تكريمات

السماوي بين دموع الوطن ونزيف القصيدة

بينما الصبر ينزف أثقال مرارته الخائبة،

المنفى نظراً لذلك، حوار يبدأ  بالتمرد،

يتوسط درب الليل،

 لعله الكبرياء يشع أنواره المبجلة .

 

كعادته اللحن  يبحث في دائرة الظلمة،

 يتلو عليه أحزان ذلك النوع من الفجيعة ؛

 ربما ليسعفه الحظ ان  يعلق لافتة ألإستغاثة .

 

الزحام كما هو، زمكان ينتظر البوابة أن تفتح،

 والحارس  يؤرق خطى المارة يعدها،

هنالك إذ ألآلاف من ألأميال تُترى ،

يقف المكان دقيقة حداد واحدة  .

 

العراق منتصف الحكاية،

والزمان بقعة متاخمة  تحدها صحراء الصمت .

 

المحطات فواصل تستوقف آهات العابرين،

 ربما لتمارس ذلك النوع من الطقوس،

وهنالك إذ نخيلات الفرات تهيأت

 لذات يوم،

الطيبون أعلنوا قرار الرحيل ؛

 

أنذاك القصائد المأسورة بروعة ألأحبة،

إبتدأت  تلعق أثواب الصبر المقيد والتراتيل ؛

ولهذا عند ذلك الفيض من النور ؛

الدمع  القى الى الجمهور قصيدته المقدسة،

بينما ذلك الفصل من الخراب، يعد الخطى،

ليسلب الطيبين أرواحهم ؛

 

 

الصورة معادلة مقلوبة ؛

المنفى يكتحل بدموع الأوفياء،

 ليمنحهم أوكسجين الحرية،

بينما ألإنتماء الى تلك المساحة من ألأرض، 

 

يسلبه الطغاة رائحة الحياة،

لإجل هذا،

السماوي، ينحت دموع القصيدة، يستنطق أحزانها الدقيقة،

 ليته العزاء يحمل  آلام الوافدين إلى مربعات الفجيعة،  

 تلك التي تقرر سلفا أن تقاد إلى محاور الإبادة  ؛

هي أرواح يجمعها  نزيف واحد اسمه الدم،

والعراق منارة يسعى الفاسقون إسقاطها،

 ربما لإنها بعد حين ستقرر أشواط الثورة القادمة ؛

 هنا  النوارس لا تقدر ان تحكي جميع التفاصيل،

 لهذا كما دائما،

خارطة القلب إعتادت ان تنصت بخشوع إلى دوامات حزنها العريق .

 

وألأ صل في الحكاية ؛

أنه ذات يوم كما تقرر عند منتصف الغسق،

الفرات ودجلة قررا إستقبال أمرأة إستنزفها ألإعياء،

رغم أن شروط الليل لم تكن تسمح بذلك،

هنالك يوم كان الجنوب محاصراً،

 ولدت تلك المرأة  طفلة، لم تكن تقدرعلى السير إلا بصولجان،

 فصار عليها أن تعود إلى سباتها القديم،

ولهذا قرر المسير أن يعلن ثورته المبجلة،

ليته الفجر الجديد يلد.

 

...........................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف تكريم الشاعر يحيى السماوي، الخميس 1/1/1431هـ - 17/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم