تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

ترجمات أدبية

كارولين فورشيه: رسالة الى مدينة تحت الحصار

بقلم: كارولين فورشيه

ترجمة: عادل صالح الزبيدي

***

رسالة الى مدينة تحت الحصار

اقلب صفحات الكتاب الذي اعرتنيه عن مدينتك الجريحة،

اقرأ لغة بريل على جدرانها، امشي تحت شجراتها الكستناء الشبحية

مرورا بالحرائق التي تحيل  النوافذ التي هشمها الرصاص برونزا،

متوهجة لحظة دون ان تدفيء المنازل المنهارة

التي تنامون فيها دون ماء او ضوء، بينكم علبة بسكويت،

او فيما بعد في حطام المقهى تناقشون طوال الليل الأدب المحترق

الذي استعرتموه من مكتبة كل الكتب فيها التقت مع اليأس.

اردت ان اعيد اليك الملاحظات،

كي تطبع بلغة اخرى، ليست لغتك او لغتي ولكن بلسان يفهمه الأطفال

الذين يصنعون الصدريات المضادة للرصاص من الكرتون.

سوف نستلقي بعد ذلك في المقبرة التي نبتت فيها الزنابق في طفولتك

قبل ان يطلق القناصون النار على المدينة محتمين بشواهد القبور.

يا صديقي، ايها الصديق الغائب، استطيع ان اقول لك ان نفقك لا يزال هناك،

جدرانه من الطين، ترابه مقدس، محفور من اجل تهريب

البرتقال الى المدينة—البرتقال!—مشرقا مثل اقمار الشتاء جنب ركام من التراب.

لذا فدعنا نمشي ابعد في الشارع نحو التل الذي يمكن للمرء ان يرى منه

المدينة منسوجة في الضباب، سقوف تملأها السماء، جسور مجتثة،

ونافذة دكان تتدلى منها كسرة زجاج فوق العمود الفقري لكتاب.

تحترق المكتبة عند صفحة ستين، مثلما تحترق في جميع صحف العالم،

ووقع حوافر الخيول ليس صوت الخيول وهي تصدر  هذا الوقع اثناء جريها.

من هنا يجد كلب طريقه في الثلج بعظم بشري.

وماذا بعد؟ ماذا اكثر؟ حتى الساعات نفد وقتها.

ولكن يا صديقي، النفق ! لا يزال هناك نفق للبرتقال.

***

.....................

كارولين فورشيه: شاعرة ومحررة وناشطة في الدفاع عن حقوق الإنسان من مواليد ديترويت بولاية مشيغان الأميركية عام 1950، نالت شهادتها الجامعية في العلاقات الدولية والكتابة الإبداعية ثم عملت في التدريس الجامعي وظهرت مقالاتها في أبرز الصحف الأميركية. سافرت عام 1977 إلى اسبانيا لتترجم أعمال الشاعرة النيكاراغوية / السلفادورية كلاريبيل أليغريا في منفاها هناك، بعد ذلك سافرت إلى السلفادور لتعمل في الدفاع عن حقوق الإنسان خلال الحرب الأهلية هناك. نشرت أول مجموعاتها الشعرية بعنوان (تجميع القبائل) عام 1976 فنالت جائزة جامعة ييل للشعراء الشباب التي تمنحها مطبعة الجامعة. أصدرت مجموعة ثانية بعنوان (البلد الذي بيننا) عام 1981 كما حررت أنطولوجيا شهيرة بعنوان (ضد النسيان: شعر الشهادة في القرن العشرين) عام 1993 تتضمن قصائد اختيرت لأنها تشكل شهادات عن حالات اضطهاد وعنف وانتهاك سياسية وعقائدية مختلفة. من مجموعاتها الأخرى (ملاك التاريخ) 1994 و(ساعة زرقاء) 2003.

 

في نصوص اليوم