أقلام ثقافية

شمس الدين العوني: في التقاء الفن التشكيلي بالآداب العالمية عند الفنان الهادي فنينة

لوحة"الأخوات الثلاث" المستلهمة من أثر أدبي لأنطون تشيخوف في معرض خاص..

الفن بما هو مسار بحث وحيرة وتبدلات وأسئلة تجاه الذات والآخرين حيث الفكرة مجال ذهاب نحو العناصر والكائنات انطلاقا من وعي حاد للقول بالبهاء عنوانا والجمال فلسفة وو هنا تبرز الدوافع الكامنة في شواسع الفنان من أحاسيس وهواجس وتأملات عميقة وانسانيات وهموم حافة بالانسان في امتداداته في الزمان والمكان.الفنان التشكيلي الهادي فنينة في رحلته الفنية لعقود من الزمن وضمن تفاعلاته مع الأداب في علاقاتها بالفنون ووفق قراءاته للرواية في تعدد تلويناتها وفي أعماله الفنية وخاصة معرضه المنتظم بفضاء سيدي عيسى بالحمامات عرض عملا فنيا يحيل الى عوالم أدب أنطون تشيكوف وتحديدا " الأخوات الثلاث ".فالعمل الفني كان وفق التكعيبية من خلال الاشتغال على الألوان والفضاء في اللوحة وبأسلوب الفنان شكل حالة جمالية تنهل من هذا المنجز بقلم الكاتب والمسرحي الروسي أنطون تشيخوف الذي كتبت في سنة1900، وعرض أول مرة في سنة 1901 بمسرح موسكو للفنون.. فالمسرحية ضمن قائمة المسرحيات المتميزة لتشيخوف، إلى جانب " النورس " و" العم فانيا. ".. وهي بمثابة عمل يقوم على الخيال الأدبي الذي يخص ثلاث شابات شقيقات وهن أولغا وماشا وإيرينا، حيث عوالم مفعمة بالأحلام والانكسار والرغبات تجاه الحياة وتحدياتها ورتابتها في بلدة صغيرة بروسيا .. الفنان الهادي فنينة نقل كل ذلك مستلهما من هذا الأثر الأدبي حيث اللوحة تعبر بعمق على سردية وأحوال ومناخات رواية “الأخوات الثلاث”.. عمل فني التقى خلاله أدبيا وجماليا فنينة بتشيكوف ضمن رغبات الفنان في قراءة هذا الأثر العالمي فنيا.. وتشيكوف " كاتب مسرحي وكاتب قصص قصيرة روسي يعتبر من أعظم الكُتاب على الإطلاق. أنتجت مسيرته ككاتب مسرحي أربع روايات كلاسيكية، وتحظى أفضل قصصه القصيرة بتقدير كبير من قبل الكتاب والنقاد، كتب المئات من القصص القصيرة التي اعتبر الكثير منها إبداعات فنية كلاسيكية، كما أن مسرحياته كان لها تأثير عظيم على دراما القرن العشرين.. بدأ تشيخوف الكتابة عندما كان طالبًا في كلية الطب في جامعة موسكو، ولم يترك الكتابة حتى أصبح من أعظم الأدباء، واستمرّ أيضًا في مهنة الطب وتخلى تشيخوف عن المسرح بعد الاستقبال الأولي الفاتر لمسرحية النورس في عام 1896، ولكن تم إحياء المسرحية في عام 1898 من قبل قسطنطين ستانيسلافسكي في مسرح موسكو للفنون، التي أنتجت في وقت لاحق أيضًا العم فانيا لتشيخوف وعرضت آخر مسرحيَّتين له وكان ذلك لأول مرة " الأخوات الثلاث" و"بستان الكرز" وشكلت هذه الأعمال الأربعة تحديًا لفرقة العمل وكذلك للجماهيرلأن أعمال تشيخوف تتميز بـمزاجية المسرح والحياة المغمورة في النص.. كان تشيخوف يكتب في البداية لتحقيق مكاسب مادية فقط، ولكن سرعان ما نمت طموحاته الفنية كان أنطون عاشقًا للمسرح وللأدب مُنذ صغره، وحضر أول عرض مسرحي في حياته أوبرا هيلين الجميلة لباخ عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، ومنذ تلك اللحظة أضحى عاشقًا للمسرح، وكان ينفق كل مدخراته لحضور المسرحيات...". الفنان الهادي فنينة الذي تماهى مع عمل من روائع تشيكوف كان يرى في الفن مجالا لالتقاء الابداعات والفنون وهو كقارئ لروايات تشيكوف وكونتر غراس وهمنغواي وياسمينة خضراء وغيرهم رأى ممكنات الالتقاء بين الابداعات المختلفة بل انه يسعى لاستلهام العديد من الأعمال الفنية من آثار أدبية قرأها وأحبها... واللوحة المعنية والتي عنوانها " الأخوات الثلاث " برزت في المعرض الشخصي للفنان التشكيلي الهادي فنينة بالفضاء الثقافي سيدي عيسى لجمعية صيانة المدينمة بالحمامات حيث قدم الفنان عددا من لوحاته وأعماله الفنية ضمن نشاطه الفني التشكيلي وذلك بعد معرض خاص انتظم قبل اسابيع بفضاءات العرض بدار سيباستيان بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات.و تنوعت لوحات الفنان لتعكس جانبا من تجربته التشكيلية بين المشاهد الخاصة بالحمامات من البرج والبحر والمعمار الى جانب لوحات أخرى معبرة عن مواضيع شتى تهم الانسان. معرض ينضاف لعديد المعارض الفنية للفنان الهادي الذي بقي على علاقاته بالرسم يحمل بين أنفاسه حبه الدفين للحمامات بعطورها القديمة والحديثة وهو الذي عاش في ألمانيا لفترة وفي دوسلدورف حيث تعرف الى العديد من تفاصيل الحياة والناس والفنون ليعود وفي قلبه شيء من حتى...من قيمة الفن في حياة الناس.. هذه بعض شؤون وشجون الدلفين الحمامي مع الناس والمجتمع لتظل تونس في قلبه والحمامات التي يراها كما رسمها في لوحته الفنية ضمن عنوان " الحمامات التحفونة ". وما الى ذلك من من اللوحات المتعددة ومنها لوحة " الأخوات الثلاث " العمل الفني المستلهم من أثر أدبي لأنطون تشيخوف ونعني " الأخوات الثلاث ".

***

شمس الدين العوني

في المثقف اليوم