ملف المرأة

الكتمان أنثى .. والبوح ذكر / زينب محمد رضا الخفاجي

 

أبقى استجمعُ قواي ...

وحينما أقولُ عسايَ أحملُ الرعشةَ قطافاً ...

أقصدُ بالفعلِ تحريرَ يديَّ منْ سطوةِ قماطٍ  أثول ...

وضمناً رُبما أعني صرختي العابرةْ ....

التي تستدرجُ اللغةَ المكتومةَ بين شفتيَّ وأروقةِ الصمت ...

وهيَ تسألُ الواثبينَ إلى مصائر اليقين ....

ما سرُ العلاقةِ بينَ المهدِ والتابوت ؟ ...

دونَ التلميحِ إلى المعنى الذي يُسعدُ الراقدةَ في دفءِ المهجع

ويلمُ المخاضَ الجسورَ بما يسترُ منفايَ...

عذاباتي تكررُ الوشمَ الصارخَ حتى مطلعِ الدرس ....

...........................................................

 

الأول ....

من طيوفِ التكوينِ التي تسوِرُ الرأسَ بعصّابةِ شكوايَ،

أنْ ليسَ للأنثى حقٌ أنْ تفكرَ في فحوى المصير...

أصابعٌ غريبةٌ تحملني بالمقلوبِ

خيولُها تصهلُ فتضربني بالمقلوب

لماذا هناكَ دائماً من يزرعُ الرأسَ أسفل الجسدِ عندَ الولادة

من أعطاهم حقَ القيدِ بقماطٍ و وصايا تنتفُ ريشَ الظلِّ

حيثُ بَذرةُ القلقِ خطوةُ ألمٍ وخصرُ عينٍ نحيل

فوقَ أشلاءِ هذا القيدِ قلقٌ يلهثُ مثلي

يَذرفُني قيداً آخر يَضُمُ الرأسَ بتعميمِ عمةٍ بيضاءَ

كي يتخفى وجهُ الأنثى حتى آخرَ نعاسٍ فيه

العينُ غيمةٌ ولِدتْ كي تُمطِرَ مليونَ سؤال

وهيَ تُدرِكُ سرَّ التكوين

لذلك أرى ابتسامةَ أبي نخلةً تلقي لي الظلَّ والثمر

أنظروا هذي ابنتي...

هل ثمةُ أجملَ منها في الكونِ

ابنتي هي الدرُ والورد...يةُ

....................................................

تعلمتُ حكمةً بائتةً من القنوتِ...

والرغبةُ شجرٌ في فيافي الروحِ...

وتعلمتُ أنَّ السُرَّةَ حرثٌ تتحلقُ حولَها سماواتُ التخمينِ...

وبضعُ أمنياتٍ تَرسِمُ الآتي بنشوةِ الحنان....

لا بأس لأكونَ ما يريدونَ أنْ أكونَ ...

اِلاَّ أنيّ لَمْ أعدْ أرى سِوى تباينِ الزهوِ المغلفِ بالبروقِ...

وفي أمنيةِ أمي تقبعُ المدرسةُ في سُرةِ تذاكِرِ المقررِ...

بنفسٍ تتفتحُ للشهاداتِ العليا لتعلقَ أحداهنَّ على جدارِ أمانيها...

وهذا حقُ رشادٍ لا خلافَ عليهِ..

وأمها التي هي جدتي ترى الجامِعَ قابَ قوسين لِمأوى سُرةٍ تفقهُ معنى الدين...

وفي رأي الأبِ سطوةٌ تُقدمُ الدرسَ الثالثَ في شايِ العصرِ يحقُ للأنثى إبداءَ الرأيِ...

والرجلُ ينسِجُ الطاعةَ مكنسةً ينظفُ كلَّ الآراء،يفترشُ الرأي بما هو يريد

............................................

بِرَغمِ الصلواتِ التي تستقبلُ قامتي ،

بِرَغمِ القُبلاتِ الممزوجةِ بالحنين ،

صارتْ تتلقفني القلوبُ ربيعاً مِن الشَجوِ تُشعِلُ أعوادَ بخور ،

هيَ الهدايا التي تُضمِرُ هذا اليقين ...

تحتَ وسادتي أنا.. يَضعُ القادةُ نياشينَ مَحبَتِهمْ

أخمنها من عِباراتِ التبجيلِ ،

كُلَما زادتْ اللهفةُ يعني أنَّ الدسومَةَ تَحتَ وسادتي تُبشِرُ بالخيرِ..

وبعدُ لاشيءَ يبقى سوى الدرسِ الرابعِ ...

كلُّ ما في يَدِ الأنثى رمزُ عطاء

..................................................

حُلمٌ يفتَرِسُ سوسنةَ الخَّدِ بقبلةِ كفٍ تصفعني ...

تباركهُ العباراتُ لِكَسرِ شَوكةِ الخجلِ مواساةً لألفةِ هذا المكرْ...

مرسومٌ وحشيُ الِّسماتِ ...

نظراً للموقفِ البطوليِ كُرِمتْ الصَّفعةُ بِقُبلةٍ لخدِ الصافعِ والمصفوعةِ عليها أن تدركَ الدرسَ الخامِسَ أنْ تَحمِلَ الجورَ أحساساً والكُرهَ في جوهرِ التأنيث..

.....................................................

على دفقِ بكائي وحينما يزدهي الحنانُ بروعةِ قلبْ ...

يسألُ عَنْ سِرِّ الشهقةِ وعنْ الدمِ المكبوتِ في أنينِ صُراخي ،

ويعني أنَّ الأبَ يذوبُ في حنايا كفٍ تَحملني ...

ما الأمرُ ؟!!!!

لا شيءَ سوى لا شيءٍ

وتُلقِمُني الدرسَ السادسَ مَلهاةَ شجوٍ...

الكتمانُ أنثى والبوحُ ذكرْ

..................................

الدرسُ السابعُ يُبصرُ عنوانَ النماء ....

الدمعُ يا أبنتي سِلاحُ المرأةِ وصَدرُ حبيبٍ تجودُ بِهِ الدُنيا خَيرَ ملاذ

خاص بالمثقف، ملف: المرأة المعاصرة تُسقط جدار الصمت في يومها العالمي

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2054 الجمعة 09 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم