أقلام ثقافية

عقيل العبود: فاطمة

akeel alabodفي نظراتها شىء ربما يكاد ان يكون معبرا عن عبقرية فذة.

ليس في باب واحد من ابواب هذه التفاصيل، التي  بموضوعاتها تكاد ان تتركب وتتفرق في ان واحد، بل هي ابواب شتى، تلك المفردات التي ابجدياتها تفرض على الجميع فهمها، بغية الاستمرار على هذا النهج من المواصلة دون تلكؤ او تعثر.

تلح عليها مقولة الإصرار، لتفرض متوالياتها الهندسية يوما بعد يوم، ما يجعلها هكذا ماثلة امام فصول اخرى من التحدي. 

الموصوف هنا طالبة وموظفة وكاتبة ومترجمة لم تكن تتجاوز حد العشرين بكثير، لكنها بحكم تعاملها مع أبجديات الوصف المذكور، استطاعت ان تفوق من سبقها في التجربة، فهي كما كونها تجيد فن الحوار والترجمة في عملها لدى عيادة الطبيب المختص في الأمراض النفسية، تراها تمتلك القدرة للغور في ابعاد الشخصية كمستشارة للتعامل مع المراجعين بطريقة بارعة، كما لو انها تعيش حيثياتهم، ذلك من خلال فهمها الخاص لطبيعة الحياة التي يمارسونها وبناء على تفسيرها الحاذق لطبيعة ثقافاتهم، بعد مطابقة ما يتم ملاحظته مع أعمارهم وأنماط علاقاتهم الاجتماعية.

 هي بشخصيتها المتواضعة والمثابرة استطاعت من الولوج الى عمق أنماط مختلفة من الشخصيات على شاكلة مخرج مسرحي يبحث عن اقصى ملائمة ممكنة لانجاح لغة الحوار.

هذه الملائمة تشبه في دقتها وكيفيتها تلك الرقائق  التي من خلالها، فاطمة تعشق فن الكتابة والتنقيح باللغتين العربية والإنجليزية وفقا لقاعدتي التنقيط والتنضيد.

 هذا اضافة الى مؤهلاتها الاخرى للتحدث باللغة الاسبانية تلك التي ما زال لنكهتها أثر تحتويه تجربة دراسية ارتبطت معها وفقا الى معاملات تاريخ له علاقة بزمن تارشفت محطاته، ليكون شاهد عيان على ماض ما زال يفرض نفسه.

المغرب انذاك مشاهد تحمل بين طياتها نوع اخر من المفارقات؛ قصص ما انفكت تتلو فقراتها وفقا لالية، سيناريوهاتها تلازمت مع مذكرات كتبت فصولها بدقة بالغة.

فاطمة رغم عمرها الصغير، لكنها كبيرة بأفكارها ومشاعرها التي تكاد ان تفوق او تتجاوز في تنوعها وعمقها هذه المديات، التي جزئياتها، تحكم هذا النوع من المبدعين.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم