أقلام ثقافية

مرحبا بالربيع في مدينة "النزايه"

أسدل ليلة أمس الستار على آخر ليلة من ليالي الشتاء الطويلة الباردة، تاركا المجال لفصل الربيع ليطبع مدينة فاس بأجواء ربيعية هي منذورة لها، كما كانت  في زمنٍ آخر غير هذا الزمن الرديء، حيث كان اسم مدينة فاس حينما يرد على الخواطر، تنبعث في الأذهان أجمل صور لمدينة رائعة ترتاحُ مطمئنة بين دراعي جبلي "تغات وزلاغ " العاشقان المتيمان، حارسها الوفيان، وما يطوقان من قلائد البساتين الخصبة والجنان الغناء، التي تحوطها من جوانبها الأربعة .

فاس كما كانت في الذاكرة الشعبية، في كتب العلم وفكر العلماء، ملهمة لمختلف معلمين الإبداعات والفنون، وباعثة للبهجة والحبور، الذي عرفت به "جناناتها والعراصي" الحاضنة " للنزايه " والإحتفاء بالربيع، والتمتع بجمال الحياة بساتين الزيات، وجنانات باب الجديد، وحقول زواغة، وغابة عين الشقف، وحامتي سيدي حرازم ومولاي يعقوب وفضاءات بوركاييز وشلالات صفرو.. وغيرها من المؤهلات الطبيعية التي خصها الله بها، التي أعطتها الطابع الربيعي الذي يقاوم، والمد المديني المتحضر، الذي لا يضاهى، والبعد السياحي غير المستغل مع الأسف، وقد كان يمكن أن نستطرد في سرد مزايا وشمائل فاس وأهلها، لو أنها ظلت كما عرفت عليه عبر التاريخ، شامخة زاهية مزدهرة، لكنها مع الأسف، لم تعد كذلك ولم يعد بالوسع قول شيء آخر عنها، غير عبارات الأسى والتأسف على حالها الذي أصبح  مستباحا، إنها والله لحسرة وألم كبيرين، أن يأتي الربيع ليجد فاس وقد غرقت في فيض من النواقص، التي بهدلت منظرها، وقوضت جماليتها، وحطت شموخ ماضيها، إنها لا تستحق كل هذ العقوق، وقد من الله عليها يكل هذه المؤهلات الضخمة والإمكانات الجبارة .. حميد طولست

في المثقف اليوم