ملف المرأة

أول الغيث ... / سنية عبد عون رشو


                                      

قررت ان تكتب وثيقة عن ألم اليسوع

عمدتها المخابئ فجيعة السراب  

حاولت ان تغني  

أن تعتزل البكاء ....ان لا تودع ضوء الشمس

أن تصرخ بكل ما تعرفه قبل الرحيل .....وقبل ان تزج الى النفق المظلم

.....انها العازفة البارعة .... تجيد عزف مقطوعاتها التي اتقنت تأليفها بنفسها.....لكنها لا تعزف نوتات جاهزة رتبها لها الغير  

لم تكن ذات ملامح مميزة ....ولا تمتلك هنداما أنيق الطلعة .....ولا هي سليلة أسرة تدعي العراقة والنبالة

انها الصبية المعروفة بصدق   افكارها ونقاء سريرتها وتفوقها الدراسي بين قريناتها .....لكنها لا تثير اهتمام شباب الجامعة وأساتذتها .....

فهي الوحيدة التي تقيأها رحم أمها ليلة سقوط بغداد ...وليلة شارف ساكنوها على حافة الهاوية .....وليلة مقتل أبيها بصاروخ صديق..!....وليلة اعلان ضرب الحصار حول الارواح الضائعة ......وليلة تبرقعت الثريا بثوب الحداد

عند بوابة دارها الضخمة ذات المزاليج العديدة .....وجدوا حراسا يحملون الحراب ويمنعون دخول من لا يمتلك إذنا أو شرعية ......

فوق أنقاض المباني كانت تداعبها أمها ....فتغرقان بضحكات جذلة ....تودعها وهي تلوح بيدها المرتجفة ..... خوفا عليها من كل شيء .....

ملأت الغيوم الملبدة الداكنة سماء شوارعها الحزينة المكتظة بالعابرين اضافة لساكنيها ....الكل نيام ......ومنهم من كان يتثاءب باستمرار ...يتظاهر بسنة من نعاس ....لينجو من ذلة العصر ......

اشعاع القنابل العنقودية قد تسرب الى مزارع الفلاحين المعدمين ....أما الاسماك فلم تكن أفضل حالا فالإشعاع قد ..

..... والصمت يقتل الانسان.....جلد البداوة المجنون عصي الدمع ..... ديدنه الصمت .....

هذا ما كتبته في مقالتها أو وثيقتها......تجمهر حولها زملاؤها في الجامعة

تبهرهم جرأتها وتشدهم آراءها......... فكتب أحدهم .....

ومن حسن الحظ انه ظهرت أخيرا في نطاق الجامعة عازفة   مدركة لما يدور حولها ..... لديها وثيقة مبررة

لم يستطع قراءة وثيقتها سوى نفر ضئيل من الطلبة بسبب العزلة التي ضربت بين الفئتين .....هناك البعض من مقالاتها لم تنشرها لحد الان .....والتي ترى من وجهة نظرها عدم جدوى فائدتها أو الاحتفاظ بسريتها

مادام التنظير قائما والوصاية قائمة لحد الان .....

لكنها قفزت جاهدة عند أول دكة ......

خاص بالمثقف، ملف: المرأة المعاصرة تُسقط جدار الصمت في يومها العالمي

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2053 الخميس 08 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم