ملف المرأة

للمرأة دور لا يمكن إغفاله في بناء المجتمع / وفاء عبد الرزاق

 

1-   كيف تقيّمين إنجازات المرأة في العالم العربي؟

لقد أثبتت المرأة على مر العصور جدارتها في حضور فاعل في كل المجالات، في العلم والفن والأدب والسياسة،وأصبحت برلمانية ووزيرة..وقاضية، وقد كانت سابقا ملكة.. وهذا دليل على أنها تقف بالموقف المساوي مع الرجل من ناحية قدرتها على التواصل والعطاء.

المرأة الآن تكدح وتشارك في بناء المجتمع والأسرة وتقع على عاتقها مسؤوليات اقتصادية وأسرية وتربوية، ولها دور لا يمكن إغفاله في بناء المجتمع، وعليه يجب أن تتغير النظرة تجاه المرأة والاعتراف بقيمتها وتأهيلها لتصبح قادرة على عطاء مثمر في المجتمع.

المرأة الآن تشارك الرجل في اتخاذ القرار في أغلب مناحي الحياة،وقد واكب هذا اهتمام الكثير من المنظمات الدولية في تركيز هذا الدور وعمل ورش عمل وحضور مؤتمرات وندوات ركزت على دعم المرأة

وتطوير قدراتها، والمشاركة في النشاطات الاقتصادية والتربوية لتقوم بتمثيل دورها على أفضل وأحسن وجه.

وكثير منهن على الصعيد الإبداعي مثلا فزن بجوائز عربية وعالمية وتؤهلن لأن يتبوأن منصب الريادة في مجالاتهن.

 

2 - هل هي على الدرب الصحيح المؤدي الى الحرية والمساواة مع حقوق الرجل؟

بالنسبة للمرأة أكيد هي تسعى جاهدة كي تكون في الدرب الصحيح، شرط أن تُعطى لها الحرية الكاملة أسوة بأخيها الرجل.ففي البلاد العربية رغم انشغال المرأة الدؤوب لتحقيق هويتها الإنسانية نجد النسبة مازالت غير متساوية بين الكفتين.

وعليه يجب إصدار قرارات وتشريعات وقوانين تمكن المرأة من الحق في ممارسة نشاطها وتأدية الأدوار المناطة إليها والقيام بها كحق شرعي وإنساني لها.

كحق المرأة في الانتخاب والترشيح والانضمام إلى مؤسسات مدنية تمارس من خلالها أنشطتها وقدراتها، وإتاحة الفرصة أمامها في تقليد أرقى المناصب دون قيد أو شرط سوى الشرط القانوني

الذي له السيادة العظمى في تحويل المجتمع إلى مجتمع متحضر خاضع للقانون وليس لأهواء شخصية أو نعرات طائفية وما شابه ذلك.

 

3 - ما هي العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف السامي على يد المثابرات في نضالهن الطويل؟

الأسرة أولى العقبات، خاصة إذا كانت تجهل هذا الدور وتسعى إلى تحطيمه أو الإقلال من شأنه، وللأسف الشديد مازالت المرأة ونحن في هذا الزمن تتعرض لاضطهاد أسري.

البيت هو اللبنة الأولى ثم يأتي دور المدرسة في تكريس الاشتغال على الوعي بأهمية المرأة وحقها الكامل في الحياة.. مازالت لدينا نسبة كبيرة من أسر التعليم بحاجة إلى توعية وثقافة بالماهية الإنسانية والحرية الشخصية...هناك جهل وتخلف في الكادر التعليمي وعلى الدولة الانتباه لذلك لأن المدرسة هي اللبنة الثانية بعد الأسرة في بناء هيكل المرأة وقيمتها وإثبات هويتها كأنثى وكإنسانة.

ثم اللبنة الثالثة ذات المسؤولية الكبرى هي الدولة.

وعليها سن القوانين والتشريعات في حق المرأة الكامل بممارسة حية شريفة لتصبح فاعلة في بناء مجتمع راق ومتحضر.

 

4 - هل ترين بصيص أمل في نهاية سراديب ما يُسمى بـ "الربيع العربي" لفك قيود المرأة العربية؟

للأسف أرد على سؤالك بـ (لا) والسبب أن الربيع العربي الذي حلمت به الشعوب صُدر من جهات متخلفة جاءت على الحاضر لتلتهم ما قامت به الشعوب الحرة الصادقة الطامحة لحياة حرة شريفة ديمقراطية.. وما أن تبوأت هذه الجهات السيادة حتى مارست أول نشاطاتها ضد حرية المرأة، وكأنهم أولياء الله على الأرض وعلى المرأة بالذات.

في المثقف اليوم