تكريمات
يا مئذنة العِـفة / يحيى السماوي
(1)
عباءتها نهر ..
و" جرغدها " بستان ..
الفراشات تحط ّ على يديها المحنّاتين بالطين الحرّي
فلا غروَ إذنْ
أن تحجّ العصافيرُ إلى حضنها ..
ولا عجبَ
حين انتقتها المحبة ُ
سفيرةً باسم ثدي الفرات
لدى مملكة الطفولة!
ياوفاء:
الوطن ُ ليس تلّا ً..
فلماذا يقف بعيرُ الخِلافة ِ
متفرّجا ً
يعتلف الورقَ الأخضرَ
مفتونا ً باصفرار زغب الحواصل؟
لسنا رُحىً..
فلماذا لا نكفّ عن الدوران حول جراحِنا؟
(2)
قدمي وتَدٌ
في بستان القرن ِ الحادي والعشرينْ
لكنْ رأسي
مازالَ يُنقّبُ في دفتر أمسي
عن وقعة ِ " صِفّين ْ "..
كيف إذن سيضوع الخـبـزُ
وينضجُ في البستان ِ الـتـيـنْ؟
(3)
الكلُّ متّهمٌ أمامَ الله ِ في يوم ِ القيامةْ:
جيشُ الخليفة ِ..
والخليفة ُ..
والعِمامة ْ..
(4)
يا مئذنة َ العِفة ِ
مثلكِ أحلمُ منذ عصور ِ النارْ:
أنْ تخضرَّ صحارى الكون ِ
وأنّ صروحَ العاشق ِ لا تنهارْ
مثلكِ أحلمُ
أنْ أشهدَ ـ مبتهِجا ً ـ آخرَ مشهد ِ قتل ٍ
يغدو فيه الفقرُ قـتيلْ
حيث يكون الودُّ مياها ً
والضحكةُ قنديلْ..
........................... خاص بالمثقف الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم الأديبة وفاء عبد الرزاق، من: 05 / 11 / 2010)