صحيفة المثقف

القصيمي.. من الوهابية الى الالحادية

داود السلمانمقدمة: لا الشك أن البيئة التي يعيش فيها الانسان، لها تأثير مباشر على حياته وافكاره، وعلى تكوين شخصيته كذلك، وبناء ثقافته، وهذا التأثير يأتي على نمطين معيين: الاول هي البيئة نفسها، من مناخها وتضاريسها، وجوها الخاص؛ كالحراجة، واليبوسة، أو الجفاف، أو الرطوبة، وغيرها. فمثلا الانسان الذي يعيش في الاماكن الباردة، الشمالية، هو ليس كالإنسان الذي يعيش في المناطق الجنوبية أو الوسط. والتأثير يأتي على حالته النفسية، فيلقي بظلالها على نفسيه مباشرة؛ كأن يصبح حاد المزاج أو بالعكس. والتأثير الثاني، هو تأثير المجتمع الذي يعيش فيه الانسان، فالمتجمعات متفاوتة فيما بينها، خصوصا المجتمعات العربية الاسلامية، فهي مختلفة جدا عن المجتمعات الغربية؛ لخصوصيات هذه المجتمعات. فينهل ذلك الانسان من ثقافتها ويقتبس من حضارتها، ويأخذ من بيئتها كل ما يجده شاخصا أمامه، فتترسخ كل تلك القضايا في ذهنه، وتختزن في فكره، ولا يستطيع بعدئذ أن يغادرها أو ينكرها أو ينبذها، كأنها آيات سماوية نزل بها الوحي.

فقليل هُم الذين غيروا تلك الافكار والاطر، ونبذوا تلك الثقافة، بعد جهد جهيد من البحث والمطالعة، والصراعات النفسية، والنقد والتمحيص والفرز، والتأمل في تلك القضايا التي تعلمها من دون أن يسأل عن صحتها أو عن باطلها، أنْ رأى فيها باطلا، بل يأخذها كمسلمات لا يتسرب اليها الشك والريبة. ومن هؤلاء الذين عنيناهم في هذه المقدمة هو عبد الله القصيمي.

وقسمنا البحث الى اربعة مراحل:

مرحلة الطفولة قاسية

عبد الله بن علي النجـدي القصيمي (1907م- 1996م - 1416هـ).    وُلد في "قرية خب الحلوة الواقعة إلى غرب مدينة بريدة في نجد في المملكة العربية السعودية، والده الشيخ علي الصعيدي الذي انتقل إلى خب الحلوة من منطقة حائل، عرف عنه تزمته الديني وانتقل إلى الشارقة لزيادة علومه الدينية، بالإضافة للعمل التجاري".

وعاش القصيمي حياة فقر وحرمان وبؤس، منذ باكورة حياته، بعد فراق والده لوالدته في ظروف غير واضحة المعالم، وانقطاع أخبار والده عنه مدة طويلة، حيث انفصلت عُري الابوة عنه، وهو في اشد الحاجه اليه، خصوصا في هذه السن (العاشرة)، فعمل أجيرًا ليعيل نفسه وهو في كنف اخواله، ثم بدأ رحلة البحث عن والده الذي انتقل إلى بعض مناطق الخليج حتى حصل تم الوصول اليه، والتقى بوالده بعد رحلة بحث شاقة تكبد خلالها المصاعب والمتاعب، ونال ما نال من شظف الحياة وقسوتها.

ومثل تلك الظروف التي مرّ بها القصيمي لا أحد يدرك حجم آلامها إلاّ الذي يعيشها، حيث لها تأثير واضح على نفسيته وعلى شخصيته، اذ قد يشعر بالضياع وبمستقبل ضبابي. ومثل هذه الظروف التي تمر على الانسان وهو في هذه الحياة المبكرة، عالجها علماء النفس وبينوا تأثيرها على نفسية الطفل الذي هو في هذه السن المبكرة، ولو بعد حين، فالتأثير سواء كان سلبي أم ايجابي.

كان والد القصيمي رجل متشدد، متعصبا في دينه، وفي عاداته التي كسبها من محيطة الملغوم بالأفكار الدينية المبنية على الكراهية وعدم قبول الآخر؛ وما كان منه إلاّ أن يزق تلك الافكار والمعارف الدينية لولده عبد الله زقا، وهي عبارة عن معلومات في الدين وفي الفقه وفي اقوال المشايخ التي تعلموها هُم بدورهم من الكتب الفقهية المشددة،  والتي يعوّل عليها ذلك المجتمع، فضلا عن حفظه للقرآن. وكان الفتى عبد الله ذكيا سريع الحفظ، ثاقب الفكر، يتلقف كل ما يسمعه من ابيه ومن غيره تلقف المغناطيس لبرادة الحديد: من ثقافات ذلك العصر. ووالده يراقبه عن كثب، ليرى مدى استيعاب ولده، مما جعل منه متشددا كأنه نسخة مصورة منه.

فارق والده الحياة وعبد الله لم يبلغ الحلم بعدُ، فما كان من إلاّ أن يشد الرحال بهدف تلقي العلم والمعرفة في عدة بلدان عربية ومنها العراق. ففي العراق "تابع القصيمي  تعليمه في مدرسة الشيخ أمين الشنقيطي، في منطقة الزبير التابعة للبصرة في جنوب العراق، ثم التحق بالمدرسة الرحمانية بنفس المنطقة، ومن ثم رحل إلى الهند ومكث فيها عامين، عاد من الهند إلى العراق والتحق بالمدرسة الكاظمية ثم رحل إلى دمشق، ومن دمشق إلى القاهرة حيث كانت بدايته الحقيقية هناك".

وانتهى به المطاف إلى جامعة الأزهر، وهو يحمل في جعبته تلك الافكار التي أخذها عن والده، المتمثلة في تعاليم محمد عبد الوهاب وأفكار ما يسمى بالسلف الصالح، كتعاليم ابن تيمية التكفيرية المتعصبة، وسار بها الى مصر، وكانت تلك الافطار والاطر غير منسجمة مع رجال الدين والمشايخ في مصر عموما، ورجال دين الازهر على وجه الخصوص، حيث الفكر الوهابي هناك لم يكن متغلغلا بعد حينذاك، فالأفكار والتعاليم والدروس معظمها تقريبا يطفو عليها تعاليم الشيخ محمد عبده شيخ الازهر في حينه، ثم تلميذه الشيخ محمد رشيد رضا، وغيرهما.

فتم قبوله في الازهر، كطالب علم يتلقى العلوم حاله حال الآخرين، الذين جاؤوا من كل حدب وصوب لأخذ العلم والمعرفة الدينية، فوجد أن كثيرا من العلوم الدينية التي يدرسها الازهر لطلابه لا تنسم انسجاما تاما مع الدروس التي تعلمها من والده، ومن مجتمعه ذاك في ارض بلاده.

هنا، بدأت مرحة جديدة تطرأ على أفكار ورؤى عبد الله القصيمي؛ وهي ما نعدها مرحلة تاريخية مهمة في حياته، نقلته بدورها الى مراحل أخرى تباعا أكثر تطورا، فقلبت حياته الفكرية والايمانية رأسا على عقب، وهذه المرحلة هي:

مرحلة التعصب:

ذكرنا قبل قليل أن القصيمي في مصر رأى أن المذهب الوهابي كان معدوما هناك، وإن في الازهر تُدرس فقط تعاليم المذاهب الاربعة المعروفة: من فقه وعقائد واحكام وغيرها. ولم يكن للمذهب الوهابي أي ذكر البتة، فكأنَ قد ثارت ثائرة القصيمي وطغى على فكره طابع الاندهاش والتعجب، بل والحنق معا؛ وتيقن أن هناك اهمال مقصود ومتعمد لهذا المذهب من قبل الازهر.

وفي هذا الوقت الحساس من حياة القصيمي، كانت بعض الكتب قد صدرت في مصر، تتناول قضايا شائكة بين الفرق الاسلامية، لكبار مشايخ الازهر ومنهم الشيخ يوسف الدجوي. الكتاب نهج فيه المؤلف نهجا صارما، ودافع فيه عن قضية زيارة الأولياء، والتوسل بقبور الصالحين، واكد على أن طلب الشفاعة منهم أمر لا تنكره الشريعة، واعتبر أن شفاعتهم جائزة وفقا لبعض آيات القرآنية وبعض الاحاديث النبوية، نافيًا – في الوقت نفسه- أن يكون هذا شركًا أكبر أو أصغر. وهذا الطرح فيه رد لاذع لمباني الوهابية والسلفية وعلى رأسهم شيخهم محمد بن عبد الوهاب، الذي هو ينكر زيارة القبور ويعدها نوع من الشرك، وانها دعوة صريحة الى الوثنية، كما يعتقد.

فما كان من القصيمي إلّا أن يرد على المؤلف بكتاب أطلق عليه «البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية» وفيه يُعري حجج الدجوي، ويعتبر كتابه هذا هو اشبه بالسفاسف، فكان الرد عنيفا وغير مسبوق بالمرة، وبالخصوص على رجل دين معروف ومن كبار مشايخ الازهر، ويعدوه قدوة بالنسبة لهم؛ الامر الذي لاقى ردود أفعال مختلفة، وسخط عارم على هذا الرد من قبل القائمين على الأزهر.

ثم اعقب القصيمي كتابه ذاك بآخر وهو رد على الكاتب والصحفي محمد حسنين هيكل، الذي ألّف كتاباً عن حياة الرسول يرى فيه ان النبي محمد ليس لديه معجزة سوى القرآن. وفيه يذكر القصيمي عقائد الوهابية ومواقفهم المختلفة لبعض طوائف المسلمين، ويشيد بالمذهب الوهابي السلفي ويروّج له من خلال رده هذا.

واثناء هذه الفترة كان الفقيه الشيعي محسن الامين العاملي المعروف وصاحب موسوعة "اعيان الشيعة" قد اصدر كتاب بعنوان " كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب" وفيه يرد العاملي على الوهابية ردا عنيفا، ويحاول ابطال مذهبهم بحجج وادلة، وفيه قدح كبير وكلام طويل، متهما محمد بن عبد الوهاب بأنه كان رجل مدسوس من قبل المخابرات البريطانية، وما غايته الا تفتيت الدين، وهدم الاسلام، على حد قوله. وقد قرأت هذا الكتاب في تسعينيات القرن المنصرم.

فرد القصيمي على كتاب الامين في كتاب تحت عنوان «الصراع بين الإسلام والوثنية»، فكان ردا صارما، وفيه حنكة في التعاطي مع القلم واليراع تدل على أن صاحبه له باع طويل في معترك الكتابة. وفي هذا الرد حاول القصيمي أن يرفع من شأن المذهب الوهابي، ويحلق بالسلفية  معتبرا أن عبد الوهاب هو شيخ مجدد ويروم الحفاظ على بيضة الاسلام. وكانت من القصيمي دعوة واضحة في الترويج للمذهب الوهابي.

أما الازهر من جانبه فأعتبر أن الطالب عبد الله القصيمي طالب يثير الشغب، وبقائه قد يدخل الازهر في مهاترات تخل في وحدة المسلمين. فاجتمع القائمين على الازهر وقرروا أن ابعاده اولى لهم من بقائه مواصلا دروسه في الازهر ومحسوب عليهم.

"واتخذ الأزهر قرارًا قاسيًا بحقه أَلاَ وهو فصله من الجامعة، وأصدر البيان التالي: (صدر كتاب ينسب إلى طالب من نجد في جامعة الأزهر، ويوجد في الكتاب شتائم وإهانات موجهة إلى أستاذ من هيئة كبار العلماء، وعلى أثر ذلك كلفت هيئة المدرسين أحد الأساتذة بإجراء تحقيق ضد الطالب فيما تضمنه الكتاب من افتراءات وشتائم، وقام الأستاذ بتقديم نتائج تحقيقه إلى مجلس إدارة الأزهر والتي قررت في جلستها المنعقدة في 13/9/1932م قرارًا بفصل الطالب من انتسابه إلى الأزهر".

وهكذا خسر القصيمي مقعده في الازهر. لكنه لم يخسر جمهوره في نجد، ومتابعوه بل ازدادوا تمسكا فيه، حتى نعتوه بأعظم النعوت الحسنة، ومنها نعته بـ "ابن تيمة العصر" وغير ذلك من المسميات والنعوت. كذلك لم يخسر قلمه الذي به سيلوي عنق الكتابة، ويعبر عما يريد ببيان بليغ. وكان فصله من الازهر فرصة ذهبية ليتفرغ للكتابة والمطالعة.

ليدخل- بعدها- في مرحلة جديدة بعد أن اصبح له جمهور، وصار اسمًا راكزًا في مجال الكتابة ومعترك البحوث والردود.

مرحلة المراجعة:

بعد ذلك طفق القصيمي يتأمل ويراجع ما كتبه ويقيسه بواقع المسلمين الراهن، وما يمرون به من نكوص مقابل عالم يعجُ بالحراك: العلمي والفكري والصناعي، والمسلمون يراوحون في مكانهم كالآلة الصماء، أهرقوا مائهم على سراب تراث تاريخه اربعة عشرة قرنا أو تزيد، وجده القصيمي لا يسمو بمجتمعات تعيش عصر العلم والثقافات المختلفة. فهم يتقدمون والمجتمعات الاسلامية تعود القهقرى، بسبب كم هائل من الفتاوى لا تسمن ولا تغني من جوع. فراح يخاطب نفسه، ويشاور عقله، ويروم بوضع حلول ناجعة، إن استطاع الى ذلك سبيلا، لإنقاذ ما يمكن انقاذه.

وهذه الفترة قدرها بعض الكتاب والباحثين بثمان سنوات، عاشها القصيمي ما بين شد وجذب، وهذه السنوات تكفي لرجل مفكر ومبدع أن يتخذ قرارا حاسما، لما سيفعله مستقبلا لعله يساهم- ولو مساهمة يسيرة - في انتشال الامة من الغرق المحدق بها، ومن السبات الذي امسك بتلابيبها، ودعاها مشلولة الحركة.

فالأمة هذه التي انجبت الفارابي ابن سينا وابن الهيثم وابن النفيس والكندي وابن رشد وابن خلدون والغزالي، وغيرهم الكثير، حريٌ بها أن تنهض من كبوتها.

وطرح القصيمي كل ذلك- فيما بعد – في كتابه "هذه هي الاغلال". حيث اعتبر أن ثمة اغلال تُكبل الامة وتضعها في سجن افرادي، بعيدا عن العالم الخارجي. والاسباب (الامراض) هذه، حاول أن يشخصها القصيمي ومن ثم يعطي لهذه الامة المضاد الحيوي لعله يجدي فيها نفعا.

فما كان من الامة الا أن رفضت هذا الدواء، وفضلت أن تعيش تحت رحمة هذا الوبال الذي ينخر جسدها، وردت على صاحب المبادرة هذه (القصيمي) بالتكفير والمروق من الدين.

وكان القصيمي قد تنبأ بانبثاق الفكر الداعشي الإرهابي في البلاد العربية والعالمية، فقد كتب في كتابه «هذي هي الأغلال» الذي صدر عام 1946: «إن أعاصير رجعية مجنونة لتهب في هذه الآونة الأخيرة على مصر التي رضيناها لنا زعيمة، وإنها لتترنح تحتها، ولا ندري أتثبت أم تتهاوى تحت ضرباتها الوجيعة، لست أحاول هنا وقف العاصفة، فهي لن تقف. ولكنها ستنكسر على الشواطئ الصخرية، ستذهب مرتها في انطلاقتها في هذا الفضاء الرحيب، وفي دورانها حول نفسها، وحينئذ نرجوا أن توجد العوامل التي تمنع هبوبها من جديد، أو لا توجد العوامل التي تجعلها تعصف مرة أخرى».

فتحول الى مرحلة أخرى، هي الاكثر اهمية في حياته، الا وهي.

مرحلة الشك:

العديد من الفلاسفة قد مروا بمثل هذه المرحلة الحاسمة من حياتهم، ثم خرجوا بنتائج قبلوها من انفسهم لأنفسهم. واذكر هنا ثلاثة فلاسفة مهمين، والقصيمي رابعهم: أوغصطين، الغزالي، وديكارت، كل واحد منهم خرج بمحصلة نهائية. ثم اخيرا مفكرنا القصيمي.

انتاب القصيمي الشك وراح يساوره، وهو الشك المنهجي، أي أن الانسان يشك لا لأجل الشك، وانما ليصل الى نتائج مثمرة، وقيم سامية غير التي اكتسبها من محيطة.

وفي هذه المرحلة اصدر مجموعة من الكتب، كان منها: "لئلا يعود هارون الرشيد" و "الإنسان يعصي لهذا يصنع الحضارات". فضلا عن غيرها، وفي هتين الكتابين نقد واضح لما تمر به الامة الاسلامية من اوضاع مزرية، وتخلف عن ركب التقدم الانساني والحضاري. وكذلك فيهما نقد للتراث ولرجال الدين من الذين استغلوا الدين لأهداف ومصالح شخصية، وراحوا يبثون التفرقة من خلال فتاواهم. بعكس كون الدين له رسالة انسانية تدعو  الى الرفع من شأن الانسان، وتطالب بحصوله على مصالحه، ومن ثم تخدمه، لأن الدين وُجد لخدمة الانسان، لا العكس. على اعتبار أن دستور الدين بُني على قواعد اخلاقية وانسانية واجتماعية، وطقوس معينة بهدف الطاعة لله وللرسل الذين بعثهم بهذا الخصوص، وفق مبدأ ما آتاكم الرسول: فخذوه.

مرحلة الالحاد:

بعد مرحلة الشك، والتي كانت مرحلة حاسمة بالنسبة للقصيمي، تحول الى مرحلة الالحاد، فأعلن تمرده على الاله وعلى الدين، من خلال كتبه الاخيرة، ومنها: "الكون يحاكم الاله" و " يا كل العالم لماذا أتيت؟" وسوى ذلك.

ومن خلال الطرح الذي قدمه القصيمي في جميع كبته الاخيرة، باتت آرائه وافكاره واضحة للعيان، وهي رفض الدين جملة وتفصيلا، وعدم الايمان بهذا الرب الذي ارسل الانبياء والكتب لتكوين الاديان، لأنه القصيمي اكتشف أن الاديان هذه ساهمت بتخلف البشر بدل من أن ترفع من شأنه، وتنير دروبه. بعكس اللادينيين واللاأدريين والملاحدة الذين نهضوا بصنع الحضارات من خلال الاكتشافات والتطورات التي ساهموا فيها، وكذلك ما قدموا للإنسانية من منجزات عظيمة على مدى التاريخ، بحسب القصيمي.

وكانت ردود الافعال التي تلقاها القصيمي من خصومه، الذين كانوا في يوم من الايام، هم من لاذوا بأطروحاته ومناقشاته وردوده الصادمة لأعدائهم. كانت الردود تكفيره واهراق دمه، اذ تعرّض لعمليتين اغتيال بائتا بالفشل.

فغادر القصيمي الحياة وفي حلقه غصة، وبفهمه مرارة، لأن الامة ظلت على ما هي عليها: من اوضاع لا تُحسد عليها.

لكنه ترك للأجيال القادمة ارث فكري كبير، وجهد ذهني فذ، بغض النظر عما يحمله ذلك الارث من افكار قد لا تنسجم مع أناس، وقد تنسجم مع آخرين.

 

داود السلمان

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم