أقلام ثقافية

فاطمة العيسى: روابط الصداقة.. عنصر أساسي لاندماج المهاجرين في بيئات جديدة

تعد الصداقة من الجوانب البشرية الأساسية التي تتخذ أبعادًا جديدة ومغايرة عندما يتعلق الأمر بالمهاجرين في بلدان المهجر. تحمل الصداقة في هذا السياق دورًا استثنائيًا في تعزيز عمليات التكيّف والاندماج الاجتماعي والثقافي للأفراد الذين يعيشون بين ثقافات جديدة ومحيطات مختلفة.

عندما يتخلى المهاجرون عن بيئتهم الأصلية ويبحثون عن حياة أفضل في بلاد المهجر، يندرج تكوين الصداقات في مقدمة التحديات التي يواجهونها. لكنه في نفس الوقت يُظهر فرصًا لتوسيع دائرة المعارف وتكوين علاقات تساهم في بناء جسور تواصل مع المجتمع المحلي.

من المهم أن نشير إلى دور الصداقات في تسهيل عملية التكيف النفسي للمهاجرين. إذ يمكن للصداقات أن تكون مصدرًا للدعم العاطفي والانفتاح على فهم الثقافة واللغة المحلية. إن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية مع أصدقاء جدد يمكن أن تساهم في تخفيف الضغوط النفسية وتقليل الشعور بالعزلة.

وفيما يتعلق بالاندماج الاجتماعي، تلعب الصداقات دورًا حاسمًا. فهي تعزز من فرص المهاجرين للانخراط في الحياة المحلية، سواء من خلال مشاركتهم في الفعاليات المحلية أو التواصل مع الجيران وزملاء العمل. بالتالي، تعمل الصداقة كجسر بين الثقافات والتقاليد المختلفة، مما يؤدي إلى فهم أفضل وتعايش أكثر سلاسة بين المجتمعات المختلفة.

في الختام، يبدو أن الصداقة تمثل مفتاحًا أساسيًا في رحلة المهاجرين نحو الاندماج وبناء حياة جديدة في بلاد المهجر. إن تبني أفراد المجتمعات المحلية والمهاجرون للصداقة والتعايش يعزز من التفاهم الثقافي ويسهم في خلق مجتمعات متنوعة ومزدهرة.

***

بقلم: فاطمة العيسى

مغتربة في بلاد المهجر

تاريخ النشر: 31 أغسطس 2023

في المثقف اليوم