ملف المرأة

المرأة في عالمنا العربي حققت الكثير رغم محدوديتها / زهور العربي

 

كيف تقيّمين إنجازات المرأة في العالم العربي؟

لا أحد ينكر ما حقّقته المرأة من انجازات في عالمنا العربي رغم محدوديتها . فقد خاضت كلّ الميادين وتقلّدت كلّ المهام ونجحت فيها على خلاف ما كان متوقعا أو ما حاول بعض المتشدّدين بثّه من أنّ النّساء ناقصات عقل ودين هذا الحديث الذي أسيء فهمه وتوظيفه سلبا لتدجين المرأة وإلغاء دورها الفاعل خاصّة في تنشئة أجيالنا القادمة على أسس سليمة فالمرأة النّاقصة هي التي أنجبت وربّت العلماء والمخترعين وخيرة الأدباء والمثقّفين ...ولكن هذه النّظرة الضّيقة والنّابعة من إيديولوجيا متزمّتة لم تثن المرأة عن المضيّ في درب العطاء والعلم والمثابرة ودحضت كلّ الآراء السّاعية إلى طمسها فكرا وإرادة وعزيمة وحصرها في أنوثتها ( العورة) التي يستنزفها الذّكر بكلّ الوسائل ويحلّل ويحرّم ليطوعها لفائدته ..

 

هل هي على الدّرب الصّحيح المؤدي الى الحرية والمساواة مع حقوق الرجل؟

إن المتفحّص في التاريخ يلاحظ أن حريّة المرأة مرتبطة بالرّجل ..هذا الرّجل الذي يبقى دوما صاحب القرار والمشرّع الأساسي للقوانين داخل المنظومة الاجتماعية ..فالمجتمع   ذكوريّ والدساتير الوضعيّة كلّها بأنامل الرّجل وحتما ستعكس عقليته..هذا الرّجل الذي يكبّل المرأة ويمتهنها ويلغي دورها أو يقزّمه معتمدا بذكاء   على تبريرات   من الشّريعة ومتعلّلا   ببنيتها الجسدية الضعيفة التي لا تضاهي قوّته وهو تبرير غير مقنع فالفكر والعلم والإرادة لا تتطلّب قوّة جسديّة خارقة.. ....

هذه المواقف المكبّلة للمرأة ليست غريبة عن رجل كبر مؤمنا بهذه النّظرة الدّونيّة تجاة المرأة التي عاشت الفوارق داخل الأسرة التي تضعها في درجة أقلّ من أخيها وفي المدرسة وفي الكتب المدرسيّة يحدّد دورها في رعاية الأسرة والأعمال المنزليّة   واليدويّة البسيطة ..

لذلك أرى أن المرأة ليست على الدّرب السّليم المؤدي إلى الحريّة فقبل ذلك يجب أن نغيّر هذه القوانين الوضعيّة التي نشمّ منها رائحة الرجعية وتقوية العنف ضد هذا الكائن الذي هو نصف المجتمع فهذه القوانين   لا ترى المرأة وجودا اجتماعيّا   لكنّها تحصرها في مجال الخصوصيّة كأنثى فحسب   أو باعتبارها أمّا أو شريكا تابعا   للرّجل   ..وطالما استمرّ النسيج الإقتصادي على الرأسمالية وعلى الفوارق   الاجتماعية فانّه من الصّعب أن نطالب بالحرية قبل أن نُشبع حاجاتنا الضّرورية .مثل .اللباس والسّكن والعمل والسّكن وحريّة التّعبير ..فهل تتمتّع المرأة بكلّ هذه الضّروريات حتّى تحقّق المساواة أو تناضل لتحقيق هذه المساواة ؟؟؟

 

ما هي العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف السامي على يد المثابرات في نضالهن الطويل؟

من أهم العقبات أمام نضال المرأة هي الأنظمة الدكتاتوريّة خاصّة العربيّة والبرجوازيّة التي ألغت دور المرأة وأحالت أنوثتها سجنا وضاعفت معاناتها ..

فهل يمكن أن نساوي بين كلّ النّساء فالمرأة العراقيّة تختلف عن الخليجيّة والمصرية والتّونسيّة والسودانية رغم أنهن عربيات لكن (نجد في الهمّ ما نختار). فمثلا في تونس انطلقت الصيحات المنادية بحريّة المرأة إبان الاستقلال وكان الرّجل صاحب المبادرة وأشهرهم الأديب والمنظّر التّونسي الطّاهر الحدّاد الذي طرد من الجامعة بسبب كتابه

(امرأتنا في الشّريعة والمجتمع) 1993

لأنّه ناصر المرأة ودافع عن حقوقها بل وصل الأمر إلى تكفيره من طرف بعض الظّلاميين وحرم من الحصول على شهادة المحاماة ..أمّا في العراق ساهم النظام البعثي في قتل المفكّرين الذين لهم فكرا متحرّرا خاليا من العقد والفوارق ..لتواصل المرأة معاناتها بعد أن فقدت الزّوج إما في الحروب أو في السّجون لتستمر تصارع الحياة للعيش وإعالة أبنائها متناسية حقوقها ...ودائما الرّجل هو السّبب الرئيسي في عرقلة مسيرة نضالها بل في قتل مجرّد تفكيرها في النّضال

 

هل ترين بصيص أمل في نهاية سراديب ما يُسمى بـ "الربيع العربي" لفك قيود المرأة العربية؟

(الربيع العربي) لم يزهر بعد وانأ أرى نتائج الثورات تجري بما لم تشتهيه الثّوار و مات من اجله الشّهداء ... كان ربيعا وعصفت بأحلامه أحزاب زاحفة لنيل الكراسي ولا يعنيها من الوطن سوى تخليص حقوق قديمة وتصفية حسابات كتعويض لمعاناتهم في السّابق ولا يهمّهم من الشّعوب الثّائرة التي حرّرتهم سوى أصواتها في الانتخابات

 

كيف يكون ربيعا وقلب ليبيا ينقسم أجزاء ..وأرضها الواحدة تتمزّق بأيادي أبنائها إربا ؟؟

كيف يكون ربيعا وأوطاننا رهينة أجندات سياسيّة أجنبيّة خبيثة ؟والمؤلم أنّ هذه الأجندات تُنفّذ بأيادي عربيّة .... ولعلّ سوريا العروبة دليل فاضح على هذه اللعبة القذرة التي تلعبها أمريكا ومدلّلتها   إسرائيل وبعض العرب الخونة ...لك الله يا سوريا

 

يا شام

........

يا شام ..

لا تخذلني ....قمْ

يكاد قلبي من هول الفجيعة

ينفطر ...

دم الإخاء في أحشائك

يقتتل ...

وارض الإباء بدم البنين تغتسل

ضجيج الموت في أرجائك

ينتشر

وأجندة الأوغاد فتيل جائع

لهشيم عروبة...

على سطحك اليابس

تحتضر

خاص بالمثقف، ملف: المرأة المعاصرة تُسقط جدار الصمت في يومها العالمي

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2053 الخميس 08 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم