نصوص أدبية

عبد الناصر عليوي: الحمير لاتسقط بالحفرة مرتين

ويــحكى أنّ جحشاً ذاتَ مرّةْ

وقــد عبرَ الطَريقَ وفيهِ حفرةْ

*

فــلمْ يــأبهْ ولا خافَ انزلاقاً

فمرَّ وكانَ عنها قَيد شعرةْ

*

فــأصبحَ ساقطاً فــي قاعِ بئرٍ

ولــيسَ لــه ســوى آهٍ وزفْرَةْ

*

وأصــبحَ عاجزاً عن أيّ فعلٍ

كــمسكينٍ غــدا يحتاجُ نُصْرَةْ

*

فــظلَّ مُــمَدّداً زَمَــناً طــويلاً

لــيُــجبرَكَسْرُهُ يــحتاجُ فــترةْ

*

وصــاحبُه بهِ قد ضاقَ ذرعاً

يــداوي جــرحَهُ ويــشدُّ أزْرَهْ

*

تــعافى الجحشُ واشتَدّتْ قُواهُ

وعــادَ ليحملَ الأحمالَ سُخرةْ

*

وحــينَ يمرُّ ذاتَ الدربِ يغدو

كــمــحمومٍ إذا تــأتــيهِ قِـــرَّةْ

*

يــغــيّرُ دربَـــه عــنها بــعيداً

وقــد رُدِمَتْ وما منها مَضَرَّةْ

*

تــعجَّبَ مــنهُ صــاحبُهُ كثيراً

وظــنّ أصــابَهُ خللٌ و طَفْرَةْ

*

أجــنِّيٌ هناكَ ولستُ أدري .؟

كــأنَّكَ نــائمٌ نَــخَزتْهُ إبرةْ . !

*

فــجاوبَهُ الــحمارُ أصبتَ حقاً

أظــنُّكَ قــد تــقولُ دَهتْهُ عُرَّةْ

*

وقــعتُ ببؤرةٍ وخرجتُ منها

وأخــشى أنْ تكونَ هناكَ كَرَّةْ

*

حــمارٌ مَنْ تَلَقَّى الدَّرْسَ يوماً

ولــم يَكْسِبْ مِن الأخطاءِ عِبْرَةْ

*

فــقــالَ خــلاكَ ذمٌّ يــاحماري

لــقد أكــسبتَنِي عــلماً وخبْرَةْ

*

لــقــد أعــطيتَنا درســاً مــفيداً

وحــقُّكَ أن تــنالَ عــليهِ أُجْرَةْ

*

فــكم مــن ظالمٍ لاقى مصيراً

ويــأتــي ظــالمٌ لــيسيرَ إثــرَهْ

*

إذا ســقطَ الــحمارُ غدا حكيماً

وبعضُ النّاسِ تسقطُ ألفَ مَرَّةْ

***

عبد الناصر عليوي العبيدي

في نصوص اليوم