أقلام ثقافية

منذ عرفتك للشاعرة ملاك العوام

شاكر فريد حسنقبل أن التقيك.....

تصدقت كثيرا بأحرفي ....

وشمت معاني العشق على كتفي....

وتهت بين أبجديات اللغة .....

طرزت فساتين اللهفة ....

عانقت الغيم

ومن خيوط الشمس

كتبت قصائدي

سكبت اقداح الشوق

نبيذآ من خوابي روحي قد ملأته ....

غفت حواسي على نوافذ الانتظار ....

كثيرآ أشعلت قناديل الشوق...

وللزاجل هدايا بعيد الحب زكيت ....

الأن قد عرفتك ....

عرفت ان الصباح ليس بشروق الشمس

وأن الكون قائم على ارتعاشة قلبي

الان قد عرفتك

سأقيم بجوف قلبي أحتفالآ...

سأعيد تكوين حرفي من جديد

من رحم روحي ستكون ولادته ...

الأن عرفتك

لذيذة شهية أصبحت الكلمات ....

سأنسج من حبك قافلة من النور ...

سأشتري

جنود تحرس طيفك و تعاويذ تحمي قلبك...

ف أنت ضياء النور ..

وبلسم العمر الماضي وفرح القادم

ارتعاشة قصيدة انت بها كل النبض

هذا نص مدهش رقيق كالحرير، معنى ولغة وبوحًا والهامًا وحسًا وشعورًا انسانيًا، جادت وفاضت به روح شاعرتنا المبدعة المتميزة، السورية ابنة السويداء، ملاك العوام، التي تتوهج مع كل نص جديد، وتؤكد حضورها المضيء يومًا بعد يوم في المشهد الشعري السوري والعربي.

انها قصيذة عشقية رومانسية من الدرجة الأولى، تتضوع حبًا ووجدًا وعطرًا وأنفاسًا حارة دافئة، طالعة من عمق وسويداء القلب، تشعل العواطف، تؤجج الروح، وتلامس المشاعر ونبض الوجدان.

وما يسم هذه القصيدة لملاك العوام بوحها الصادق الرهيف، وصورها الشعرية المكتملة، وتضميدها حروفها باتقان وحرفية، فضلًا عن قدرتها الابداعية على التوصيف والتعبير ونقل مشاعرها الجياشة بكل صدق ورهافة حس وشفافية وطلاوة، وابتعادها عن الضبابية الشعرية، والحفاظ علو ورود أنفاسها الحرى، مما يزيدها القًا واناقة وجمال فني.

ملاك العوام شاعرة تمتلك الادوات الشعرية، وقادرة على تفجير طاقاتها الابداعية، تغتسل بمياه الشعر، تعانق الغيم، تنسج حروف نصوصها من خيوط الشمس، تتنفس تجربتها بمذاق أنثوي خالص، وتنزل جوقة الملائكة في ترانيم العشق الى ينابيع الروح العاشقة الهائمة المتيمة في مياه جداول وموسيقى القلب.

وغني عن القول، أنها قصيدة تفسح الرومانسية العذبة الجميلة، تحلق بمشاعرها المططرمة المكتوية بنار الحب ولهيب الهوى والشوق، وبعواطفها الملتهبة، وخيالاتها الجامحة، وصورها المجنه ووهجها الخاطف في مناجاة روحية أقرب الى الصوفية والنقاء والصفاء الوجداني.

ولغة ملاك العوام في هذه القصيدة، كما في مجمل قصائدها، تنساب بليونة كانسياب مياه بردى، قراءة وفكرة ومغزى وأبعادًا، دون جهد وعناء، بشكل جلي وواضح.

فهي تأخذ موتيفاتها بانسيابها، ولا تدفعها لقمة الجبل لتدحرجها ككرة الثلج، التي مهما تضخمت يبقى مضمونها واحدًا.

ملاك العوام في هذه القصيدة تنبض شعرًا وحرارة، وتؤكد بكل ثقة وجرأة أنها شاعرة العشق الأولى التي تبوح بمشاعرها دون خوف أو وجل، انها شبيهة بالغادة السورية، غادة السمان.

فلها أجمل التحيات العطرة، ونحن بانتظار ترانيمها العشقية الجديدة.

 

بقلم: شاكر فريد حسن

 

 

في المثقف اليوم