أقلام ثقافية

غارة في قصيدة رنا منذر: في ظلمة الشوق

shaker faredhasan2أتيح لي قراءة قصيدة الشاعرة السورية الواعدة المقيمة في لبنان، رنا منذر"في ظلمة الشوق" التي تستهلها بقولها:

ما زالت ذكرى رحيلك توجعني

تمزق فؤادي ونبضات النبض

سقيم هو قلبي في غيابك

عارية هي روحي من الحب

أسيرة أنا في ظلمة الشوق

أبحث عن عينيك في الضحى

عن همس صوتك في سحر الليل

هذه القصيدة وجدانية من الغزل الناعم الشفيف، فيها حب وشوق ولهفة ومناجاة وعتاب للحبيب الذي تركها وهجرها دون اعذار وسابق انذار، فراحت تبحث عن عينيه في الغسق مع قطرات الندى الأولى، وعن همس صوته في الدجى.

ما يميز القصيدة لغتها الانسيابية السلسة، واسلوبها الواضح المشوق، وعذوبة الكلمات، وصدق وعفوية المشاعر والاحساس، ورقة الألفاظ.

رنا منذر شاعرة صاعدة تعانق الغيم بحروفها، وتهمس شفاه الليل على شموخ الليل، وهي مجبولة من طينة الأبجدية الجميلة، تحاكي الحب والفرح، وهم الفرح بالربيع، وتعبر في نصوصها عن الشوق والألم والحزن والوجع الذاتي والانساني العام، وتسكن القلب لبساطتها الممتنعة، ورقي احساسهاالداخلي.

فهي تكتب بما يهمس قلبها، عن الشمس والقمر، والقلب والروح.

رنا منذر مترعة بجيشان العواطف، تتدفق عشقًا وحبًا، وبمقدورها صقل موهبتها، وتطوير أدواتها وقدراتها في التعبير عن خلجاتها وهواجسها ومخاوفها وهمومها الذاتية، وآمالها العراض، والارتقاء بنصوصها الى مستوى أفضل أكثر، بالقراءة المتواصلة والمران والاستفادة من التجارب الشعرية لأعلام ورواد القصيدة العربية، قديمًا وحديثًا.

ولرنا منذر خالص تحياتي، ونأمل أن نقرأ لها نصوصًا أخرى جديدة، ومزيدًا من العطاء والتألق.

 

بقلم: شاكر فريد حسن

 

 

في المثقف اليوم