ترجمات أدبية

اليد

MM80ترجمة لقصة

رامون غوميث دي لا سيرنا*

 


 

اليد / ترجمة: بسّام البزّاز

 

مات الدكتور أليخو مقتولا... مات خنقا.

لم يدخلْ أحدٌ بيته، لا شكّ في ذلك. ومع أنّ القتيلَ كان ينام تاركا باب البالكون مفتوحا، لدواعي الصحة، فقد كان ارتفاع البناية التي يسكنها كفيلا بإبعاد أيّ شكّ في أن يكونَ القاتلُ قد دخلَ منه.

لم تمسك الشرطةُ بأيّ خيط من خيوط الجريمة ولم تعثر على أيّ أثر. وكانت على وشك أن تغلق القضيّة حين هُرعت زوجةُ الدكتور القتيل وخادمته إلى قسم الشرطة مرعوبتين. لقد شاهدتا يدا تسقطُ على الطاولة وهي تقفز من أعلى الخزانة... اليدُ نظرتْ إليهما...شاهدتْهما ثمّ اختفتْ في الحجرة... يدٌ وحيدةٌ واحدةٌ وحيّة  كالعنكبوت... وقد تركتاها حبيسة وأوصدتا دونها بابَ الحجرة.

وخفّ الشرطيون والقاضي والرعب يملأ قلوبَهم. لكنّ واجبَهم يحتّم عليهم أن يخفّوا. وكلّفهم اصطيادُ اليد جهدا جهيدا، لكنّهم اصطادوها، بعد أن أمسكوا مجتمعين بإصبع واحدة منها، فقد كانت من القوة أنّهم شعروا وكأنّ عزيمة رجل جبّار تجمّعت فيها.

لكن...ماذا سيفعلون بها؟ أيّ ضوءٍ ستلقيه على ما حدث؟ أيّ حكم سيصدرونه في حقّها؟ ثمّ... يدُ من هي؟

وخطرَ للقاضي، بعد برهة، أن يضعَ أمامَ اليدِ قلما لتصرّحَ تحريريا. تناولت اليدُ القلمَ وكتبتْ:

" أنا يدُ راميرو رويث، الذي قتله الدكتور في المستشفى شرّ قتلة وتلذذ بتقطيعه في صالة التشريح. لقداقتصصتُ منه".

                               

*أديب وصحفي أسباني شهير (1888-1963)

 

في نصوص اليوم