أقلام ثقافية

فاروق مواسي: جولة لغوية: لغوي

faroq mawasiيكرر "متفاصح" خطأه، وهو يلفظ  "لَـغَويّ" (بفتح اللام) بدل  لُـغَـوي (بضم اللام)، مع أنه يعرف أن النسبة هي لكلمة (لُـغَة).

صوّبته المرّة تلو الأخرى، وهيهات!

يقول: لَغوي،  لَـغويون، لَغويين... حتى ضقت ذرعًا من الأستاذ- وقلت له:

ذكّرتني بمُلحة سبق أن قرأتها.

ذكرتني بما قاله الذكر الحكيم:

{إنك لَـغَويٌّ مُبـِين} – القصص 18

ومعنى  الغَويّ الضال المنقاد لأهوائه.

ترى، هل سيظل على تكرار فتح اللام؟

الشيء بالشيء يُذكر:

ورد في (مجمع الأمثال) للميداني هذا المثل:

لا يَـرى لِـغَوِيٍّ غَـيًّا

يُضرب لمن لا ينكر الضلالة ولكنه يزيّنها لصاحبها.

(هل تذكرون المثل الشعبي:  فــ... المليحة ما له ريحة؟)

من الشعر الذي أورد  (لُـغويّ) أذكر من القديم ما قاله علي الربعيّ:

أمادحَه استيقظْ فشِعرك وافدٌ  *** على لُغويٍّ شاعرٍ ناقدٍ نـحْوي

(انتبه لتسكين الحاء، فالخطأ الشائع أنهم يفتحونها، فيلفظون نحَـوي، والصواب: نَـحْـوِيّ).

ومن شعر المعاصرين قول علي الجارم:

وهو إن شئت حافظ  لُغَـوِي **** كلمات القاموس من كلماتهْ

أما (الغَوي)- بفتح اللام-  فيحضرني فيه قول عمر بن أبي ربيعة:

أو يكن أمسى تقيًا قلبُه ***  فلعَمري إن قلبي لَغَـوي

(أليس هذا الوصف يذكّرنا بما قيل فيه إذ تزامن يوم ولادته ويوم وفاة الخليفة عمر الفاروق= إي حق رُفع، وأي باطل وُضع)؟

بقي تخريج واحد للفظة- لَغوي (بفتح اللام)،  وهو أن ننسب الكلمة لـ (لَـغا)، واللَّـغا هو القبيح من القول، والفحش، فمن قول الراجز - العجّاج:

ورُبَّ أَسْرابِ حَجيجٍ كُظَّمِ  ***  عن اللَّغا ورَفَثِ التَكَلُّـمِ...

وأيًّا كان الأمر في معنى الضلالة أو في معنى فحش القول في  فتح اللام،

 فإن الصواب هو بضم اللام، وأن نقول "لُغوي".

 

في المثقف اليوم