أقلام ثقافية

صادق السامرائي: الشعر أفيون العرب!!

الشعر فن جميل، وتعبير رائع عن المشاعر والأحاسيس، ويتحول إلى أفيون عندما يعيش وحيداً في بيداءٍ بلا إبداع بميادين الحياة المتنوعة.

وحالما يكون هو الإبداع المنفرد في أي مجتمع، فسيخدّره ويصيبه بالنوام والسبات المبيد.

الشعر بحاجة لرفقة إبداعية، ومواكبة علمية تقنية، وقدرات إختراعية وإبتكارية، لكي يتألق ويستشعر قيمته ودوره في صناعة الحياة الحرة الكريمة.

الشعر المجرد من الواقع الإبداعي المادي يفقد قيمته، ويتحول إلى مجرد كلام، مهما تميز صاحبه بسبك الكلمات والأفكار في عبارات شعرية تامة متفوقة الجمال.

فهل نصنع؟

وهل نزرع؟

وهل نرفع شأن العلم والتعليم؟

الشعر الصيني أو الياباني ربما أكثر قيمة ودورا من الشعر العربي، لأنه ينطلق من بيئة معاصرة قادرة على تصنيع الأفكار وبناء الحياة المتصورة.

أما الشعر عندنا فرثائيات وغزليات وتفاخر بالماضيات، وأكاذيب وتهويلات، ومتاجرة بالكلمات، ولا يساهم في التنوير وشحذ الهمم وإطلاق الطاقات، لأنه يرتكز على رمضاء، ولا يستطيع إستحضار الماء، فيتعلق بالسراب.

الشعر العربي لا يستطيع التعبير عن حاضر سعيد ومستقبل زاهر رغيد، ويغطس في مستنقعات الدموع والدماء، ويمعن بجلد الذات والتقليل من قيمة الإنسان، وإستلطاف الهوان، فتسويغ الملمات من الأغراض المتوارثة فيه، وكذلك تنزيه الكراسي من الآثام.

الرئيس ماو أيقظ الصينيين بأشعاره، وأعاد ترتيب آليات تفكيرهم، وبأشعارنا نحطم الأشياء وننوح عليها، فقصائدنا لطميات في مسارح الويلات والتداعيات!!

فهل غاب الشعر وانتحرت الكلمات؟!!

***

د. صادق السامرائي

.....................

*هذه واحدة من سلسلة مقالات نشرتُ بعضها وسأتواصل باللاحقات، وهي ليست ضد الشعر وإنما عنه وفيه من وجهة نظر قارئ!!

في المثقف اليوم