أقلام ثقافية

عقيل العبود: لون الصورة وصورة اللون بين الملموس والمحسوس.. فلسفة اللون محاضرات مترجمة عن بروفسورM

akeel alabodوانت تقول لون الصورة، يتبادر الى ذهنك لون الصورة التي ترسمها، فلو رسمت الشمس مثلا، سيتعين عليك تخصيص اللون الأصفر الذهبي، واذا رسمت البحر، سيكون اللون بين الاخضر، والأزرق، والأبيض، وهكذا مع بقية الصور، والمعنى ان لون الصورة هو موضوع الصورة الذي له لون اوالوان.

وتلك الألوان عادة ما تكون في مخيلة الفنان الذي يرسم الصورة، وتقنية اللون، اي فهم تركيبة اللون تمنح الصورة ابعادا إضافية.

اما صورة اللون، فان ابعادها متعددة، بمعنى ان صورة الأزرق، والأبيض لا تعني السماء، اوالغيوم فقط، انما هنالك معانٍ اخرى غير ملموسة، كالصفاء، والرقة، والعيون الزرق.

لذلك فان لصورة اللون بعدان؛ الاول ملموس، والثاني غير ملموس؛ محسوس، والمحسوس هذا أطلق عليه البعد المنتشر، كونه يشتغل على عدة أزمنة، وعدة أمكنة بدون حواجز، بعكس لون الصورة الذي تراه يحتوي بعدا وحدا، وهو الملموس اي الظاهري فقط، والذي يشتغل على المسافة القريبة، فيكون اكثر وضوحا من غيره.

رغم ان الملموس اصله محسوس، ولكن المحسوس هذا يبقى خبيئا فقط في مخيلة ومشاعر الفنان، او الناظر، ويعتمد في ابعاده على تلك المخيلة والمشاعر، ليلقي بظله في نفس الفنان وروحه وحسه، كالمنشور الذي تتوزع ألوانه بعد ان تتحقق الرؤية، اوالمشاهدة اللونية.

من هنا فان المخيلة تلتقط اللون من خلال البصر، وتفسره بحسب المعنى الضمني للموضوع، وترسم الموضوع ببعدين؛ الاول، لوني، والثاني صوري، اما البعداللوني، فانه يتوزع في  الخيال وفقا لإبعاد زمانية ومكانية متحركة، بينما البعد الصوري تراه يختبيء فقط خلف جدران الصورة الملموسة، ويترك الامر الى ذائقة الناظر، اي خياله المتنوع، ليعلق حول الموضوع بطريقة شاملة.

 

عقيل العبود 

 

 

في المثقف اليوم