أقلام ثقافية

تغريد حبيب شاعرة ورسامة الفرح الانساني ..!

shaker faredhasanتغريد حبيب فنانة تشكيلية وشاعرة وقاصة واديبة من قرية دير حنا الجليلية . انهت دراستها الثانوية في مدرسة راهبات الناصرة بحيفا، ثم درست موضوع اللاهوت والفلسفة في جامعة بيت لحم، لكن الظروف حالت دون اكمالها دراستها .

تهوى تغريد الرسم منذ الصغر، والى جانب هواية الرسم  تكتب الخواطر والشعر والقصص القصيرة، وكانت لا تنشر وتحتفظ بكتاباتها في ادراجها، لكنها بعد سنوات من الزواج بدأت بنشر نتاجها في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية، وكانت اول قصيدة نشرت لها في صحيفة "الاهالي " بعنوان " فك قيدي"، كذلك راحت تشارك في معارض فنية عديدة داخل وخارج البلاد .

ثم التحقت تغريد بكلية مركز الجليل في سخنين لتتعلم الفن التشكيلي، بعد ذلك اكملت تعليمها في كلية اورنيم .

وهي تتبع في رسوماتها الاسلوب التعبيري والتجريدي، وترسم الوجوه والطبيعة الغناء ووشوشات الفجر والحساسين، والجداول والينابيع والانسان،والمرأة في قهرها  الاجتماعي، وباناملها تخط خريطة الوطن، وتنثر على وجهها تفاصيل الحياة اليومية، وتترجم المشاعر والاحاسيس بريشتها بالوان تموج كقوس المطر .

صدر لتغريد حبيب كتابان، الاول في الشعر والخاطرة بعنوان " كاساً شربتها " في العام٢٠١٠، وارفقت فيه بعض لوحاتها .

اما الكتاب الثاني فهو رواية بعنوان " هل الحب خطيئة يا ابن الكاهن " . وتستعد لاستقبال مولودها الثالث في الفترة الوشيكة.

تأثرت تغريد حبيب بالشاعر اللبناني المهجري جبران خليل جبران وتتناول تغريد في كتاباتها قضايا المرأة العربية، وتحاكي همومها، وتعبر عن معاناتها من القهر الاجتماعي، اضافة للقضايا الاجتماعية والانسانية والوطنية ومسألة العودة الى الديار .

تغريد حبيب شاعرة رومانسية حالمة، تتردد في نصوصها النزعة الانسانية التأملية في الطبيعة والاندماج فيها، ومحاكاة الشجر والحجر والورود والصخور والبلابل المغردة .

اننا نحس وبتأثر وانفعال عندما نقرأ النص التغريدي الحبيبي، الذي يهز مشاعرنا هزاً، ويشق قلوبنا بالهتاف والغناء والروح العذبة وسحر الكلمات الخلابة.

تغريد حبيب، تلك العذوبة الصافية، والتجدد المتدفق، ورهافة الحس، والحنين الدائم، واللفظة الحية، فنبحر بين السطور والعناوين وكاننا في لوحة ربيعية غناء بزهرهز واريجها ونمر مائها، وزقزقة بلابلها وكناراتها، تلك هي نفس تغريد الشاعرية، وتطالعنا في شعرها وجدان صاف، وانسانية متسامية ترفع اقدار الانسان، والتمكن من اللغة وشاعريتها القادرة التي تولد المعاني والاخيلة وابتكار الصور الشعرية.

تغريد حبيب شاعرة خصبة الخيال، مشبوبة الشعور، ذات احاسيس وطنية وقومية رفيعة، تلون حياتها وادبها بالوان مشرقة، وفصيلة من الحب والأخاء الانساني، وترى ان اعداء الحرية هم الفكر الرجعي التقليدي والجمود والتخلف المجتمعي  .

تتميز قصيدة تغريد الاصالة والفطرة والموهبة والوحدة التعبيرية والتناول السليم للفكرة والمعاني والموضوع .

مذهب تغريد حبيب يتمثل في الحب والاخاء والفهم العميق للمثل والقيم وللروح الانسانية العالية السامية، مذهب نستشفه بين طيات الحروف والسطور، وتتإلق قي شعرها الصناعة الفنية، وتزخر موهبتها وطباعها، وتحمل مع قيمتها الجمالية قيماً فكرية وانسانية، وتدعو الى الانسانية الرحيمة التي تمتزج بانسانيتها وقلبها الكبير الواسع .

تغريد حبيب في قصائدها تعنى بجدة المعاني وابتكارها وتعدد اخيلتها، مع عنايتها بالجو الفني للالفاظ والتعبير وكثرة الصور الشعرية،وكذلك عنايتها بالوحدة الفنية والانسجام الموسيقي وبالتجربة الشعورية .

تغريد حبيب شاعرة الفرح المستنير، تكتب بعواطفها وبمداد الحزن الفلسطيني، وهي تجيد وببراعة متناهية الصور الشعرية المتقدة بين روح الشاعرة وعنفوان المرأة الفلسطينية تتألق كتألق القمر في ليلة اكتماله، فلا الليل اخذ منه بهاءه ولا الارض ناكرة له اطلالته، تجرك براعتها في رسم الصور، كما في لوحاتها ورسوماتها على التوقف والتأمل طويلاً لبهاء القمر دون ان يتغيب عنا او يصدع رأساً .

الشاعرة والقاصة والتشكيلية تغريد حبيب مبدعة بلا جدال، ودون ادنى شك، بقدراتها، فهي من النساء اللواتي تفردن بالجمال في كل شيء، الجمال الانساني والاخلاقي والشعري والفني، وحين يكون الجمال المتكامل صفة وسمة لانسان ما سيكون مبدعاً دون شك .

تحية لتغريد حبيب، لشعرها وقصصها ووجودها وحضورها الممكتظ بالحياة ولانسانيتها الشفافة البادية في تجاربها الابداعية المختلفة .

 

شاكر فريد حسن

 

في المثقف اليوم