ملف المرأة

الحرية تؤخذ ولا تعطى / رحاب حسين الصائغ

 

كيف تقيّمين إنجازات المرأة في العالم العربي؟

1- تقييمي لانجازات المرأة العربية على جميع الأصعدة مميز بكل مظاهره الفعلية،ودور المرأة يجب أن ينظر له بعمق وخارج حدود النظرة السائدة على إنها إنسان عاطفي محمل بحس مرهف فقط، المرأة العربية تحمل على عاتقها هموم كبيرة منها مسؤولية الأسرة التي تحيط أجواء حياتها الخاصة، ومن ثمة الأفكار السلبية التي يعاملها بها المجتمع العربي (الشرقي بكل مفاهيمه) لكنها لن تقبل ولن تقف صامتة هي في حركة دؤوبة، ان كانت في البيت وخارجه أي العمل الوظيفي، فهي لها نظرة أعمق لكل أطراف مجتمعها، واجدها تبحر ضد موج صاخب كي تصل بر الأمان، بما تملك من مدارك لمفاصل الوضع الآني بعقل راجح، وليس كما يطلق أحيانا عنها، وإنها أصبحت تدرك تأثيرات مخلفات الماضي وأبعادها على شخصها الذي همش في فترة من الزمن، وأخذت تشارك إلى جنب الرجل معترك التغيير الحاصل من اجل زمن أفضل لها ولبنات جنسها.

  

هل هي على الدرب الصحيح المؤدي الى الحرية والمساواة مع حقوق الرجل؟

2- المراة منذ عقود تسعى وتحاول وتعمل وتجتهد في مجالات عدة كي تحقق الحرية المطلوبة والمساواة مع الرجل، وبمفهوم أعلى مما يبصم به على طلبها في الحرية، ولا الحرية تؤخذ عادة ولا تعطى، لذا تسعى بكل قواها من اجل ان تكون ضمن حدود معناها الصحيح، أي البحث عن حرية الفكر والرأي وحق الإدلاء بكلمتها فيما يلاءم أن يكون صوتها عالين دون خوف أو تردد، وإدراك امتلاك هذا الحق لا يعني ان تطغى على وجود دورها كأنثى، بل ما يجعلها تعامل كانسان كتب له الوجود وحق العيش بكرامة وشرف، وليس إنسان فاقد حق التنعم بالحياة ومسراتها، مع إنسان يوصم بانه رجل وليس متسلط، ليسعدا بوجود طبيعتهما سوية.  

 

ما هي العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف السامي على يد المثابرات في نضالهن الطويل؟

3- العقبات جهل الرجل لما دخل عقله من أفكار مريضة عبر زمن قاهر أكل الدهر عليه وشرب وأصبح لا يتساوى مع المرحلة الحالية من هذا العصر والزمن، فالرجل أيضا مغلوب على أمره فيما وجد نفسه فيه من تخلف وقيود تعرف بالموروث والعرف والعادات المتخلفة في فهم نهج الحياة، لكن المرأة تعمل اليوم ومنذ عقود على أن يكف الرجل عن هذه المخلفات السائدة، ليس من اجلها فقط بل من اجله أيضا، وان يفهم إن المرأة لا تريد أن تمحي شخصيته بل تريد أن يكون رجل بمعنى كلمة رجل أي إنسان يحمل صفة الإنسانية ويتعامل معها على هذا الأساس كونها لا تختلف عنه إلاَّ بما بصفاتها البايلوجية لتكون انس الحياة الطيبة في مرحلة وجوده كانسان وتقف إلى جانبه وليس خلفه أو يعتبر وجودها معدم، وما تقوم به المثابرات في نضالهن الطويل هو البحث عن ضوء مشرق يسود المجتمع ويكون خارج حدود العنف والتسلط والمكابرة، بسن قوانين تحميهن من الجهل السائد.

 

هل ترين بصيص أمل في نهاية سراديب ما يُسمى بـ "الربيع العربي" لفك قيود المرأة العربية؟

4- نعم ما قدمته المرأة من جهود تذكر وتقدر في مجال مواقفها المشرفة ومشاركتها الفعلية، والتضحيات التي يشهدها الموقف العام، انها ثورة ربيع المرأة العربية، وسيكون لدورها محي كامل لكل التخلف المنصرم من زمنها الذي قاست ما قاست فيه من هموم، وسعت وتسعى من اجل ان يفهم المجتمع والرجل والعالم انها جديرة بكل قوة على نيل شرف الوقوف من تغيير نحو مستقبل أفضل.

خاص بالمثقف، ملف: المرأة المعاصرة تُسقط جدار الصمت في يومها العالمي

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2053 الخميس 08 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم