أقلام ثقافية

قطوف دانية من الملتقى المغاربي الأول لل ق .ق .ج

احمد ختاويسندس أحمد شاوش أصغر محاضرة على الإطلاق بالملتقى المغاربي الأول للقصة القصيرة جدا والذي احتضنت ْ فعالياته قاعة سينما "النصر" بعين البيضاء بولاية أم البواقي ..ولعلها من تقاسيم محياها ووجهها الصَّبوح تبدو من مواليد التسعينات ..لا أكثر .

اعتلت المنصة تحت تصفيقات القاعة وكلها ثقة بالنفس، لم ترتبك ولم تحمر وجنتاها، وعلى صهوة المنصة أبهرت الجميع بتلقائيتها وعفويتها في إسداء رؤاها وأطروحاتها بمنهجية منقطعة النظير، وبلغة عتيدة قوية، سلسة، تنم على أنها تملتك ناصية أدواتها، وذلك ما حصل فعلا وأربك القاعة بغطرسة لغتها واتزانها وتعاطيها مع المصطلح وبوراج المنهجية، والمستندات ضمن بوتقة المأمول لمداخلتها التي دبجت ْ توطأتها ارتجالا لا ارتجاجا و في تؤدة . القاعة هي التي ارتجت ومضت هي تركب ناصيتها المعرفية .في اتزان وروية مدهشة ..

المحاضِرة الاصغر بالملتقى المغاربي للقصة القصيرة سندس أحمد شاوش من ولاية تبسة، تحضر لرسالة الدكتوراه في الشعرية ومعارجها ..

جاءت هذه المرة ممتطية صهوتها لتشرّح التجنيس والموازنة بين التأصيل فيه ومختلف روافده في القصة القصيرة جدا وهي المقبلة على مناقشة دكتوراها في فن الشعرية، أثبت جدارتها عن وعي إدراكي واستحقاق معرفي مدهش للغاية، لم تدع فجوة منهجية ولا بحثية تتسرب إلى طروحتها الممنهجة : تأصيلا للغاية وللمأمول، ولصيرورة الطرح المتزن، وهي تمخر عباب البحر في فن القصة القصيرة جدا: ما لها وما عليها، وتمكنت أيما تمكن ..من شد لجام العملية،.

استطاعت أن تشد إليها القاعة وتفرض الصمت والإصغاء على الجميع، أدراتْ مجريات مداخلتها في تؤدة وحنكة ومراس في مناخ معرفي ابهر الجميع أيضا، كما أطلت من كوة المطارحات، فارسة، مدركة وملمة بشؤونها الايصالية، وهي ترد بكل ثقة على أسئلة القاعة ارتجالا وبلغة قوية وفي صلب الموضوع والمضمون، حيث اسهبت بعقلانية المنهجية في الطرح وفي الرد عن كل الاسئلة والمساءلات والتأويلات وغيرها .

وقد بايعتها القاعة تصفيقا واعجابا بملكاتها وقدراتها ومؤهلاتها المعرفية ....بايعها ايضا أحد رواد وأقطاب القصة القصيرة جدا في الوطن العربي، القاص الكبير حسن برطال ... بايعها وتوّجها إعجابا : ملكة ومشروع ناقدة واعدة في الافق .

تختزن الناقدة الواعدة سندس أحمد شاوش إرثا معرفيا جديرا بالاحترام والوقار ..

لم تخرج وهي تناظر القاعة عن مدلول طروحاتها وأفكارها ورؤاها ومراياها في الإيصال والتبليغ ..مما أهلها - بإجماع القاعة - أن تتبوأ عرش الاعجاب والمبايعة ..

وأنا العبد الضعيف، وأنا أثني على مدراكها، وأشيد كمتلق طبعا ضمن الحضور، أنك فعلا سندس أحمد شاوش بنيتي، أضفتً هذه العبارة تلطيفا للجو، طوقت ذاقئتا في هذا الإدهاش، منك وأنت استبرق ُ يرشح ما في جعبتك ووشحت القاعة والحقل النقدي والمعرفي بوشاح خمارك المٌسبل وقارا وألقا . وتوقا، من خلاله رشحت المأمول في مأمولك، وفي مأمول القاعة والحضور، فحقا تتوجين ملكة الحرف ومشروع ناقدة ولا ينكر هذا الإ جاحد، وليس رمي مني للوردود، هذا ما فرضته على القاعة سندس بنيتي وكنت الفارسة المغوارة بالرغم من صغر سنك، لاطفتها واستحسنتْ ذلك، حين قلت لها مازحا أنتظرُ مولود ا من أحدى بناتي، إن شاء الله، إن رزقنا الله طلفة لن اثوانى في اقتراح أسمك سندس على أمه ولا أخالها تقف بالسلب عن مطلبي ..

لك موفور السؤدد ناقدتنا الواعدة سندس أحمد شاوش ـ لك الإكبار والتحية من والدك .. من الحضور ومن الحقل المعرفي نفسه أنت لبنة جديدة في صرحه ...،

كنتِ ملكة الجلسة العلمية بدون منازع، وكانت تزكية القاعة لك بالتصفيق والإغجاب عن ثرائك اللغوي وقدراتك ومؤهلاتك العلمية ..دام فيك هذا الاستبرق يرشح ما تحت الخمار وأنت تضربينه في وقار على جيبك، ودام فيك االألق إلى الابد، هذا برورتيه عابر، في انتظار نص حولك أكثر تفصيلا ..

دعيني بنيتي سندس أقول لك كما نقول بالعامية " يرحم اللي رباك ويرحم اللي قراك " وربي يحفظك من العين.

خطفت إعجابنا ليس كما المشاركات أو المتأهلات لنهائيات " ستار أكاديمي " أو مجالس فنية للشباب، معاذ الله أنت أسمى من هذا معرفيا، أخلاقا وأتزانا وسلوكا بينيتي سندس وأن هذا لا يعني انني ضد ميول الشباب في اي مجال : فني أو غيره، .

أنت لبنة صلبة في حقل النقد والله المستعان بنيتي سندس، أناديك هكذا فقط بدون دكتورة أو سندس أحمد شاوش .. أنت سندس الاتزان وكفى بنيتي ..

ولي أوبة لمطارحاتك ضمن ورقة أخرى .

سلام سندس، سلام وتحية وإكبار للاديبة الكبيرة رقية هجريس رئيسة جمعية جسور للثقافة والابداع التي مكنتنا في هذه السانحة . - الملتقى المغاربي الأول للقصة القصيرة، - من معانقة مدى هذه الناقدة الواعدة : سندس احمد شاوش ..

الشكر موصول ايضا للشاعر الكبير، الأستاذ علي بوزوالغ مدير الثقافة بأم البواقي الذي مكننا هو أيضا من "مراوحة " هذا المدى النوعي، وهذا الكنز الثمين ..بالأماسي والضحى .. وسائر الجلسات.

 

كتب : أحمد ختاوي

 

 

في المثقف اليوم