ملف المرأة

من داخلي أتحدث / رحاب حسين الصائغ

يلوكني العالم مما أجد من تسطح لم ارغب أن يلفني بعيدا عن الحبّ...

لا زلت على مدار القلق الذي يُلبِسُ سيقان أمسياتي نسيج حلم وخيال يغلّفه عطر صنع من مادة أطلق عليها مفردة ( الأمل)، والحبّ شاغل النجوم في قلبي الذي توهم يوما، أنه سكن أبراج العشق الغسقية. أمنح رغباتي العزم.. أتركها تتسلق ضوء الفجر. لم أكترث لأيامي التي عجنت بضباب مسافر، يُسابق كلّ طموحاتي، دائما منشغلة بمسح العالم من حولي بكلّ لهفتي ورغبتي وعشقي لمعنى الحبّ. أصدم كثيراً بسقف صلد من العوائق التي لا مكان لها ولا زمان في كوني المفعم بالأمنيات. لكوني أنثى تستشعر هذا الانبثاق، لها عقل يتآكله الحبّ للمعرفة!. نفسْ تعيش خارج إطار الشكل. أريد الصراخ.. أريد تحطيم الأسوار.. أريد قتل الأفاعي الضالة، أريد ان يفهموا انَّ طفولتي الشقية الطاغية فوق سطح وجهي، والتي ما زالت لم تفارق جوانحي.. أنني هي أنا، دون بهرجة أو قناع تنمو بعفوية وحبّ خالص، أريد دفن الابتسامات الصفراء التي تأتي من أفواه ملتوية، بطيشها المغبر، لكن الجدران السميكة ترفض لُعَبي الجميلة، فأركن فوق عشب الروح تعبي، عندها أجد جنوني الطفو لي ما زال يتدحرج أمامي، ككرة تعمّدتِ الخلاص من بين أيدي لعينة. وأعود أبحث من جديد عن ما يناسب حجم أهوائي البيضاء. دون ملل بعمق أكسر فضاء ما أحزنني. يدبّ الصّراخ في أحضان ظنوني، ملتاعاً يريد النزول إلى ساحة الكشف ثانيةً. خطوط جغرافيا عذاباتي أجرفها بعيدا إلى أماكن أخرى. أجد شيئا جديداً في نبع نفسي المتعطشة للحبّ، ترتدّ مثل حلقات نتيجة سقوط حجر في بركة حدودها مقفلة. والعمرُ يأخذ طريقه إلى مفارقات أخرى لا تشبهني. لا أدعُ الأماني تتكور أمامي، ان لم أقدرْ على قبولها، أتمرّد بغنج أنثى كي لا أخدش رحيق الدقائق المتكالبة على الهروب. أفهم جيدا أنها لا تخدعني بعملها المملّ منذ الأزل. والليلُ ما زال أول شغفي.

أصفق بجناح قلبي الذي لم يقبل أبداً الخنوع أو الخضوع، والسّكونُ عدوّهُ الأوحدُ. كلّ أشكال وألوان العذابات تفاعلت معي، خرمت ذرّات أيامي. إلى أن تعلّمتُ أنهم لا يفقهون حجم رقة فؤادي، ونداوة مشاعري، ورطوبة أنفاسي, كلّ ما بداخلي يصرّ تغريداً. وكلّ ما حولي أرفضه رغم أنوفهم. ولم يستطيعوا أن يصنعوا مني طيناً، يترك تعريفه عبر أساطيرهم، المهدّمة هياكلها، في ظرف عمرهم الفاني. وأظن أن قلبي ما زال بكراً، كالمجهول ما بعد الحياة. وبعدُ.. وبعدُ.. وبعدُ لم أجدْني حققتُ كلّ ما أريد؟؟؟!!!.

يهزُّ قلبي غياب الجمال.

خاص بالمثقف، ملف: المرأة المعاصرة تُسقط جدار الصمت في يومها العالمي

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2053 الخميس 08 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم