نصوص أدبية

عبد الناصر عليوي: لو تسأليني فـي الهوى

لو تسأليني في الهوى عن ديني

أنـا مـن يُـجيبكِ دائـماً فـي الحينِ

*

أنـا مُـذْ عـرفتكِ قـد تـغيّرَ مـنهجي

وتـغـيّـرَ الـتـركـيبُ فـــي تـكـويني

*

إنّـي خَـلعتُ مـعاطفي وعمائمي

ورَمــيـتُ كـــلَّ لـفـائـفِ الأفــيـونِ

*

وهــجـرتُ كـــلّ مـغـيِّـبٍ و مـخـدِّرٍ

ومــعـلّـبِ الافــكـارِ (كـالـسـردينِ)

*

يـامَنْ سـكنتِ بـخافقي وقصائدي

وسَـحـرْتِ أفـكـاري ونــورَ عـيوني

*

وتـركتني فـي الـتيهِ وحـدِي حائراً

قــد ضِـعْـتُ بـيـنَ حـقيقةٍ وظـنونِ

*

مـاأصـعبَ الـلـحظاتِ حـينَ نَـعُدُّها

فـتـصـيرُ بــضـعُ دقــائـقٍ كــقـرونِ

*

بـعـدَ الـتخبّطِ زالَ شـكّي وانـتهى

ووصـلـتُ بـعـد هـواجسي لـيقينِ

*

أدركــتُ أنّـي قـد وصـلتُ لـغايتي

ورَسَـتْ عـلى بـرِّ الـنجاةِ سفيني

*

وسـتـزهـرُ الأحــلامُ بـعـدَ تـصـحّرٍ

وتــزولُ آوجـاعـي وجـوعُ سـنيني

*

أنــتِ الـتـي خـفقَ الـفؤادُ بـحبها

وتـدفّـقتْ فــي خـافقي و وتـيني

*

وتــمـدّدتْ بــيـنَ الـضـلوعِ كـنـبتةٍ

وتـغـلغلتْ فـي الـجوفِ كـالسكينِ

*

فَـتَـحَتْ بـعـينيها جـمـيعَ مـمالكي

وتـمـلّكتْ بـالـحبِ كــلّ حـصـوني

*

واسـتـبعدتْ كـلّ الـنساءِ بـعالمي

وتــفــرَّدتْ بــالـعـرشِ كـالـفـرعونِ

*

وتـصـرّفـتْ بـالـحكمِ مِـثـلَ مـدّلـلٍ

لــم يـمـتثلْ يـومـاً إلــى الـقـانـــونِ

*

أصـبحتُ مـن فـرطِ الـمحبةِ عاجزاً

وأتـيتُ أشـكو الـظلمَ كـالمسكينِ

*

أنـا مُـذْ رأيـتُكِ طـارَ قـلبي مسرعاً

كـحـمامـةٍ هـربـتْ مــن الـشاهيـنِ

*

وأتــتْ إلـيـكِ لـكـي تُـهدّئ روعَـها

وتــنــامُ بــيــنَ الـتـيـنِ والـزيـتـونٍ

*

عذبٌ هواكِ وسـحرُ عـينـكِ قـاتلٌ

كـمَـحَـــارتـيـنِ لـلـؤلــؤٍ مــكـنــونِ

*

وجـمـالكِ الـفتانُ أيـقظَ دهـشتي

فـوقـفتُ بـيـنَ الـنـاسِ كـالمجنونِ

*

فـلْـتقبليني حـيـثُ كـنتُ كـما أنـا

بــتـهـوّري وتــصـوّري وسـكـونـي

*

أحـتاجُ حـبكِ كـي تـصيرَ قـصائدي

كـالشَدْوِ يَـصْدَحُ مـن فمِ الحسونِ

***

عـبـدالـنـاصر عــلـيـوي الـعـبـيدي

في نصوص اليوم