تكريمات
شهادات حية: وفاء عبد الرزاق .. عبير العراق
نازعتني إليه في الخُلدِ نَفسي
ومن الوطنيات المخلصات للوطن والأدب المبدعة ذات الأدب الشمولي وفاء عبد الرزاق .. فقد رضعت حب الوطن .. أفراحه وأحزانه منذ أن جاءت إلى الحياة الدنيا في الخمسينيات .
في الخمسينيات ضمتها طبيعة البصرة العراقية بحنان وترعرعت بين جمال الطبيعة وعبق الحضارة والتاريخ لم تتوقف عن الإبداع المتعدد سواء في الشعر أو النثر أو القصة والنقد .. ألخ .
نعلم أن الأرض الطيبة نباتها طيب ومن هنا انطلق العبير الأدبي العراقي من خلال أديبة عراقية الهوى ... عربية الأصالة .. وهى وفاء عبد الرزاق .. أنطلق هذا العبير (الوفائي) ليسعد هواء الكون وتعدد جمال هذا العبير ليسعد النفس الإنسانية أينما كانت .
بعد 16 سنة قضتها فى العراق الحبيب سافرت المبدعة وفاء عبد الرزاق في عام 1970 إلى خارج العراق ولكن الوطن عاش .. ومازال .. بقلبها ودمها .. وهاج هذا الحب المحمل بالحزن ومن هنا آلت المبدعة وفاء عبد الرزاق على نفسها أن تكون كتاباتها السلاح ودرع الوقاية ضد الاغتراب وضد كل من تسول له نفسه المساس بوطنها .. ونعم .. فالكلمة تحارب مثل السيف .. ونذكر هنا قول الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودى :
ياكلمتى لفى الدنيا
طولها وعرضها
وإحكى للى حصل على أرضها .
تعد وفاء عبد الرزاق جامعة عربية أدبية فقد زارت العديد من الدول وانطلق عبير أدبها بين الشعوب العربية والعالمية جاء هذا العبير من خلال إصدارتها الورقية المطبوعة وأيضا من خلال الشبكة العنكبوتية (الإنترنت).
رُشحت المبدعة وفاء عبد الرزاق سفيرة للنوايا الحسنة من قبل المؤسسات الثقافية المدنية غير الحكومية ونخبة من المثقفين والمبدعين الملتزمين بقضايا الإنسان والإبداع .
تنوع العبير الأدبى للمبدعة العراقية العربية وفاء عبد الرزاق ففى مجال الشعر الفصيح قدمت للمكتبة العربية مجموعة من الدواوين الشعرية والمجاميع القصصية والروايات.
كما حرصت الأديبة الشمولية وفاء عبد الرزاق على نشر كتابتها في العديد من الدوريات العربية ولأن الترجمة هى الطريق لوصول الأدب العربى بصفة عامة وأدب وفاء عبد الرزاق إلى العالمية فقد تُرجمتْ بعض أعمالها إلى العديد من اللغات الأجنبية ومنها : الإنجليزية والفرنسية والفارسية والايطالية والتركية والإسبانية .
عندما استقبلنا عبير وفاء عبد الرزاق الأدبى عشنا فى جماله وعبقه فهاهى فى نصها (أقرأ وحدث) تطلب التفاعل فالقراءة وحدها لاتكفى .
تخاطب الإنسان فى البصرة مسقط رأسها وحاضنة طفولتها ثم ينطلق خطابها لكل مناضل وإنسان فى بغداد العاصمة العراقية ومنها لربوع العراق ثم يمتد صوتها وهمها القومى ليصل إلى ناصرية فلسطين التى تئن أيضا من الاحتلال الهمجى :
يا أنتَ
يا من تموت ألفَ مرة في البصرةِ
وتنفلقُ بغدادُ
لرايةٍ دثّرتكَ
فاقرأ شُعلةَ دفَّتي
كم حكيتُ لدارِها عن عروسِ المعجزةِ
رأيتُكَ كطفلةٍ جائعةٍ في الناصريَّةِ
وكمشطِ أمِّي تبعتُ صيحتَهُ
فتلاقى الرعدُ والرمحُ والنارُ
وأسبلَ الخِصبُ جفنَ سعفتهِ
هي روحي لا تعرفُ غيركَ
يا وطناً أبحثُ عنه اقترب
فأنا امرأتُك المؤجَّلة
تضحكُ
حين تقسمُ الطفولةُ
وتدخلُ الرعشةَ
يوم تحلم الغيمةُ
بالصوتِ
تخدشُ الزوابعَ
وتمضي إلى عُنقِ البسملةِ
أعوذكَ باللهِ والمدرسةِ
وظنٍ سافر والريح
خطوةٌ ببابلَ
وخطوةٌ بالقدسِ
وخطوةٌ لك 0
من النتائج الإيجابية للنشر الالكترونى التفاعل والتواصل مع الأدباء فهاهو الصديق المبدع حسن حجازى قد أعجب بنص الأديبة وفاء عبد الرزاق (أنا وأنا وأنا المطلـّقة بثلاث) وفى هذا النص تعبر عن هموم المرأة منطلقة إلى ماهو أبعد مما قد يفهمه قارىء النص .. فها هى تقول :
نفضتُ عن صوتي برداً
وعن أذني لسانَ دموع
نهرتُ الظلَّ الـَّلاحقَ بي
حائرةً تغزوني الصورةُ
تدحرجَ طفلٌ
بزاويةِ المستقبل
يمتصُّ إبهاماً جُرحاً،
يدهُ فخّ ٌ
وأصابعهُ التسعة ُ حدود
نفضتُ طلقات ٍ لم تجد ما لم يُنخـَر
فالتحفتْ بي
كيما يـُقالُ بكلام الشكّ
إنها ارتدّت عن دِين الطعن
أحاول أن أنفضَ ما يحرثــُني
تنفضـُني شهادةُ ميلاديي
وسخاً وضلعي حشرة
أتوسلُ وكحشرةٍ :
أأحطُّ ُ الرحالَ؟
وكلصـّةٍ أتخفـّى من شكلي
هل الأرض انحنت؟
فتردُ :
واحدودبت فأحسني التزحلقَ
وسمّي الشجرة َ نفياً
فقد حرقتُ الغاباتِ
خشية أن ينمو دمـُك ِ جنحاً
أحرقنا الجنحَ ليـُطارَدَ كغبار
فهاكِ الحبلَ
إمـّا أن تلتفـّي
أو يلتفَّ عليكِ
تجوبين به كطريق
وينشرُكِ للريح
نفضتُ عنـّي مدناً
تصفحني البومُها
وفي التكهـّن ِ أبقاني الصورة َ
نفضتُ لزجاً
في برج الحظـّ
انزلق مخنوقاً
أهداني رقماً
وعلـّمـني المشيَ على الظـَهر
فمن الباب المخلوع
إلى الباب المخلوع
عرفتُ سفرتي في الباب الصفر
تضرّعتُ وكحشرةٍ
أتساءلُ للمرّة الوهم :
ألا يفقسُ بيضُ الصبر؟
شزرتْ شهادةُ ميلادي
ولاكتْ
وحين بصقتني
رافقني الصبرُ شرطيـّاً بعصاه .
(بانتظاري مرة ً أخرى)
أعيدي إليّ
ما تجرأتِ عليه
ونسيتِ أنه يتوجه لي
كهدبٍ لا كحل له
وكشفق ٍ يصهر جمري
أعيدي إليّ
أقراطا ً صمـّاء
وقميصَ نوم ٍ مؤجل ٍ
سنواتـُهُ خيزرانٌ وسياط
ظلـُهُ فدية ٌ
تلاقحت خيوطـُها ومأمأت
على شجر ٍ مثلـِها
تئنّ ُ كلما ْخرستْ ريحُكِ
أعيدي إليّ جسدا ً
تعددت ندوبُهُ وصرختْ
مرة ً بي ومرة ً عليّ
ندبة ٌ ذابت بين أصابعي
ندبة ٌ لا أعرِفـُها
ثلاثٌ تعرفــُني
ندبتان اتسعتْ حدقتاهما وتكلستْ
عشرون تشبثتْ بمكانـِها
عشرٌ صفـّقتْ راغبة ً بي
دافئٌ قيحـُها
والآتي مجرد ُ إفلاس
كيف تعيدينه لي؟
أيتها المرايا الوقحة
كيف
أخبريني كيف؟
كيف أسترجع صباحا ً
ساقه صمتـُكِ للذبح
فقط أعطيتهِ حفرة ً
وقلتِ له عتـّق خرائطـَكَ
وتكاثف كمدينة
كيف أنجو بثوب ٍ بارد ٍ
أيتها اللئيمة ُتلأمـَنَ مثلـُكِ
لكن أشرطتـَه بين قيثارتيَّ
تعاكفتْ سيوفـُها وانحنتْ
أحمرٌ عمْرُها
احتضنتـُها كحبل ُسرَّتي
وأبقيتُها لترافقـُني
لمهديَ الأخير
أفي شريعتـُكِ وأدُ الذكـَر؟
لماذا إذا ً شربتِهِ وكأسيّ الأولى؟
لستُ أحاسبـُكِ
أنا المتعلقة ُ بكِ كخيطِ ماء
هاهيَ الريحُ تنقرُ بابي
فهل لديكِ بقايا من قميص ِعزلتي؟
إنه الشتاء
ولدي الجديد
بحاجة ٍ إلى ما يلوكُهُ
ليلعبَ بكراتِ الدمع ِ بعد أشهر ٍ
ويخرجَ إلى الشارع ِ
يدلُّ امرأة ً حبلى إلى بابي
ها هنا أي خالتي
دارٌ للأيتام
ومربـّية ٌ للأشتية
إن كانت لديك حاجة ٌ لليتم
تفضلي
مرآتيَ العنكبوت
وحاذري أن تتهشمي
داريَ كومة ُ أحلام ٍ تحجرتْ
وجوقة ٌ صمَتتْ
بمحاولتــِها الأولى وَوَوَ وَ وَ
وْووْووْو
و ِو ِوِو ِو ِ ...
ولم تـُكمل
تفضلي
معي يتيمان فقط
إن كانت لكِ حاجة ٌ توسّلي
لكن ابقي ليَ النون
مازال يعرقُ ماؤها في قلبي.
ولأن الصديق حسن حجازى من المبدعين المصريين والعرب الشموليين أيضا حيث يكتب الشعر والنثر والقصة فقد أبدع فى ترجمة نص المبدعة وفاء عبد الرزاق إلى اللغة الإنجليزية وجاءت ترجمته كما يلى :
(I am , I am, and I am ,
the divorced for the third time )
By :
Wafae Abd El-Razzak
Iraq
Translated By:
Hassan Hegazy
Egypt
I pushed away from my voice the coldness
And from my ear the tongue of tear
I scolded the shade that pursuing me
Perplexed, the photo that invaded me
Dragging a child in the angle of the future
Who was sucking his wounded finger ,
His hand is a trap
And his nine fingers are borders
Shooting gunshots , did not find what are gnawed,
Took me as her shelter,
How can it be said with the words of doubt
That she reverted from the religion of appeal
I try to push away what is plowing me
Throwing away my birthday certificate,
dirtiness and my rib is like an insect
I appeal as an insect :
Can I land here ?
And as a thief I disguise from my figure
Did the earth bend down ?
She replied :
And side down , be good atslippery
Named the tree an exile
I have burnt the forests
Lest your blood should grow wing
I have burnt the wing to be chased as dust
Take the rope
You are ordered to coil
or to be coiled , round you,
wandering it as road
wind overspreading you
leaving away cities
her owls slapping me
and on the prediction leaving me a picture
shaking me offstickiness
on the star of luck
suffocated slipped down
ًHe gifted me a number
Taught me how to walk on the back
From the loosened door
to the loosened door
I recognized my trip on the zero (O) door
I appealed and as an insect :
Asking for the illusion time
Have not the eggs of patience hatched yet ?
My birthday certificate has got so angry
And chewed
And when you spit me
Patience accompanied me
As a soldier with his stick
( waiting me once more )
Give me back
what you dare to do
and forget what it is directed to me
like a lash without kohl
and a twilight melting my embers
Give me back
Flat earrings
And a postponed night dress
His years were sticks and lashes
His shade is a ransom
Her strings were pollinated and yearned
Onto likesome trees
Suffered whenever your wind was dumbed
Give me back body varied its wounds and scars
cried one for me and other over me
A scar was melted among my fingers
A scar I did not know
Three have known me
Two , their irises have got widen and calcified
Twenty have stuck into their place
Ten clapped and desired me , wanted me
Her pus is warm
And the coming is mere bankruptcy , insolvency
How to get it back ?
You the rude mirror
How?
Tell me how ?
How to get back a morning
Your silence has led it to slaughter
Only I gave him a trench
And told to load his maps
And condense as a city
How to flee with a cold dress
You the damned one mocking like you
But his ribbons among my harp
Her awords were curved and bowed forward
Her age has got red
I embraced her like an umbilical cord
And kept her to accombany me
In my last bed
Is it on your law to bury the male alive ?
Why so did you drink it and it was my first cup ?
I do not judge you
I am the connected totally with you as a string of water
Here is the wind knocking at my door
Do you still have the remains of my solitude dress ?
It is winter
My new born
My new child is in need for who masticates him
To play with the balls of tears after few months
And to go out to the street
To lead a pregnant woman to my door
Here it is , my aunt
The house of orphans
And a nurse for winters
If you are in need for orphanhood
Come in
My mirror is the spider
Look out or you will be smashed
My house is a pile of stones , have got harden
And a silent band
With their first try and and and
And and and
And and and ….
Did not complete
Come on
Here
I have only two orphans
If you need something , supplicate
But leave the ( N) for me
Her water is still sweating
In my heart .
وبهذه الترجمة كان عناق خلود نهر النيل بوفاء الفرات.
إذا انتقلنا إلى العالم القصصى للمبدعة الشمولية وفاء عبد الرزاق نجد فى قصتها ( لصٌ في الدَّهْس ) براعة تصويرها وجمال المعالجة فهاهى تصور المحتل باللص ومعها كل الحق فالمحتل يسرق الوطن والخيرات والحضارة ومع هذا تؤكد أن الحرية والإرادة الإنسانية لن تسلب مهما أمتد الظلام وطال الليل وهاهو الشاعر التونسى أبو القاسم الشابى يقول :
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ
فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي
وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
عندما قرأت قصة المبدعة وفاء عبد الرزاق بكيت من شدة صدقها وأنين قلمها ونعم .. ما خرج من القلب وصل إلى القلوب دونما جوازات سفر أو إشارات لمرور .. تقول المبدعة وفاء فى قصتها :
في المكان السهل..
تتربَّصُكَ الرصاصات ...
أيـُّها الـلـًصُ.....
انتبه !
..
فى الختام أذكر جمال اللقاء الأول مع المبدعة وفاء وجها لوجه فى القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية فقد عرفتها من خلال كتابتها عبر الشبكة العنكبوتية وكنا نتحدث معا حديث الأخوة والأدباء .
عندما التقيتها شعرت وكأننى زرت العراق وعادت بخاطرى ذكريات زيارتى للعراق فى الثمانينيات .. وبعد غادرت مصر ننتظر عودتها لأنها لم تغادر قلوبنا .
وبعد .. هذه إطلالة سريعة ولمحة وفاء للاسم والمعنى المبدعة وفاء عبد الرزاق .. فالكتابة عن عالمها الأدبي ورسالتها تحتاج إلى مجلدات .
إبراهيم خليل إبراهيم
جمهورية مصر العربية
عضو نقابة الصحفيين
عضو اتحاد الكتاب
...........................
خاص بالمثقف
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم الأديبة وفاء عبد الرزاق، من: 05 / 11 / 2010)