تكريمات

نهر العراق الثالث

 

مابعدَ يحيى يرتوي كاسي

مِنْ حلوِ أشعارٍ وإحساسِ

 

مُلِئَتْ قوافيهِ بمُقْتَطَفٍ

مِنْ عطرِ أفكارٍ وأنفاسِ

 

ثمِلَ الفؤادُ بخمْرةٍ مُزجَتْ

بينَ الحروفِ فطابَ إيناسي (1)

 

حُلوُ السجايا ، قلبهُ سَعَةٌ

بفضاءِ هذا الكونِ مِنْ ناسِ

 

أمّا القصيدُ حُشاشةٌ رُوِيَتْ

شَهْدَ الثمارِ، ونورَ نبراسِ

 

هو  ثالثُ النهرينِ  ما بقيتْ

أرضُ العراقِ ونخلُها الراسي (2)

 

*  *   *   *

 

يحيى! وما في البوحِ مِنْ باسِ (3)

إنّي  صريعُ القلبِ والراسِ

 

أسرجْتُ قافيتي ومِنْ زمنٍ

وركبْتُ وعرَ رنينها الآسي

 

والناسُ همْ زادي وأغنيتي

والكونُ إرهاصي وأنفاسي

 

الشمسُ قافلتي التي صدحَتْ

بحُداءِ ما في القلبِ مِنْ ناسِ

 

سبعٌ وستونَ انطوتْ وغدَتْ

مجهولةَ الرِجلينِ مِنْ راسِ (4)

 

أسفي على ما فاتَ منْ زمنٍ

ما بينَ رقّاصٍ ، و دلاّسِ

 

كنْتُ الغريرَ وصحبتي خلِيَتْ

مِنْ قيحِ أورامٍ ، و أنجاسِ

 

لكنّما النهرانِ ما خليا

مِنْ شرِّ دَسّاسٍ وعَلاّسِ

 

ألفيتَني مِنْ غيرِ أجنحةٍ

لأكونَ صيداً يانعَ الراسِ

 

هي  دولةُ الأيامِ  تقذفُنا

في ريحِ باغٍ عاصفٍ قاسِ

 

فحملْتُ روحي طيَّ أرديتي

لا صبرَ يأويني، ولا واسِ

 

ألقيتُ رَحلَ الهَجْرِ في بلدٍ

ماصارَ يوماً سلوةَ الكاسِ

 

إيهٍ عديلَ البوحِ !  ما فتِئتْ

فيكَ الحروفُ فيوضَ قرطاسِ

 

يأتيكَ وحيُ الشعرِ منطلقاً

سلِسَ القيادِ رشيقَ إحساسِ

 

والآخرونَ صراعُهمْ رَهَقٌ

لا نفعَ في ضربٍ ولا فاسِ

 

أخجلْتَ ربَّ الشعرِ مِنْ ألقٍ

رصّعتَ جِيدَ القولِ بالماسِ

 

اليومُ يومُكَ نحتفيهِ ندىً

هو يومُ تكريمٍ وأعراسِ

 

فاهنأْ فأنتَ الحبُّ منطلقاً

ما بينَ أنخابٍ وجُلاّسِ!

 

عبد الستار نورعلي

السويد

الأربعاء الثاني من ديسمبر 2009

 

.........................

الهوامش

(1) من وحي مطلع قصيدته (عذراً نديم النبض):

برحيق ِودِّكَ لا طلى كاسي

ثَمِلَ الفؤادُ وطابَ إيْناسي

(2) الراسي: الثابث، الراسخ

(3) باس: بأس

(4) الشطر الثاني اقتباس من القول العراقي (ما أعرف راسي مِنْ رِجليَّ) تعبيراً عن الحيرة والاضطراب والتعب.

  

...........................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف تكريم الشاعر يحيى السماوي، الخميس 1/1/1431هـ - 17/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم