أقلام ثقافية

حاجة مجتمعاتنا للتنوير

shaker faredhasanتشهد مجتمعاتنا العربية امراض العنف والكراهيات الطائفية، وظواهر التطرف والتعصب الديني والمذهبي، وتجتاحها الحركات السلفية والاصولية التكفيرية ذات الثقافة الماضوية التي تقدس الماضي والسلف وتتبنى حلولاً ماضوية، وتسعى الى ازاحة واغتيال كل ما هو عقلاني في التراث العربي الاسلامي، ويتعرض ما تبقى من مثقفين نقديين وتقدميين وعلمانيين لحملات تحريضية وتكفيرية ظالمة بسبب افكارهم ومعتقداتهم ومواقفهم الجريئة من التوظيف السياسي للدين، ومعارضتهم لمسلكيات وممارسات الاصوليين التكفيريين فرض وصايتهم الاخلاقية على المجتمع والغاء الاخرين .وكذلك دفاع هؤلاء المثقفين ومناداتهم بقيم العقل والحرية والابداع والسؤال والاجتهاد الديني وضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة.

ولا ريب ان ما يحدث في مجتمعاتنا من تراجع حضاري وتطرف مذهبي وصراع هويات ضيق، يعود بالاساس الى تهميش فكر التنوير النقدي عن منابر التوجيه والتثقيف والتوعية، ولذلك فإن مجتمعاتنا العربية تحتاج اليوم لهذا الفكر لأجل تخطي وتجاوز ازماتها واوضاعها المتردية، والتصدي للخطاب التكفيري وتجديد الخطاب الديني، وخلق وعي ديني اسلامي جديد ينسجم مع المتغيرات والتطورات العصرية والحضارية، والعمل على نشر الفكر التنويري الداعي الى اعمال العقل، وترسيخ الثقافة الانسانية الحضارية التي تؤمن بالمستقبل والقيم السامية النبيلة واحترام الاخر والفكر المختلف.

 

شاكر فريد حسن

 

في المثقف اليوم