أقلام ثقافية

وميض الأطياف.. في خفايا الأحلأم

للكل أنسان أحلاما قد مضت وأخرى تلمع في الذكرى خيالات كالبرق في أعلى سماها.. والذين يبصرون بعقولهم بديع الواحد الأحد سبحانه وتعالى كما يتراءى في وحدة خلقه يدركون أن في خفايا الضياء والظلام تتبارى تلك الأطياف بوميض الجمال وهي تمتشق أحلامها الوردية لتصنع مالم يكن قد مر بالحسبان همسا.. لتصنع خيالات لمعانها بهجة بذلك الفرح العابر لحدود الأجساد وهي تبرق تيجانا قد جاد صانعها كلوحة فنان وهي تزين العواطف التي استدعاها الزمان بغفلة من العقول وهي راجحة بحكمتها لتسقبل الأنساما وهي معطرة بأزكى ندى نداها.

تلك العواطف ترتقي طيفا بطيف وقد تيقظت لترتقي بمشاعر الأحساس الذي تتقاطع عنده شتى المعاناة مع الأنبساط المؤطر بديعا بطيب الكلام الذي أسخرج حسنه من خبايا كنوز الأرض كتلك التي أكتنزت الى ما شاء خالقها.

في خضم كل ذلك ومضت الأطياف بأوقات هي الأغلى عند كل فردا وسر حياته لتثمر حماسة عنفوان يتوق الى الذرى ليغرد كالنوارس تشدو نغما على ضفاف أنهارا يناغي هدير مياهها بمحبة كل حصاها.

بعيدا بعيدا عن الضفاف تلمع الأطياف ثانية تمني النفس مجدا من ذلك الذي كان قد تحلق فوق الغيوم وهي تسري لتلتقط تلك الزهور وهي طافية حول الضفاف لتذهب بها الى فضاءات المكان واللامكانا.. لتخلد في سمر الزمان قصيد لحن بلحن خفي النغمات.. وفي الربيع تلوح أطياف الصباحات التي خطفت فوق الجمال بجمالها الأبصارا رقيقة الحسن تناغي ساحر المقلة برقة رشاقة وهي ترتحل بعيدا في الزمانا.

لتعود الأطياف وهنا على وهن حنينا الى شمس الصباح فيما قد مضى نقاء وأشراقا.. فينجلي عبق من صباح عابر بشذاه مابين الشواطىء لامعا بشروقه لأليء الشطأنا، ويلمع في زحمة الأطياف طيفا قد تفرد موشحا بسحره صقيلا مبرقا يسارع الخطى في البعد بعدا خلف الأفق مرئيا تارة وفي أخرى قد أختفى.. فيغيب مجددا ضياء بدر منير يتراقص فوق أمواج نهر بخريره هدارا.

وتهل بالأفراح موجات الأثير بوميضها البراق مسرعة الخطى محفوفة بأمال شاخت وهي تطارد في عمق الزمان بصيصا من عنفوان شبابها.. مزهوة ببهاء وأفراح قد خطت هي الأخرى بأقدارها لتكشف دررا بيضاء ناصعة مابين اعماق البحار تمني النفس أسعادا ربما قد أتى يوما أو أختفى.

وتلوح مابين النجوم تلك التي يلفتها المميز عن كل شيء تميزا بدنيا قد أستقرت بحكمة من شاء سواها, وفي خضم هذا وذاك تطل حوراء تستذكر مجدا بذلك الأعجابا وهي تعدو بزهراء ورد تزهو بنور سماها.. وفي ظلمة ليل تراءت سارونت بحر ممشوقة الخطى تعدو معطرة بأريج الأزهار تغرد بالبسمات صدقا وطيبا بوصف من نزار قبانيها.. ومن ثغرها الوضاح تحكي أطيفا وهي تسافر في فضاءات كون مابين بحاره في مرة وعند خلجانه في مرة اخرى.. حورية بحر تثير ببريق حضورها عواطف جياشة تشدو بلحن الكلام محبة العشاق بأول طلة عند لقياها.. لحن مؤطر بومضاااات أطياف عابرة للزمان.. بحلم في خفااااياها.

***

مجيد ملوك السامرائي، جغـرافـي/ كاتـب ومـؤلف وأستاذ جامعي

 

في المثقف اليوم