تكريمات

شهادات حية: وفاء عبد الرزاق الإنسانة / ملاذ إسماعيل

بمدينتي صيف 2006 بعد معارك الفلوجة 2004 واضطراري للنزوح لكربلاء وبقائي هناك لمدة سنتين التقيت أحبابي وأصدقائي من النخب المثقفة بالمدينة والأكاديمية أيضا وانتهت الأمسية بعد الغروب فبقي لدينا تقريبا ساعتين قبل بدء حضر التجول الجاثم على صدورنا أيامها حيث تعودنا ان نستغل كل دقيقة نستحضر ونستذكر أشياء وأناس قامات بالآداب والثقافة والفنون حيث ورد بها اسم وفاء عبد الرزاق بين الحوارات وقصيدة من قصائدها الشعرية انطبع ذلك الاسم بمخيلتي وعدت لهمومي ومشاغلي وقراءاتي وشاء القدر أن أتمكن من أن اشترك بخط انترنت واشتري حاسوب متواضع أيامها إذ كانت غالية جدا  لأنها جديدة على العراق مثل هذه الأجهزة جاء هذا الاسم بزحمة خياراتي بالبحث بالنت فأمضيت ثلاثة أيام أنا أبحر في قارب أشعارها ودواوينها وابحث وأسال وبالملتقيات الثقافية كان اسمها يدور وأشعارها عرضة للمناقشة والإشادة ومعها شوقي يزداد لمعرفة تلك الشاعرة التي أشغلت مثقفي الخارج والداخل .

بالصدفة الجميلة وأنا أتابع برنامجا على البغدادية للأستاذ خضير ميري وهو يقدمه كانت أول مرة أرى فيها صورة وفاء عبد الرزاق تطل على القناة وتابعت البرنامج لنهاية ورغم انه استمر لوقت طويل إلا أني أحسست بالوقت يمر كأنه ثواني ودارت تساؤلات عدة إذ رغم سنين غربتها إلا أن لكنتها ولهجتها كأنها لم تبارح العراق ولو لدقيقة بل إن كل أشعارها كأنها بالعراق وصف للمعاناة ووصف لحال المرأة العراقية الباسلة ووصف للعشق والجمال العراقي الفريد بل وصف للبصرة والنخيل وكل ذرة بترابها وتراب العراق وأيضا رأيت صورها بالمنتديات الأدبية وحفلات الاحتفاء بها والأمسيات وغيرها من التكريمات والشهادات التقديرية التي حصلت عليها باسم العراق فازددت زهو وفخرا بها وأضفت اسمها لدي في قائمتي بالفيس بوك بانتظار الموافقة لطلب الصداقة وساعتها حسمت أمري أن أجد وسيلة اتصال بها أخرى غير الفيس بوك أيضا وخدمتني الصدفة مرة أخرى أني كتبت موضوعا بموقع النور وكانت هي احد المعلقين واستطعت ان احصل على الإيميل الخاص بها وأضفتها وانتظرت ليومين أو أكثر وإذا بالبشائر تهل حين دخلت وسلمت علي مرحبة بي كصديق وزميل جديد لها في واحة وبستان الثقافة والأدب والجمال سألتني على ما اذكر هل أنني شاعر؟؟ فأجبتها لست بشاعر ولكني أتذوقه وأقراه وسألتني هل أحب الشعر الشعبي فقلت لها هو روحي واقرب إلى نفسي فسألتني إن كنت امتهن شيئا من الثقافة فقلت لها أنا كاتب على قدر حالي ورسام فقالت إذا أنت شاعر ولكن من طراز آخر فالرسام يرسم الشعر بريشته والكاتب لا يقل أهمية من الشاعر بخواطر وصياغة عباراته وجملته وقصصه ساعتها أصبح لدي دافع معنوي كبير للتواصل مع هذه المرأة الناجحة التي لا تيأس مهما كانت ظروفا صعبة إذا كانت تتغيب فترات طويلة عن التواصل بالنت او الماسنجر بسبب المرض المزمن الذي تعانيه الا إنها لا تنسى أصدقائها ودوما تسال عنهم واحدا واحدا دون استثناء وكانت تحلم بأن تحقق حلمها للطفولة فلم يكفها فوز ديوانها طفل الحرب بجائزة مثلت بها ليس العراق فقط بل عن قارة آسيا اجمع بل لديها حلم أوسع ويلزمه إمكانيات مادية وبشرية هائلة إن تحول ديوانها إلى فيلم وثائقي لصالح وخدمة الطفولة المغبونة المهمشة بالعالم وبالعراق فهذه هي وفاء الإنسانة التي آزرتني وكانت ملهمة لي بمرحلة من مراحل كتاباتي صغت بها أجمل العبارات في نتاجاتي القصصية.

 

بقلم الكاتب والفنان ملاذ إسماعيل

الفلوجة

 

...........................

خاص بالمثقف

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم الأديبة وفاء عبد الرزاق، من: 05 / 11 / 2010)

 

 

في المثقف اليوم