أقلام ثقافية

بورتريه: المبدعة الفلسطينية رولا علي.. الوجد لا يذعن الا لمهبط الوحي والانبياء

1449 roalaayفصول ومأقي الوجد عندما تذعن وهي أمام مشارف بيارة بأرض الاحرار فلسطين ومهبط الوحي والانبياء وبين عنب الخليل وزيتون الارض الطاهرة، لا يعتبر أو يصنف إذعانا أو خنوعا الخليل وزيتون الارض الطاهرة، لا يعتبر أو يصنف إذعانا أو خنوعا على الاطلاق، هي مأقي ثكلى مهاجرة قسرا ومهجّرة قسرا أيضا تذرف دموعها ووجدها

من خلال تجلياتها واستحضارها لأرض الامجاد والابطال والاشاوس حتى ولو كان ذلك غزلا أو بهوا أو رواقا أو معبرا وممرا وجدانيا، فهو يطل على سفوح الشمس والعطاء والبرتقال والزيتون ...

ويغترف وجده وحضوره وبصماته وأوشامه من حبات وقطرات الندى في البيارة وفي البستان ومن رحيق الياسمين وكل الصباحات والمساءات الاديبة المبدعة الفلسيطينية رولا علي عنقود عنب مصطفى ومصطفى، يطل من سلال كل فلاح ومن كل غيث ومن كل آهات ثكلى وأيامى فلسطين، من رقصة الدبكة من مواويل " الميجانا " ومن صيحات وزفرات المغني الفلسطيني ابراهيم محمد صالح - أبو عرب - في رائعته:

"هدي يا بحر هدي"

"يا ظريف الطول زور بلادنا "

وإن كانت لقصة " يا ظريف الطول " حكاية طويلة مع الانتداب البريطاني ليس مجال حديثها الان،فقد تستغرق شرحا مستفيضا، وهذا البورتريه لا يسعنا مجاله للتوسع فيه،  قد يطول الحديث بشأنها لكن لا بأس بإيجاز أعرج عليها بشكل مقتضب, الحكاية وأصلها فهي واقعية: أن في عهد الانتداب البريطاني كان البحث جار على مشبوه بطل فلم تحدد هويته، فما كان من المستعمر تحديد هويته، فما كان من الملاحق الا أن نعته "بظريف الطول " أي طويل القامة ومنذ ذلك الحين دخل هذا " المغنى " أهازيج وفلكور الاهالي عبر الحقب ..وموروث الفن الشعبي العام وتداولته الالسنة وعم الاغاني والاهازيج الشعبية

هذا باحتصار ..

المبدعة الاديبة رولا علي التي تعيش بالمهجر، بالولايات المتحدة الامريكية، تعزف من كوة المهجر على وتر الود والوجد البنفسجيين، وهي كما عنقود عنب أحمر قزحية المبنى، بنفسيجة البوح، يقطر منها وفيها السناء .. وهي تدغدغ عبر مشاعرها الجياشة في زمكانية كل موروث فسلطيني أصيل، تركب وهي تتأبط قيتارتها وولعها في أن واحد، تمتطي هودج الموروت الفلسطيني الزاخر والمفعم بالقيم وهي تترنح:وجدا وعشقا وولها وولعا على راحلة تسابيحها لتبري محبرتها وتكتب بهذا الوجد الفياض، مستحضرة طفولتها وذكرياتها، قولها بوحا:

"سيدتي

لقد اخترعت مقاماً جديداً أسميته

باسمك ..

وأضفته للسلم الموسيقي

كي أذوب في سحر

همسك ..

وغنيت تراتيل الغرام وامتلىء كاس المدام من خمرة

عشقك ..

وقلت على الدنيا السلام ..

ان لم يكن لي محراباً كي اتعبد في طهارة

حبك ... رولا..."

ها هو الحب والوجد يقطران من كوب المحراب ومن باحته

ها هو الوطن حبيبا،

وهاهو الولع تراتيل وهرما موسيقيا يقطع فيافي القحط ليطل على سفوح وكل فجر في عزف منفرد يدغدغ الثورة وكل موروث وسفوح كل فجر .

تستحضر صباها وحكاية الوالد والوالدة في ولع كبير تمشط جدائلها بالمهجر وتتزين، لكن تتمنى لو كانت أمها من يجدل ضفائرها ها هي تبوح بكل صدق وعفوية ولوعة في مسحة رومانسية بوحها هذا التلقائي العفوي، الارتدادي:

" هكذا بدا الصباح اليوم الجو بارد وأشعر بلسعة الهواء وقشعريرة إنتفض لها بدني .. وكأن الرياح بانتظاري لتلفح وجهي .. أكاد أشتم رائحة التراب ورطوبة الشتاء وأسمع حفيف الأوراق ..

لبست معطفي ومشيت كعادتي في الصباح .. وفي يدي فنجان قهوتي أرتشفه على مهل ليدفيء قلبي ريثما أعود إلى البيت ..

الهدوء يلف المكان ورائحة حطب مشتعلة تعبق في أنفي تذكرني بأيام زمان، كُنَّا نجلس حول كانونها ونشرب الشاي .. والدي يخبرنا قصص وحكايات قديمة تارةً نضحك وتارةً نتوسله أن يغني لنا يا شادي الألحان .. وجدتي تنسج لإخوتي كنزات من الصوف وتنسج لي شال .. أمّا أمي كانت متعتها أن تعد صواني الحلوى وتخبز لنا مناقيش الجبن والزيت والزعتر كم كانت شهية مع فنجان الشاي أثارت شجوني تلك الذكريات بعبقٍ يفوح من عطر الزمان .. إنتظرني أيها الشتاء كم أتوق إلى صفير الريح وحبات البَرَد تنقر على شباكي .. وزخارف رشق الثلج

يرتسم على شجيرات الصنوبر وعلى الزجاج .."

سأنتظر القادم ومواسم أخرى من عمر الزمان ... رولا "

توظف المبدعة الفلسطينية رولا علاي الحب رماية ورماحا ونبالا في نسج رومانسي

وفي مكامنه كل الموروثات الفلسطينية، وكل أصناف الحب والعشق

كل المستحضرات الجمالية الفلسطينية،

وكل أصناف الحب والعشق

والوله . في بوحها التشكيلي، النمطي قولها:

"كل السيوفِ قواطعٌ إن جُرِّدت ..

وحُسام لحظكَ قاطعٌ في غمدهِ ..

إن شئتَ تقتُلني فأنتَ مُحكمٌ ..

من ذَا يُطالبُ سيداً في عبدهِ .."

ها هو البركان الكامن ينهمر عشقا وثورة ويدخض البهتان في نافلة قول من كون، تتزن المبدعة الفلسطينية رولا في المهجر من كٌحل كل أمرأة فلسيطينية ...

من مأقي كل ثكلى

قولها في تصريحها الوجداني هذا:

في هذا الزجل:

"يا غُصينَ ألبان حِرتُ في أمري .. إنني ولهان آه لو تدري

زادت الأشجانُ في الهوى العُذري .. وأنا الحيران كاتمُ السِّر

إنصفني وأبدي رحمةً أو فأقضي .. لستِ تلقي بعدي عاشقاً لك يُبدي

ما كفى هجران ذِبتُ من وجدي .. قابلً والله حُكمكِ يسري "

هي ذي رولا العاشقة للوطن وهي ذي المبدعة الفلسطينية تلف بتواشيحها الرومانسية وبوشاحها الخاص طولا وعرضا قرية " الشجرة " في فلسطين الحبيبة لتقول للزجال والبطل الفلسطيني المغني الكبير: أبو عرب

ها أنا رولا أمتداد لمقامتك أتوسد ثورتك لكن بقيتارتي ووتري وعشقي أنت يا ابا عرب عشقت الوطن ورحلت عنا شامخا مطلع

السنة 2014

وهانذا ما زلت أعشقك ككل تسريحة شعر أو معزوفة متيمة بالوطن وأعشق زوجي وهو الوطن، زوجي وطن في عيوني وزوجي وطني أنا ايضا بالمهجر وأعشق الاحراش والبوادي والوهاد في مهبط الانبياء والوحي فيما أنسجه صوفا في الابداع والعشق اللامتناهي، وأنا لك الامتداد يا ابا عرب

يا غسان كنفاني، يا ناجي العلي،

أنت لك ريشتك وأنا لي ريشتي

يا محمود درويش، أنت لك كنت وما تفتأ أمدا وأنا أقتفي أثارك لك بوجدي الذي لا يختلف عن وجدك

ها أنذا أمام مدخل البيارة يا سميح القاسم و أحمد دحبور

وكل الثوار، أجدل ضفائري بمشط المهجر، وارشه بعبير وعبق الياسمين في فلسطين، هذا أصلي وفصلي كما قال المطرب الجزائري رابح درياسة ها أنذا رولا المبدعة العاشقة وأها أنذا يا مبدعتنا الرقيقة رولا علي أنحني إكبارا أمام عشقك ووجدك، وعشقك وهو يطل من بركان .

أنت الثورة وأنت العشق في اللفظ و الدلالة على الصعيد الفني، مبدعتنا الواعدة رولا علاي، وعلى صعيد رسم معالمك الابداعية تحية إكبار، وكل السؤدد لك ...وهذا نزر قليل وعيبنات بسيطة من زخم عطائك الابداعي بريشتك .. ولنا أوبة لاحقا عبر معابرك وممرتاك الابداعية هذا بورتيه في انتظار مرور أخر . وهذه نقاط ممتالية في النحو ولصرف والوجد أيها الوطن المغتصب .

بورك ودام يراعك بكل ما يحمله من عشق ورومانسية .. وحب لمهبط الوحي والانبياء .

إطمئني مبدعتنا:رولا علي هذا ليس إذعان ..

هذا منك مجد ومجد ومجد . ونقاط متتابية لظفر ونصر قادمين من كل التلال في فلسيطن الجريحة و هو وشاحك يلف طولا وعرضا ومجدا قرية " الشجرة " الشجرة الباسلة الميمونة وفي كل الاحراش وعلى قبة الصخرة في القدس الشريف، فوق سطوح كنيسة القيامة والمآذن، ومهبط الوحي والانبياء .

**

كتب: أحمد ختاوي

 

 

في المثقف اليوم