعود شاقّا، مُتحدّيا قوّة الريح، التي حاولَت جاهدةً بعثرة تلكَ الخُطُوات، وكان اجتذاب الأرض لذلكَ السّعي، على أشدّهِ، تزاحمَت الأنفاس، واستطردَ اللُّهاث، لكنّها، وبين فقه صيرورة الأقدار، ولا إدراكَ كُنه المصائر، تمكّنت من إجتذاب ذلك السّعي، نحوَ قمّة الهرَم. مُلامسةً سعفَ النخيل الباسقات، تتفيّأ من ظلالها، وتستلهم من حكاياها، رموزا، وعناوينَ، لقصائدَ مُتراكمة، مشهودةً بالتعرّي منَ الصَمت، والتجرُّد منَ الإنكسار .

البرحية كما أحب ان اسميك ،، هل أوفيت للقصائد حقٌها ... لآادري ..

لك (كوشر محبة وياسمين  وكلشي وكلاشي).

علي ريسان

 

...........................

خاص بالمثقف

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم الأديبة وفاء عبد الرزاق، من: 05 / 11 / 2010)

 

 

في المثقف اليوم