ملف المرأة

المرأة في العرف العربي تابع وليس متبوع / إقبال المؤمن

 

انتهز هذه الفرصة لاسجل تهنئة خالصة عريقة كعراقة المرأة من كل قلبي لكل أمراة على وجه الكرة الارضية بغض النظر عن دينها وقوميتها مصحوبة بباقة ورد معطرة بالحب والياسمين

 

كيف تقيّمين إنجازات المرأة في العالم العربي؟

لكي نقيم انجازات المرأة في الوطن العربي لابد ان نتفق على معنى الانجاز اولا ، وحسب علمي يعني اتمام العمل بنجاح وان تم بالفعل وطبق يكون منجزا .أذن لو رجعنا لسؤالك هل للمرأة العربية انجازات اي اعمال ناجحة غيرت مسيرة الحياة العامة والقوانين الوضعية التي تخص المراة بصورة خاصة وتغيير النظرةالعامة للمرأة تربويا ، واخذت المرأة مكانها الطبيعي في المجتمع ؟ قطعا لا .على حدعلمي ومعايشتي للوضع لا توجد انجازات وانما محاولات وحوارات وجدل يحتاج الى فعل حقيقي ودعم نسوي واعي لكي ينضج ولاننا نعيش بمجتمع ذكوري صارخ وعادات وتقاليد قاتلة لو تجاوزتها اي امرأة لاصبحت منبوذة في عرف التقاليد وبما انها جزء من التشكيلة العامة وبحاجة الى زوج وعائلة وحماية فهي تحسب الف حساب لكل خطوة تخطوها وان وجد من سار على درب الانجازات هذه حوربت وتحارب بكل معنى الكلمة وتنعت بالمسترجله والمتمردة والشيوعية والملحدة وما الى ذلك لان المرأة في العرف العربي تابع وليس متبوع بمعنى كرست حياتها سلطة تنفيذية ان صح التعبير فلا يسمح لها بالتشريع وعلى مبدأ النساء ناقصات العقل والدين وهذه بحد ذاتها طامة كبرى تشل كيان اي عبقري ومن هذا الباب سمحوا لانفسهم مصادرة افكارها .

أضافة الى ان اوراق التاريخ تكشف لنا العلاقة الوثيقة بين الفكر (فلسفة التحرروالحرية) والتربية اي لكي نجسد اي فكرة لابد ان نتربى عليها ولكي تتحرر المراة وتستطيع ان تنجز لابد ان نربيها على فكرة انها أنسان تستحق الحياة كما لاخيها الرجل قبل ان تكون انثى. فالتربية أذن تعني تجسيد وسلوك لفكرة ما وهي المرحلة الثانية بعد التعليم لان التعليم ضخ معلومات وحين نجسد هذه المعلومات ونحولها لسلوك في مواقف مختلفة تكون تربية مثلا لو نعلم الطفلة ونمنعها من فعل اي شئ باسم العيب والحرام والممنوع حينها نربيهاعلى الخنوع والانصياع والخوف من المستقبل فكيف لها ان تغيره أذن؟!!! علما انني مع الضوابط الاخلاقية التي لا تسحق انسانيتنا اي مع النظرة الواقعية للقيم والتي يمكن ادراكها بالعقل وهي ملزمة لجميع الناس بأعتبارهم كائنات عاقلة . و بما ان المجتمع العربي تقوده العادات والتقاليد الموروثة وليس القوانين والدساتير ومجتمعاتنا تفتقرللمؤسسات البحثية فنرى المرأة اليوم لاتزال لم تبدأ الطريق بعد فمثلا لاتزال المرأة السعودية لا يحق لها ان تقتني هوية او جواز سفر الا بمواقفة ولي امرها حتى لو تجاوزت الخمسين ويمكن ان يكون ولي امرها ابنها او حفيدها الذي لم يتجاوز الخمسة عشر عاما.

اما في العراق وخاصة في المناطق الريفية فلازالت المرأة هي جوكر العشيرة والعائلة اي الورقة الرابحة التي بها تحل كل المشاكل وهذا يعني ان الاخر هو من يتحكم بها ويقرر مصيرها فهي ثمن الفصلية وثمن الكصة بكصة وثمن للمهجورة والمنهية وغيرها ومهما تعددت المسميات والمفاهيم بالنتيجة تكون المرأة كبش الفداء ، وهذا طبعا ينطبق على كل الوطن العربي بشقية الاسيوي والافريقي .

فيا عزيزتي الانجازات التي حققتها المرأة ان صح التعبير هي واجهات او اعلانات من باب البروبكاندة للحكومات والاحزاب التي تدعي الديمقراطية وباسم المرأة ولابد ان اشير هنا لا يمكن تطبيق الديمقراطية في بلدان لا تعرف للحرية معنى لان الديمقراطية هي نتاج للحرية وليس العكس وهنا نحن عكس الدنيا نطبق الديمقراطية ولا نعرف للحرية طعم لان لازال الخوف والعادات والتقاليد وفتاوى خمس نجوم تتحكم بأفكارنا وسلوكياتنا . وما حصلت عليه المرأة مثلا في نهاية الخمسينيات صودر منها اليوم وهلم جرى وهذا يعني انها تدور في حلقة مفرغة والدليل ما حصلت علية المرأة العراقية في زمن عبد الكريم قاسم وخاصة في قوانين الحقوق الشخصية و الاحوال المدنية الغيت اليوم .

وزمن اسفري يابنت فهرا .... تحول الى نقاب وتكبيل للفكر بحجة صوت المرأة عورة

هل سمعتي مثلا بوجهة نظر مفكرة او عالمة عربية وما اكثرهن اعتمدت في تشريع ما او سياسية بارزه يحتكم لها في كل الوطن العربي . اما ما تتمتع به المرأة العربية بالعراق مثلا او الخليج هو بتوصية امريكية وليس ايمان بالمرأة ومساواتها . وبعد هذا الاستطراد هل تعتقدين ان للمرأة انجازات انا اقول تبقى حوارات و سجالات تحتاج الى اناس مخلصين يحبون الو طن ويتمتعون بحرية الفكر ويحترمون الرأي الاخر ولا يخافون بالحق لومة لائم.

هل هي على الدرب الصحيح المؤدي الى الحرية والمساواة مع حقوق الرجل؟

يا عزيزتي هو درب الرجل في الوطن العربي مجهول لانه يخضع لنفس العادات والتقاليد نعم الكل يتبع القطيع ومن شذ عنهم ينبذ وينعت بمسميات ما انزل الله بها من سلطان واحكام يمكن ان تنهي حياتة .فالحرية والديمقراطية والحقوق التي يتمتع بهاهوالاخر نسبية تتعلق بالمكان والزمان والحدث ويمكن ان اقول بأمر السلطات ورجال الدين والعائلة المالكة . ولكي نكون على الطريق الصحيح واعني الرجل والمرأة لابد ان تكون لنا فلسفة بالحياة واضحة تجاري المنطق والحداثة نربي عليها اجيالنا . وان وجدت هذه الفلسفة وتربت الاجيال عليها يمكن ان نقول بدأ المشوار

 

ما هي العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف السامي على يد المثابرات في نضالهن الطويل؟

العقبات كثيرة ومتنوعة الا ان اكثرها اعاقة هي :

اولا : المرأة نفسها فهي لا تعرف ماذا تريد وعليها تحديد بالضبط ماذا تريد . فللحرية والمساواة ثمن يجب ان يدفع بصدق وايمان وعلى حساب الكثير من الموروثات ويمكن الحياة نفسها فهل هي مستعدة لدفعه ولكي تفهم هذه المعادلة هي محتاجة الى وعي ثقافي وتحمل للمسؤولية وتحرر اقتصادي فالفكر او العلم اوالمال اوالجهد لا يكفي كل لوحده لذا يجب ان تكون المعادلة الفكر بما فيه العلم والثقافة زائد رأس المال زائد الجهد والسعي المخلص يمكن ان تحقق منجزا ما وبما اننا في الوطن العربي هذا يعني نسبة الامية مرتفعة وخاصة بين صفوف النساء والبطاله نسبتها مأساوية والجهد والسعي حركته محدوده لان لا يسمح لها ان تتحرك دون محرم ويمكن سمعتي بالنائبة التى عينت لها محرم رغم الحماية التي تتمتع بها وهذا ان دل على شئ يدل على ان طريق التحرير والمساواة لازال طويلا.

ثانيا : ذكورية المجتمع العربي الصارخة والمسيطرة على المشهد العائلي بصورة خاصة والمجتمع بصورة عامة اضافة الى الجهل والامية والبطالة التي تطيح بمشهد الجنس الخشن وتجعل منه اكثر قساوة .

ثالثا :الخدمات والواجبات اليومية بالنسبة للمراة ، في الحقيقة لازالت المرأة العربية في دوامة البيت والزوج والاطفال والعائلة والخدمات المنزلية فهي الاب والام والمربية والمعلمة والطبيبة والخادمة والمبتكرة والطباخة وما الى ذلك . فهي اذن عاملة 24 ساعه في اليوم وبدون مقابل او مساعدة تكنلوجية تريحها عدا بعض دول الخليج فهل ياترى بعد كل هذا الجهد والعناء يوجد لديها وقت لتفكر بنفسها او مستقبلها ولو لدقائق معدوده وان فكرت فهي تفكر بمستقبل اطفالها او زواجهم او تؤدي العمرة او الحج وما الى ذلك.

رابعا : رجال الدين ذات علامة خمس نجوم كما يطلق عليهم اليوم . فهم يحللون ويحرمون على هواهم وحسب التسعيرة وتجدهم في اغلب الفضائيات وعبر النيت والمبايل اي في كل زمان ومكان المهم بالنتيجة تدفع وتحصل على ما تريد .ومن خلالهم زوجت المرأة على مبدأ المسيار والمطيار والمسواق والعرفي والمتعة و ما شابه ذلك وهؤلاء طبعا اكبر عائق في وجه تحرير المرأة او الاخذ بيدها لان من مصلحتهم ان تبقى المرأة تؤمر فتطيع !!!!

خامسا : القوانين البالية الجائرة التي اكل الدهر عليها وشرب والخوف من تغييرها او تعديلها لانها تثير حفيظة الرجل لذا ستبقى المرأة الحرمة ،والتكرم عن طاريها، والولية بدلا من الست والمدام والقوارير. !!!

 

هل ترين بصيص أمل في نهاية سراديب ما يُسمى بـ "الربيع العربي" لفك قيود المرأة العربية؟

الامل .... ما اضيق العيش لولا فسحة الامل .. طبعا الامل موجود وبقوة لان الحياة في تطور وانفتاح بعد العولمة والاعلام المواطناتي اي ثورة الانترنيت فالتغيير اتى شئنا ام ابينا ولكن ليس في او من سراديب الربيع العربي وانما كما اشرت اولا في تعدد مصادر المعرفة وسهولة تناولها ومن ثم اصبح الفرد ينقد ويفاضل من خلال المقارنة بين الجيد والردئ وانتهى دور الاحتكار وشمولية المعلومة وبما ان المعلومة اصبحت بمتناول الجميع وادركت من قبل الاغلبية العظمى هذا يعني بدء دور التربية بتجسيدها سلوكيا كما ذكرنا واكيد ابنتي ستكون اكثر حظا مما نحن عليه .

ثانيا لكل منا طاقة تحملية افتراضية واذا زادت عند الحد ستنقلب بالضد والمرأة في الوطن العربي قريب جدا تنفذ طاقتها التحملية الافتراضية ويبدأ العدد التنازلي من زمن المعجزات وستعلن انها فوق كل تصور وسيكون هذا منجزها الاول وهي ثورة المظلوم ضد الظالم ولنا في ثورات الشعوب على الظلم اسوة حسنة اما مايسمى بالربيع العربي فيا خوفي منه لانه سيكون ربيع طلبان العرب غليان في غليان الى ان تدرك الشعوب العربية اللعبة واملي ان تدركها قبل فوات الاوان

6.3.2012

خاص بالمثقف، ملف: المرأة المعاصرة تُسقط جدار الصمت في يومها العالمي

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2053 الخميس 08 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم