تكريمات

شهادات حية: حفيدة رابعة العدوية تلقي السلامَ على أستاذِها: "يحيى السماوي"

 ياسمينُ رحالةٍ،

 كما في أساطيرِ سندبادَ،

 تبحثُ عن نبضِ الحروفِ،

 ماضيةً تجتاحُ رمشَ الخلودِ،

 تماحكُ العواصفَ لكي لا تبقى بينما،

ألأمواجُ تبتلعُ الحروفَ وتنزلقُ في مقلةِ السطورْ ...

 لم يعِشِ الحياةَ مَنْ لا يستنشقُ عطرَ نصوصِكَ ..

 وَ أَنتَ ترمم قصورَ الجانِ على كتفِ القمرْ .....

 إنهُ يحيى السماوي، وإنهُ الذي يكونُ في حروفِهِ عابقاً بالبلاغةِ والصفاءِِ، يأخذُنا الى ذكرياتٍ تنبطحُ على خضرةٍ من عالمٍ في سماءٍ ثامنةٍ، ويهرب كالفراشةِ ولا يستطيعُ أحدٌ  الأمساكَ بهِ .. وإذا تحذلقنا قليلاً، سنعرفُهُ من حيث دسامةِ المعنى وفي متنها  آياتُ العشقِ، الخوفِ، الوحشةِ، البؤسِ، الرّهبةِ، وخيباتِ وطنٍ .. تحاصرهُ أوراقُهُ، ولياليهِ عقيمةٌ من القمر ِوالنجومِ، دائما ما يهاتفُ امرأةً مجهولةً، يصلي نغماً بينما ترنــيمةُ  الوَتَــرِ تأبى أن لا تفارقَهُ ...

في الحقيقةِ، تخونُني التعابيرُ في زجِّ مافي روحي، ووصفِ الأستاذ الكبير (يحيى السماوي)، الذي أعتبرُهُ كما الآخرينَ المتنبي الثاني لعصرنا، فالحروفُ أحياناً تبتلعُ المشاعرَ وترمي بها في غمدِ الفضاءِ، وكما هو حالي وأنا التي ما زلت أحبو في عالم الكِبارِ، عالمِ الشعرِ والكتابةِ، أجدُني لا أستطيعُ إلا أن أكونَ من خلالِ هذهِ المقالةِ سوى ناطقةٍ عن مشاعري فقط لا غير، فلا أسمحُ لنفسي أن أصفكَ وأنت أستاذي، ولن أكونَ بتلكَ المعرفةِ والعلمِ، بحيث أستطيعُ كتابةَ مقالةٍ أشرحُ فيها معالم َبصمَتِكَ الراسخةِ في عالمِ الإبداعِ ... كما لا يمكنني أن أنسى أنكَ أولُ مَنْ أطلقَ عليَّ لقبَ (حفيدةِ رابعةَ العدوية َ) .

 أستاذي ....

 إنهُ لشيءٌ كبيرٌ على إبتهال بليبل أن تكونَ بهذا الوصفِ، مما جعلني أخطو بدلَ الميلِ أميالاً في رحلتي مع الحرفِ، وكم كنتُ أسترجعُ نصوصَكَ، واهمسُ لنفسي " كيف أكون يوماً ؟!" حتماً إنهُ حلمٌ كبيرٌ ودربٌ طويلٌ، ولكنَّ أقداميَ تأبى إلا أن تسيرَ في أرصفتِكُمْ ..

 صغيرةٌ بصخبِ حرفِكَ سَيِّدي

بِخُشوعِ رأسٍ عَزَمَ أن يسجدَ

فَلَسْتُ سِوى امرأةٍ تَنهضُ من قَوالِبِ أوجاعِ الوطنِ

لِتستَحدِثَ لِنفسِها مَصيراً

 تَسنُدُهُ  بجدارِ الحروفِ

أُغنيتِي ... دثارُ الزَّمَنِ

 أُغنيتِي ... هي الفَزَعُ

أُغنيتِي ...

تقفُ فوق رَمَادٍ يتوشحُ برداءٍ أبيضَ ..

أُغنيتِي ...

تقذفُ نرداً مشتَعِلاً بعُبابِ العَابِرينَ ..

  يحتضنُهُ حرفٌ

 وتلَمَّظَ ساقاً لحرفٍ آخرَ

أُغنيتِي ...

تقذفُ نرداً على ضِفَّةِ  الشَّوْقِ

وَيْحَ  ثَغْرَ  الحاسدينَ

  يَرْتَسِمُ  عِند إبتلاعِهِ ضَحِكاً

أُغنيتِي ...

تقذفُ نرداً ..

لنَسْهَرَ حَتَّى تُمخُرَ  حروفُنا  في نحرِها

نحكي عن نورِ القمرِ ومملكةِ كانونَ ..

ِبمَنأَى عَن دفءِ ليلةِ الميلادِ ..

وَ لِأَنَّه يحيى السماويُّ ... نحمِلُ سوسناتِ المطرِ

في كَوْكَبٍ يُرخي أَطْيَافاً  نَشْوَى

  سُرعَانَ ما تفورُ مِنها جحافلُ الذكرياتِ

وَ تُصَرِّحُ نَجمةٌ اصَطَفَّتْ  بينَ الأخرياتِ

أَمَامَكَم  سبيكةٌ ...

بِالقُربِ مِنْ نصوصٍ أبَتْ إلا أن تَكونَ عَينَ القَمَرِ

إن شئنا أم أبينا

 فقمرُكَ صَعِدَ السَّمَاءَ

وأنعكسَ فوق صحيفةِ ماءِ الخلودْ ..

القلبُ الطيبُ والحرفُ المُشبَعُ بروحِكَ التي تدورُ في سياقِ الذكاءِ، والأخبارُ التي تتوالى وفي متنِها صفاتُ الأبداعِ، لتكونَ حاضرةً بل وشديدة َالحضورِ، لا أعتقدُ أنها لغيرِكَ، الكبيرُ يحيى السماويُّ صرحٌ ثقافي ٌّ، ومدرسةٌ تمنحُنا وهجاً في مداها ... حتماً إن للأبداعِ أوجُهٌ عدةٌ، بينما عندكَ وجهٌ واحدٌ لا يتبدلُ، وجهٌ سومريٌّ يفوحُ منهُ عطرُ الرافدينِ ومحلى بتمرِ النخيلِ ..

 

إبتهال بليبل

أعلامية وكاتبة

[email protected]

 

...........................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف تكريم الشاعر يحيى السماوي، الخميس 1/1/1431هـ - 17/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم