نصوص أدبية

سميرة عباس التميمي: إلى روح أبي الطاهرة

لماذا لاتغرد الطيور

عند رحيلها إلى أرض الشمس؟

لماذا تخفت النجوم

عند إنبلاج القمر؟

لماذا يسكن البحر

عند شدو الناي الحزين؟

والشمس ابطأت غيابها

باشراقاتها

قبل يوم الرحيل؟

أنفاسك تلاحق

ضربات قلبي

أرويك ماءً

تنساب قطرة ندى

من عينك

وألم الحياة يعتصر

في عينيك

وهزيزه في فاك يتقد

*

الشمس مشرقة

الدرب فارغ

بلا ملامح

وبطاقة السفر

في يدي ملصوقة

بلاوجهة

وقد أضعت

عنواني

*

يوم أمس

أعلنت السماء احتجاجها

والريح تضرب بقوة قبضاتها

ساعة القدر المشؤومة

وأنت ياأبي

تصارع الثواني

من أجلي

من أجل أمي

في الساعة الثالثة ظهراً

من السادس عشر

من حزيران عام

ألفين وعشرة

سافرت أنفاسك العطرة

على سجادة خضراء

لتعانقها شمس الظهيرة

ثواني صامتة

دقيقة ذهول

دقيقة غصة

في السماء

ووردة الروز الوردية

حائرة

للبرق الذي أرعد

*

اكتست المدينة الخضراء

بالسواد

والسماء الصافية الإشراق

رمت بوابل أدمعها

وحمم غضبها

واعلنت الحداد

على النورس الطائر بغير

أوانه

على التراب العراقي الأسمر

المزروع في الغابة الخضراء

على مسك الأيل

تحت تراب الأغراب

انقطعت أنفاس الغابة

وانسابت الكلمات

خاشعة من الأشجار

البكماء

وحمائم بيضاء باشرطة

خضراء

حول جسدك النديّ

تتلو وترتل

لألم الفراق

اليوم اشرقت الشمس

من الغرب

وتبادل القطبان

مواقعهما

لصهيل بني تميم

لرحيل البدويّ الأسمر

وحقٌ لبني تميم

برجالها أن تفخر

وأنت يا أبتي

فخرها وعُلاها

يامن اطعمتني الحرية

وعلمتني الرجولة

عاجزةٌ

أقف

كجذع شجرة

مقطوع

أرنو الى جبينك

وعينيك

انصتُ إلى حكمتك

وعينك ترنو إليّ

أمي في حدقتيك

تعزف الآلهة

لحن الوفاء الخالد

وترقص الزنابق

رقصة الفالس الأخيرة

قبل غفوة

الملك الأبدية

*

مات الملك

مات الملك

مات ماااااااااااات

***

سميرة عباس التميمي

 

في نصوص اليوم