ملف المرأة

المرأة أسيرة للتقاليد والأعراف الاجتماعية البالية / سلوى فرح

 

س1: كيف تقيّمين إنجازات المرأة في العالم العربي؟

ج: استطيع القول هنا أنه يوجد تفاوت وتباين في مدى الإنجازات و مدى حرية المرأة بين دولة وأخرى في المجتمعات العربية. لكن بشكل عام لا زالت حرية المرأة في التعبير عن همومها مجتزأة، ولا تستطيع في العديد من البلدان العربية التعبير بشكل مطلق عن هواجسها وبحرية تامة. ويعود السبب في ذلك إلى قلة القوانين الداعمة لها، وهي أسيرة للتقاليد والأعراف الاجتماعية البالية ، أو بسبب تدني أحيانا المستوى التعليمي والثقافي. لكن أتمنى في المستقبل أن تتمكن المرأة العربية من أخذ دورها الحقيقي والفاعل وانتزاع حريتها في التعبير كما الرجل..والتعبير عن ذاتها بشكل أقوى والبحث عن حقيقتها المقدسة.

لا استطيع الحكم على الإبداع النسوي بشكل عام، ولكن حتى احكم على مداه يجب أولا إفساح المجال أمام المرأة للتعبير عن ذاتها وحاجاتها بحرية، وثاني شيء يجب أن نعرف مدى الدعم والتشجيع الممنوح لها ، وهل تم إزالة كل العوائق التي تعرقل نهوضها؟.

طبعا توجد مبدعات في مختلف المجالات لكن هذه النسبة قليلة جداً مقارنة بالمجتمعات المتحضرة. فأرى أن الإبداع النسوي لا زال في طور النمو ولا يكتمل إلا بإزالة كل العوائق التي تعيق نهوضها، ولا زالت المرأة تكافح من أجل الوصول إلى أفضل مراتب الإبداع والمشاركة كتفا إلى كتف على جانب الرجل في بناء وتنمية المجتمعات.

 

س2: هل هي على الدرب الصحيح المؤدي إلى الحرية والمساواة مع حقوق الرجل؟

ج: استطيع القول هنا بأن نسب تعليم المرأة في البلدان العربية ارتفعت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وهذا مكّنها من الدخول في معترك الحياة السياسية، والعملية، والتنمية بعدما كان هذا الجانب محصورا على الرجال فقط. وأنا اعتبر بأن كفاح المرأة لتحقيق كامل حقوقها ما زال مستمرا والمستقبل ينبئ بتطورات إيجابية لصالح مناصرة المرأة وتمكينها في المجتمعات أسوة بالرجل..وأعتقد أن الأنثى تتطلع إلى تحقيق العدالة مع الرجل وليس المساواة لأن الأنثى إذا تساوت مع الرجل أصبحت مثله وفقدت أنوثتها، ولكن هي تسعى للعدالة الحقة ومسوؤلية ذلك تقع على عاتقها أيضا، فبقدر شجاعتها وتحديها وثورتها على الجانب المظلم في ذكورية التسلط بقدر ما تمتد خطواتها نحو النور.

 

س3: ما هي العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف السامي على يد المثابرات في نضالهن الطويل؟

ج: من بين العراقيل والعقبات التي تعيق أحيانا تقدم المرأة ورقيها على سبيل المثال: العادات، والتقاليد المتخلفة، تدني مستويات التعليم، الفقر، عدم وجود قوانين وتشريعات تساند وتحمي حقوقها، التفرقة بين الرجل والمرأة، السلطة الذكورية بمفاهيمها البالية ,عدم الاستقلالية الاقتصادية، الاستعمار والاحتلال الذي يدمر كل مقومات التطور، الصراعات الطائفية والإثنيّة،والحروب، والزواج المبكر..الخ..

 

س4:هل ترين بصيص أمل في نهاية سراديب ما يُسمى بـ "الربيع العربي" لفك قيود المرأة العربية؟

ج: لا استطيع الجزم بأن الربيع العربي هو الذي سَيفُك قيود المرأة، وإنما من يفك قيودها برأي الخاص هو مدى تطور المجتمع علميا وحضاريا وتشريعيا الحامي للمرأة وحقوقها، وكذلك مدى تحقيق العدالة الاجتماعية، ومدى وعي وبصيرة الإمرأة لذاتها وشجاعتها في الثورة على العراقيل.هذا هو المقياس الحقيقي، ولكن قد تأتي نتائج الربيع العربي بعكس ما ترنو إليه المرأة أحيانا وضد حقوقها في بعض المجتمعات وبدلا من أن تتحرر سيعيدها هذا الربيع إلى عصور الجاهلية، وقد تأتي نتائج الربيع في بعض البلدان لصالح تقدم وتطور المرأة. علينا أن ننتظر حتى تتضح صورة هذا الربيع جلية أمامنا وعندئذ نستطيع الحكم

 .

خاص بالمثقف، ملف: المرأة المعاصرة تُسقط جدار الصمت في يومها العالمي

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2053 الخميس 08 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم