أقلام ثقافية

الفراشة

akeel alabodبرقة كانت تحاول ان تجتاز فضاء من فضاءات شارع، ابتعدت ارصفته قليلا، لتحاور نفسها بعيدا عن الضجيج، وزحمة العابرين. السيارة المارقة كانت تسير بسرعة تفوق معدلات السرعة المفروضة على السائقين. لم يبق أمامها الا برهة قصيرة للحيلولة دون ان ترتطم بتلك الكثافة التي كان سائقها يسوق بسرعة مذهلة.

طارت بعيدا، حيث كتب لها ان تنجو كما يبدو، والسبب يعود الى انها كائن برقته، لا يمكن لأي كتلة ان ترتطم به اثناء التحليق، هذا ما فكر به صاحبي، لذلك لم يكترث حينما نظر الى طيرانها وهي تتجاوز الجهة العليا من مركبته دون خوف.

لكأنها تحمل عند أجنحتها موجات تشبه في سرعة انسيابها حركة الضوء، ناهيك عن تلك الصبغة التي لشفافيتها تذوب لحظة الامساك بها. الزهرة بالنسبة اليها محيط تنجذب اليه، لكأنها تموت بعيدة عنه، انفاس بها تعطر أثوابها كما لحظة احتفاء، يتبعها عرس من أعراس عالم غض.

الرقة في الزهرة تجعلها اكثر انجذابا للعطر المحلى بانفاس الرحيق. لذلك تذوب تراها في رحلة يجمعها الربيع.

 

عقيل العبود   

في المثقف اليوم