أقلام ثقافية

ارتقي بحسن تعاملك

حشاني زغيدييعتقد الكثير أن الإتيكيت أو ما يصطلح عليه فن التعامل هو بذلة أنيقة، أو نظارة ماركة، أو سيارة فارهة، أو تفنن في استعمال الأثاث، إن كل هذه المظاهر غير منكرة أو ممنوعة، ولكنها ليست في فن التعامل في شيء إن الإتيكيت ذوق راق، وأسلوب مبدع، يوظفه أصحاب التربية المبدعة، يبدأ باحترام الإنسان لنفسه، وباحترام الانسان لخصوصية غيره، لأن أصحاب الأذواق الراقية لهم حاسة خاصة في التعامل، فلا تسمح كرامتهم مس كرامة الإنسان مهما ارتفع او انخفض، شأنه شأن الأساليب المبتكرة وفي التعامل مع عادات وتقاليد المجتمع .

ومن أخص ما يتميز به هؤلاء المبدعون تلك المرونة التي تطبع نفوسهم، لين في غير ضعف، إنهم واقعيون في علاج المشكلات يؤثرون الحلول السلمية عند الاختلاف، قلا يجنحون للعنف بكل أشكاله ولكنهم يتجملون بخلق الصبر والثبات والقدرة على المقاومة، كما أنهم لا تنقطع عنهم روح الدعابة والملاطفة فهم مرحون منبسطون يشع الأمل في وجوههم .

فهم ظرفاء في التعامل يلقون التحية على من يعرفون أو لا يعرفون، يخرجون أعذب الكلام الممزوج بروائع العواطف، يحسون بآلام الضعفاء، يكرهون الظلم بكل أشكاله وألوانه، لا تمنعهم عزة النفس أن يعتذروا عن أخطائهم، بارعون بفنون النصيحة، وقد اقتبست لكم من توجيهات الإمام الشهيد حسن البنا قوله: (يا أخي لتكنْ نصيحتُك لأخيك تلميحا لا تصريحا وتصحيحا لا تجريحا)

فهم لا يسخرون من أحد، لا يغتابون لا يتغامزون أو يتلامزون، فهم يرعون العشرة بين الناس، فهم بارون بآبائهم، محسنون لأزواجهم، واصلون لأرحامهم، محسنون لجيرانهم، هم لطفاء مع الجميع، تعلموا تلك السجايا والخلال من دينهم .

لقد علمنا الحبيب أصول هذا الخلق في حديث جامع عن أبي ذر ومعاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

قال الإمام البخاري رحمه الله حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن واصل الأحدب عن المغرور قال : لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حُلة وعلى غلامه حُلة، فسألته عن ذلك فقال : إني ساببت رجلاً فعيرته بأمه، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : (يا أبا ذر! أعيرته بأمه ؟ إنك امرؤٌ فيك جاهلية، إخوانكم حولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم"2.

فمتى نرتقي بحسن تعاملنا ؟

 

بقلم الأستاذ حشاني زغيدي

 

 

في المثقف اليوم