تكريمات

المثقف في حوار مفتوح مع الاديبة وفاء عبد الرزاق (4)

w13خاص بالمثقف:الحلقة الرابعة من الحوار المفتوح مع الاديبة وفاء عبد الرزاق، لمناسبة تكريمها من قبل مؤسسة المثقف العربي، وفيها تجيب الكاتبة على اسئلة المدرسة والمترجمة ولاء كاظم.

ولاء كاظم: مدرسة لغة انكليزية ومترجمة / الامارات العربية المتحدة: شاعرة وكاتبة حفرت بأظفارها لم تسندها أية جهة، رغم اغترابها استطاعت أن تترك بصمتها على خارطة الإبداع العربي والعالمي..

بقيت وفية لعراقيتها ولتربتها وشعبها، والمتابع لنصوصها يعرف ذلك جيدا ويدرك هذا الوفاء الجميل، فمن هذا الوفاء سأطرح عليها بعض الأسئلة:

س48: ولاء كاظم: ما نعرفه أنكِ كتبتِ الشعر منذ الطفولة، وتركتِ البصرة منذ المراهقة. أين وفاء الآن؟

ج48: يقودني هذا السؤال إلى مقطع من قصيدتي الشعبية (عمِّي الله بالخير) حيث أقول في هذا المقطع (والغربة لغربة تناوشني) وقبل الدخول في تفاصيل أين موقعي الآن أحب أن أذكر حكاية هذه القصيدة لأنها مهمة جدا، في أيامي اللندنية الأولى كنت راكبة حافلة متوجهة إلى الكلية لدراسة اللغة الانكليزية وفي الحافلة رأيت رجلا ملامحه توحي بعراقيته. في الاغتراب يشدنا أي شيء تجاه الوطن، خجلت من طرح سؤالي عن هويته لكن عند نزوله كان رجل في انتظاره فحيَّاه بكلمة (الله بالخير) وبهذه التحية خصوصية عراقية وتعني أما مسَّاك الله بالخير أو صبَّحك الله بالخير. نزلت الكلمات كنار في صدري، رجعت إلى الشقة رأسا وكتبت قصيدة (عمِّي الله بالخير). احتفى كثيرون بهذه القصيدة فهي تمثل  غربتهم سواء خارج الوطن أو داخله ونشرتها مواقع كثيرة وصحف أكثر.

أما أين وفاء الآن.. فأقول لا أعرف وسأبقى لا أعرف حتى أجد لي بيتا صغيرا على ضفاف شط العرب،أشتري سمكا من صياد نهري وأشويه في التنور بيدي، وأسمع أغنية فؤاد سالم (يا عشـ?نه فرحة الطير اليرد لعشوشه عصاري) ساعتها سأرد عليك ب (أعرف جيدا أين أنا).

س49: ولاء كاظم: لكل مبدع ذكريات خاصة مع مبدعين بقيت ترافقهم في مسيرة حياتهم، هل تحدثيننا عن بعض هذه الذكريات؟

ج49: كثيرة، بقدر حبهم الحقيقي وصدقهم الإنساني ولا يبقى الأثر إلا لمن هم بهذه الصفات، سأضع أسماء من أصبحوا أضلاعي:

*- الكبير مظفر النواب، وهذا الكبير التصقنا بأشعاره قبل أن نراه وكانت أمنيتي التعرف عليه عن قرب، وحين أصبح جزءا من أسرتي وزوجي من المقربين إليه وأنا بمثابة الأخت والصديقة.. صار هو الرئتين أيضا.

*- الشاعر الكبير سعدي يوسف، رغم سمعته التي اخترقت العالم إلا أنه لم يتخل عن طبعه البصري وصفته البصرية ألا وهي التواضع،صديق الأسرة الرائع وقت وصولي لندن طلبت منه أن يطلع على ديواني (أمنحُني نفسي والخارطة) قراءته بمثابة تزكية كبيرة.. لبى النداء بكل تواضع والتقينا في مقهى في منطقة كوينزوي، وبعد يومين فقط اتصل كي نلتقي ويسلمني النص مشكورا.. استقطع من وقته الكثير ولم يتكبر أو يرفض.

أذكر ذات مرة التقينا في بيت أحد الأصدقاء في لندن وطلب مني قصيدة شعبية غزلية فقدمت قصيدة (جبت الليل البْعيني) أي الليل الذي في عيني

استمع إليها وقال لزوجي: هذه أجمل قصيدة حب سمعتها أو قرأتها في حياتي.

ثم ذكر أن وفاء تحفر بأظافرها لان لا جهة تسندها وستصل حتما.

*- الشاعر الكبير رياض النعماني.. المبدع في كل تصرفاته وعلاقاته مع الآخرين وبتعامله برقة الشعر مع الكثير، يسندني دائما ويلقبني (النخلة العراقية) أفرح كثيرا لسماع صوته خاصة اتصاله الدائم بنا ويعتبرنا أسرته.

*- الشاعر والمترجم السوري الأستاذ يوسف شغري، هذا الصوت الإنساني الذي يترك أثرا عميقا بإنسانيته.. ترجم ديواني إلى اللغة الانكليزية وكذلك سيناريو فلمي من مذكرات طفل الحرب متطوعا ومعترفا بأهمية ما يقدمه للطفولة، ثم هو السبب أو الوسيط في تعريف السيدة هادية الدريدي وزوجها الشاعر محمد الرفرافي حيث ترجمت السيدة هادية ديواني إلى الفرنسية وكانت تبكي في كل مذكرة تكتبها.

* - السيدة الرائعة هادية الدريدي والمبدع الرائع محمد رفرافي.. أشكر طفل الحرب كونه أهداني أخوين جميلين نادرين في زمننا هذا... كنا نقرأ في فرنسا من الديوان ونبكي، هي تقرا في اللغة الفرنسية وأنا في العربية.

* - أما الذكرى مع البياتي كانت ساعة مؤلمة جدا، أرسل لي ديوانه الأخير وكان في سوريا وقتها لكنه نسي أن يكتب إهداء لي فاتصلت مستغربة، وبعد أسبوع وصلتني نسخة أخرى بإهداء جميل وتوقيع واعتذار، لكن المؤسف سمعت خبر وفاته في اليوم الثاني من وصول الكتاب...

*- الأستاذ عبد المنعم تليمة المستشار الثقافي للرئيس حسني مبارك والمستشار الثقافي للجامعة العربية... حين زرته في بيته لم أتخيل أبدا أنني سأرى هذا التواضع والترحاب الجميل.. وحين ودعته قال لي:

- هذا بيتك في أي وقت ستجدين الأب والبيت..

كنت برفقة المبدع أحمد زرزور، والأستاذ أحمد هو من عرفني بالكبير تليمة ولم يقصر معي أبدا في تقديمي لمحافل ثقافية مصرية وكان كبيرا بأخلاقه.

*- صديقي وأخي الدائم الأستاذ أحمد طايل.. من يتعرف على هذا الرجل يدرك كيف يكون الرجل رجلا بكل معنى الكلمة.. كنت أول مبدعة يضعها في كتابه (على أجنحة أفكارهم) مع نخبة من خيرة مبدعي مصر (يوسف القعيد، إبراهيم أصلان،عايد الرباط، عبد الرحمن الخميسي).

كثيرون لهم ذكرى خاصة ملتصقة في الوجدان ولا مجال لذكرها كلها.

س50: ولاء كاظم: شاهدنا احتفالية في العراق زامنت ترشيحكِ سفيرة للنوايا الحسنة من قِبل مؤسسات ثقافية غير رسمية ومن مثقفين في العراق وخارجه. ممكن تحدثين المثقف عن مسيرة ترشيحكِ سفيرة للنوايا الحسنة وأين وصلت هذه المسيرة؟

ج50: قدم المبادرة الأمين العام لمؤسسة أور الثقافية المستقلة الشاعر خالد شويش واتصل بمؤسسات ثقافية غير رسمية وبأدباء، وفعلا أيدوا ورحبوا بالفكرة وتفاعلوا معها.. وقبل كل شيء اتصلت بالكبير مظفر النواب لأستشيره فرد علي: وفاء ضعي اسمي واكتبي ما شئت في الرسالة..

كان هذا الشرف الأول لترشيحي، والمبدع الشاعر رياض النعماني تابع وأيد وتواصل مع مبدعون كي يضعوا أسماءهم تأييدا للفكرة.. ثم ساهم كثيرون بنشر الخبر منهم الصحفي الرائع علي الشمري، والصديقة الغالية أحلام كدوم سكرتيرة رابطة المرأة العراقية فرع لندن حيث جلبت كل أسماء الرابطيات بكل فروع الرابطة ابتدأ من العراق.. والصديق الشاعر عبد العظيم فنجان، والمبدع عدي الهاجري وكثيرون بصراحة يعجز اللسان عن ذكر فضلهم ..

قدمنا مذكرة إلى السيدة "آلا الطلباني" كونها في البرلمان تمثل المنظمات غير الرسمية، ووافقت في اللحظة الأولي، كما تشرفت باسم الصديقة النائبة ميسون الدملوجي التي اتصلت ب "آلا " تعرِّفها بوفاء ..

لكن حين قدمنا الملف إلى السيدة آلا الطلباني وهي من اتصلت بخالد شويش ليأخذ الكتاب ويقدمه لمن يمثل هيئة الأمم المتحدة في بغداد تفاجأ السيد خالد بالرفض الجمعي من قبل بقية اللجنة، وحين استفسر عن السبب رغم موافقتها هي، أجابت:

-لا استطع رفض رأي الأغلبية..

كان الرد مخجلا جدا..وسبب الرفض كوني أعيش خارج العراق وكوني لا أنتمي لأية جهة حالية..

بعد فترة قرأت أن السيدة الطلباني نشرت خبرا تفضح فيه بعض أعضاء لجنتها بسرقتهم أموال الدولة، صرفوا مبالغ كثيرة لمساعدة مؤسسات وهمية لا وجود لها على أرض الواقع..

انتهى الأمر إلى هنا، لكني لم أسكت وسلمت رسالة بيد السيد جابر الجابري وقت تكريمي من الديوان الثقافي في لندن ليوصلها إلى وزير الثقافة وأرفقت مع الرسالة الكارت الخاص، وبعد فترة قصيرة اتصل بي الوزير واستغرب رد السيدة آلا لأنني أرفقت كتاب الرد مع رسالتي.

وكان متأثرا جدا حيث قال انه شاعر ويرحب بالوجوه التي تمثل المرأة العراقية والتي لها مكانتها بين الناس ووعد بعمل اللازم، ثم أوصى سكرتيره الخاص باستلام الملف صباحا من السيد خالد شويس، وقت سلم الأخ خالد شويش السكرتير ملف ترشيحي وعده خيرا حسب رد الوزير طبعا... وعليه أكتب الآن المثل القائل (لا أبو علي ولا مسحاته).

علما أني أوصلت إليه مسج عبر أصدقاء مشتركين بيننا كي يتذكر...

انتهى الأمر إلى هذا الحد.. ومازالت مرارة النتيجة تعصر قلوب كل الأسماء التي وقعت. لأن الأسماء اعتبرت هذا الإهمال لها أولا قبل إهمالهم لمشروع وفاء وخالد شويش.

وهذا يثبت أن في العراق الآن حتى المشاريع الإنسانية تخضع لاعتبارات المحاصصة.

س51: ولاء كاظم: من هم أول النقاد لما تكتب وفاء عبد الرزاق؟

ج51: أولادي أول من أقرأ عليهم العمل قبل نشره، ولهم رأي ثاقب ومهم أعتمده رأسا بسبب تربيتهم على ذائقة فنية أدبية...وأحيانا أكتب قصيدة وأمسحها وقت تقول لي ابنتي أو ابني هذه القصيدة ليست أنتِ يا أمي.

س52: ولاء كاظم: المجموعة القصصية امرأة بزي جسد نالت أربع قصص منها جوائز عربية وترجمت إلى الفرنسية ونالت نقودا كثيرة، لماذا امرأة بزي جسد؟

ج52: العنوان للمجموعة أخذ عنوان إحدى القصص (امرأة بزي جسد) وهذه القصة تبين دور المرأة العربية في الواقع العربي ورفض المرأة في القصة لأعضاء جسدها حيث تنزعهم واحدا تلو الآخر وتحاسبهم ماذا فعلوا فيها ولم تُبقِ إلا الثدي وهو رمز الأمومة... تصعد إلى أعلى شجرة كثديين ينظران إلى جسد ممزق على الطاولة... طبعا هي عن المرأة المسحوقة ابتداء من الأسرة إلى المجتمع...وحين قلت بزي جسد أعني أنها مجرد آلة ترتدي جسدها مثل أي ثوب تلبسه، وجسدها لا يعنيها ولم يعد ملكها، نزعته لأنه مطيع لمن يستنزفه كجسد في خدمتهم غير مبال بإنسانيتها ومكانتها كإنسانة بينهم.

كل القصص جاءت بشكل فنتازي غير مباشرة بمعنى معالجة الواقع بالفنتازيا. وقد نالت استحسان الكثير لما فيها من تجديد.

س53: ولاء كاظم: بما أننا في كتبكِ سيدتي وفي المجال القصصي، المجموعة (نقط) لمِ اخترتِ النقط عنوان المجموعة وهل هناك سبب ما حرضك على ذلك؟

ج53: لم أكتب أو أصدر مجموعة قصصية إلا بهندسة الفكرة والكتاب والموضوع والمعالجة بحيث يخرج العمل غير متفكك..

قررتُ الكتابة عن الناس التي تلجأ إلى الشارع ابتداء من أطفال الشوارع إلى المتسولين والخبل.. ولماذا الشارع أحن إليهم من البشر.

ثم اشتغلت على فلسفة النقطة ودورها في حياتنا كبشر وجعلت عناوين القصص بدون نقطة، كل العناوين بلا نقط وكراس عرجاء حتى الطاولة عرجاء. وقدمت مقدمة لكل قصة لها علاقة في النص طبعا غير منفصلة عنه.. وسبب كتابة العناوين بلا نقط لأثبت للجميع أن اللغة بلا نقطة تبقى فارغة ولا تؤدي دورها في القواميس....هكذا الإنسان الذي لا يؤدي دوره تجاه الشريحة التي اخترتها من المجتمع سيكون فارغا مثل كلمة بلا نقطة لا دور له في قاموس الإنسانية.

س53: ولاء كاظم: ما هي معاناة وفاء الكاتبة بكل أصناف الكتابة، وأين تجد الخلل لو صح التعبير عن وجود معاناة؟

ج53: لا أعاني غير طباعة كتبي ونشرها بشكل جيد يصل إلى الجميع

خاصة أخوتي في العراق..وشأني شأن أغلب المبدعين لا تسندهم جهة لطبع كتبهم أو تترجمها ... في الوقت الذي نتعرض فيه إلى سرقة جهودنا أو مساومتنا لا نجد من يقول لنا نحن إلى جانبكم..

الخلل في المؤسسة الرسمية لا غيرها لأنها المسؤول المباشر.

بعثت مخطوطة شعرية لوزارة الثقافة العراقية سنة 2004 وعلمت أنها اعتمدت من قبل الجهة المختصة وأخذت دورها، وكلما أسال من هم على مقربة من أصحاب القرار أسمع الرد ذاته: - هي في دورها للطباعة حتى حضرت معرض كتاب الشارقة في شهر 11 من سنة 2010 وسألت من باب الصدفة في جناح دائرة الشؤون الثقافية العامة العراقية فقالوا لي انه صدر من سنة 2005 وتأكدت المسؤولة عن الأمر من إصداره فعلا..

بربك ماذا يكون ردي؟ وكيف يصدر كتاب لشاعر لا يدري عنه ومتى تم ذلك؟ وكيف كان شكل الغلاف؟

لكن الأستاذ نوفل أبو رغيف تفضل مشكورا بقبول مجموعة كاملة ستطبع عن دار الشؤون الثقافية العامة والمجموعة من أربعة كتب.

هذه ليست معاناتي وحدي،هي مشكلة لابد من القضاء عليها كليا.

س54: ولاء كاظم: ما تأثير المكان في أعمالكِ؟

ج54: لا شك أن لكل مكان سمته الخاصة وإن التقى إنسانيا مع غيره من الأمكنة..في كل مكان أنثى أو شجرة أو رجل أو.. إلى آخره..لكن هناك شيء خفي لا يستشفه غير مرهف الحس كالشاعر أو الكاتب.

وهذا الشيء الخفي له أيضا تأثيره على الحياة العامة، فالمكان الجديد يطرح لغة جديدة ومفردات جديدة صورة أخرى ستكون ضمن أي مشروعي كتابي جديد للمبدع.

ذات يوم كنت مع صديق على ضفاف التايمز ورأيت شجرة ممتدة أغصانها باتجاه الماء لكنها قبل ملامستها الماء ترتفع الأغصان ثانية إلى الأعلى لأنها بمجر أن تلامس الماء أطرافها تموت..فنظمت قصيدة بعنوان (صدفة ترجمت شجرة) هذا أحد الأمثلة لتأكيد لغة المكان ومؤثراته وعليه نبني أشياء كثيرة بهذا الخصوص.

س55: ولاء كاظم: رواية السماء تعود إلى أهلها رأينا احتفاءً لها في مكتبة أولاد علام في مصر، وكتب عنها بعض الكتاب.. هل الزمان والمكان عاملان أساسيان في هذا العمل؟

ج55: نعم.. كلاهما من صلب الرواية.. تتحدث البطلة في الرواية عن زمنين ومكانين مختلفين كليا. مكان في العراق وآخر في لندن،زمن الحكم السابق وزمن الحكم الحالي.. لكن الثيمة الأساسية للرواية تدور حول سجن النساء في فترة الحكم السابق.

س56: ولاء كاظم: كيف تشتغلين على قصصكِ ابتداء من العنوان إلى النصوص؟

ج56: طبعا.. أي عمل يجب الاشتغال عليه مسبقا كي لا يخرج مترهلا.. لا أجمع قصصا كتبتها هنا أو هناك ثم أطبعها في كتاب.. إنما أخطط لما أريد أن يُقرأ لأنه سيمثلني ويمثل موقفي تجاه الأشياء. أضع عنوانا مدروسا له علاقة بعناوين القصص وبأبطالها.. ومثله أعمل في كتبي الشعرية، فمثلا ديواني (البيتُ يمشي حافيا) هو من أربعة فصول كل فصل له عنوانه والقصائد أخذت جزءا من عنوان الفصل وجزءا منها لتلتحم وتأخذ شكلها واسمها وعنوانها الذي لا يبتعد عن عنوان الفصل ولا عن عنوان الكتاب الأساسي..

س57: ولاء كاظم: ما سبب اختيارك مشروع صورة وقصيدة؟

ج57: جاء الاختيار عن طريق الصدفة حيث كنت وحدي في داري اللندنية ورغبت البحث في كوكل فرأيت صورة بيت من طين على شط العرب.. أشعلت الصورة نار كل ذكرياتي وعلاقتي مع النهر والعراق والبصرة والنخيل..

في لحظتها كتبت قصيدة (بيت الطين) التي اعتبروها النقاد العرب بمثابة معلقة جديدة يجب وضعها على الأبواب العراقية..

عادتي أكتب بصمت لكن في تلك اللحظة كنت أدور في داري وأهذي بصوت عال ثم ابكي وأكتب وأدور ثم أكتب وأبكي بصوت مرتفع حتى أفقت مما أنا فيه..

عندها قررت الاشتغال على عمل كامل يحتوي الصورة ويستخرج منها شعرا. واخترت الصور التي فعلا أجد فيها الشعر، منها النخلة المنحنية .. تخيلت بغداد بسبب رأسها المرفوع عاليا رغم ما تعانيه، وبغداد لا ينحني رأسها.. نشرت قصائد كثيرة أوتمنى أن أكمل مشروعي ليرى النور ثم أجد الجهة التي تطبعه وتهتم فيه.

س58: ولاء كاظم: حلمكِ المستقبلي أين أنتِ منه؟

ج58: لي مشروع كبير يحمل هما إنسانيا بدأته من سنة 2008 وما زلت أبحث عن ممول له أدعو ربي أن أجد من يحمل همي ويقف مع مشروعي.

س58: ولاء كاظم: وفاء الأم والزوجة من يقف معها من هؤلاء كمبدعة؟

ج58: كلهم سند لي ولم يتخلوا عني في أصعب لحظاتي.. زوجي أحني رأسي له إجلالا لتفهمه معنى أن يحتوي البيت مبدعة وبيده يسقي بذوري الإبداعية. ويبكي فرحا لتكريمي ويفتخر.

...............................

ملاحظة: يمكنكم توجيه الاسئلة للمحاور عن طريق اميل المثقف

[email protected]

...........................

خاص بالمثقف

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم الأديبة وفاء عبد الرزاق، من: 05 / 11 / 2010)

 

 

 

في المثقف اليوم