أقلام ثقافية

ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺀ

اسراء العبيديﺃﺯﻗﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻋﻠﻤﺘﻨﺎ ﺍﻟﺪﺭﻭﺏ ﻭﺣﻠﻢ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﻭﺷﻮﺍﺭﻉ ﺗﻄﻮﻝ ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﺇﻻ ﺍﻣﻼ ﻣﻨﺸﻮﺩﺍ. ﻓﺄﻱ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺗﻠﻚ؟ ﻭﺃﻱ ﻫﻠﻮﺳﺔ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ؟. ﻛﻢ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺟﺎﺋﻨﻲ ﺍﻷﻟﻢ. ﻣﻦ ﺍﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺘﻨﻘﺖ ﻟﺮﺋﺘﻴﻦ ﺑﺪﺧﺎﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.

ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﺧﻠﻲ ﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺃﻧﺖ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﺳﺠﻴﻦ؟ ﺃﻡ ﻣﺠﺮﺩ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻣﺴﻜﻴﻦ؟ ﻛﻦ ﻋﺎﺩﻻ ﻣﻌﻲ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻥ؟ ﻷﻧﻚ ﻟﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﺎﻥ.

ﻓﺄﻱ ﻫﻠﻮﺳﺔ ﺗﻠﻚ ﻫﻞ ﻫﻠﻮﺳﺔ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻭﺿﻔﺘﻬﺎ ﺑﻨﺴﻴﺞ ﺍﻷﻟﻢ؟ ﺃﻡ ﻫﻠﻮﺳﺔ ﺃﺷﺒﺎﺡ ﺗﻄﺎﺭﺩ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ؟ ﻟﺘﻐﻔﻮ ﻓﻲ ﻧﻮﻡ ﻋﻤﻴﻖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﺄﻧﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ. ﺗﻌﺎﻝ ﻭﻗﺒﻞ ﻳﺪﺍﻱ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺗﺎﻥ. ﺗﻌﺎﻝ ﻭﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻤﻨﺤﻚ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ؟ ﺗﻌﺎﻝ ﻭﺍﻛﺴﺮ ﺃﻃﻮﺍﻕ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ. ﺗﻌﺎﻝ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﺎﻟﺸﻤﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻚ ﻓﺘﻌﺎﻝ ﻟﻨﺼﻔﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ. ﺗﻌﺎﻝ ﻗﺒﻞ ﺑﺰﻭﻍ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﺍﻣﻨﺤﻨﻲ ﺍﺷﺎﺭﺓ ﻟﻠﺼﺒﺮ.

ﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﺎﻟﺼﻼﺓ ﻧﺸﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ. ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻳﻤﺴﻚ ﻳﺪﺍﻱ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﻊ ﻓﻘﺪ ﺳﻘﻄﺖ ﺑﻨﺪﻗﻴﺘﻲ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ. ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻨﺎ ﺍﻣﺴﻚ ﺟﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻓﻲ ﻭﻃﻦ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﻭﻃﻦ ﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ.

ﺧﺎﻃﺒﻨﻲ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﻣﻼﻣﺢ ﻭﺟﻬﻚ ﺑﺮﺗﻮﺵ ﺣﺮﻭﻓﻚ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ. ﻓﺄﻧﺎ ﻋﺎﺷﻘﺘﻚ ﺗﻌﺎﻝ ﻭﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻴﻚ ﻳﺎﻭﻃﻨﻲ. ﻓﺎﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮﻧﻲ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻷﻛﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ. ﻓﻬﻞ ﺳﻴﻨﻘﺬﻧﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺃﻡ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ؟. ﻫﻴﺎ ﺑﻨﺎ ﻟﻨﻨﺴﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻟﻨﺘﺬﻛﺮ ﺗﻔﺎﺣﺔ ﺁﺩﻡ ﻭﻣﺘﺎﻫﺎﺕ ﺍﻷﻣﺲ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻄﺘﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ. ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺭﺳﻢ ﺧﺎﺭﻃﺘﻲ ﻭﻗﺪﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻭﺭﺃﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻳﺘﻨﻔﺲ ﺍﻟﺼﻌﺪﺍﺀ. ﻓﻜﻔﻰ ﻛﻼﻣﺎ ﻭﻛﻔﻰ ﻣﻼﻣﺎ ﻷﻧﻲ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺍﺣﻤﻞ ﺛﻘﻞ ﺍﻻﺭﺽ ﻭﺃﺗﻨﻔﺲ ﺷﻬﻘﺔ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ. ﻓﺈﺻﻤﺘﻮ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻟﺘﺴﻤﻌﻮﺍ ﻋﺰﻓﻲ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺀ. ﻓﻼﺗﺴﺄﻟﻮﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻨﻲ ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻷﻥ ﻓﻤﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺰﻑ ﺗﺮﻧﻴﻤﺔ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺗﻤﻮﺕ.

ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻻﺗﺴﺄﻟﻮﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﻛﻮﻥ؟ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺳﻴﺠﻴﺒﻜﻢ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﻲ ﺃﻧﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﺖ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ. ﻟﺘﻠﺘﻘﻂ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺿﻬﺮ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻳﺴﺤﺐ ﺃﻧﻔﺎﺳﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺼﻠﺒﺖ ﺷﺮﺍﻳﻴﻨﻲ ﻭﺗﻨﺎﺛﺮ ﺩﻣﻲ.

ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﺩﻣﻲ ﻣﺎﺗﺖ ﺭﻭﺣﻲ ﻓﻼ ﺗﺒﻜﻲ ﻳﺎﺯﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻲ ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﻣﻦ ﻳﺒﻘﻰ؟ ﻭﻣﻦ ﺫﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﻜﻮﻥ.

ﺍﺗﺮﻛﻮﻧﻲ ﻟﻨﺒﻀﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﻌﺶ ﻓﻘﺪ ﺿﻬﺮ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻟﻴﻨﻘﺬﻧﻲ ﻓﺎﺧﺒﺮﺗﻪ:

ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺃﻣﻮﺕ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﻋﺮﺍﻗﻴﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﺒﺎﻫﻰ ﺑﻌﺸﻘﻲ. ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﺭﺣﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻼﺫﺍ ﻳﻄﻮﻗﻨﻲ ﻟﻴﺤﺘﻀﻦ ﺻﻤﺘﻲ ﺍﻟﺮﻫﻴﺐ. ﻓﻴﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺣﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺻﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻳﺪﺍﻋﺐ ﺭﻣﻮﺷﻲ. ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﻬﻞ ﺃﻣﻮﺕ ﺃﻧﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ؟ ﺃﻡ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻮﺗﺔ ﻻﺗﻜﺮﺭ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ؟ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻮﺗﺔ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ.

ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﺗﺬﻛﺮﻩ ﺑﻌﺜﺮﺗﻨﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻵﺧﺮ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﻓﺴﺄﻟﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺣﺎﺋﺮﺓ ﻫﻞ ﺍﻧﺘﻈﺮﺕ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﻮﻃﻦ؟ ﺃﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﻫﻠﻮﺳﺔ ﻣﺰﻗﺖ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺋﺮﻳﻦ ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺷﺎﻫﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻢ ﺟﺴﺪﻱ ﺍﻟﻤﻤﺰﻕ ﺍﻟﻤﺨﺪﺵ ﺑﺎﻟﺠﺮﺍﺡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻮﺏ ﺑﺎﻟﺪﻡ.

ﻋﺬﺭﺍ ﻳﺎ ﺃﺣﺒﺘﻲ ﻓﺒﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺣﺰﻥ ﺃﻛﻴﺪ ﺗﺴﺘﻠﺬ ﻛﻞ ﻏﺎﺋﺐ ﻭﺑﻌﻴﺪ. ﻋﺬﺭﺍ ﻓﺒﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺣﺰﻥ ﺃﻛﻴﺪ ﻓﻮﺩﺍﻋﺎ ﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻤﺠﺮﻭﺡ، ﻓﺎﻷﻟﻢ ﻓﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻤﺰﻗﻨﻲ ﻣﺰﻕ ﺻﻮﺗﻲ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺡ. ﻭﺩﺍﻋﺎ ﺳﺄﺗﺮﻙ ﻟﻜﻢ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺳﻔﺮ ﺃﺑﻌﺜﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻭﺍﻧﻴﻦ ﻣﻦ ﻧﻜﻬﺔ ﻋﻄﺮ ﺗﻔﻮﺡ. ﺃﻧﻴﻦ ﺟﺮﺍﺡ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻟﻌﺸﺎﻕ ﺣﺎﻟﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﺰﻣﻦ.

ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻤﻠﺬﺍﺗﻬﺎ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻟﺬﺍﺗﻬﺎ ﻭﻟﻮﺣﺪﻫﺎ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺗﺮﻭﻱ ﻟﻨﺎ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺘﺪ ﺣﻜﺎﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ. ﻓﺄﻳﻦ ﺣﻠﻤﻨﺎ ﻫﻞ ﺗﻌﺎﻓﻰ؟ ﺃﻡ ﺳﺮﻗﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ؟ ﻭﻫﻞ ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻳﻮﻣﺎ ﺃﻡ ﻳﺘﺠﺪﺩ؟ ﻭﻧﺤﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻳﻦ ﺣﺎﻟﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﻓﺘﻮﺍﻓﺪﺕ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺳﻔﻦ ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﻴﻦ. ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺩﻋﻮﻧﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻟﺒﺲ ﻭﺷﺎﺡ ﺍﻟﻌﺮﺱ ﻭﺃﺭﺩﺩ ﺍﻧﺸﻮﺩﺓ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﺄﺣﻼﻡ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﻃﻨﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺳﺎﺩﺓ. ﻓﺴﻼﻣﺎ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻳﻦ ﻟﻌﺸﺎﻕ ﺣﺎﻟﻤﻴﻦ ﻋﺰﻓﻮﺍ ﺍﻏﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ. ﺳﺄﻗﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﺻﺒﺮﺍ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻌﺎﻓﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺻﺒﺮﺍ ﻟﻜﻞ ﺷﺎﻋﺮﺓ ﻭﺷﺎﻋﺮ ﺗﻐﻨﻰ ﺑﺤﺐ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺻﺒﺮﺍ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﺸﺪ ﺃﻧﺸﺪ ﻟﻠﻌﺮﺍﻕ ﻭﻟﻜﻞ ﻣﻄﺮﺏ ﻏﻨﻰ ﻟﻠﻌﺮﺍﻕ. ﺻﺒﺮﺍ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻓﻮﻃﻨﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺘﻌﺎﻓﻰ ﺑﻔﻀﻠﻜﻢ ﻷﻧﻜﻢ ﺗﻌﺰﻓﻮﻥ ﻟﻪ ﻧﺸﻴﺪ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺗﺒﻌﺜﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻻﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ.

ﺻﻮﺗﻲ ﺑﻌﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻴﺘﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﻴﺘﻴﻦ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺤﺮﻕ ﻛﻞ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﺑﺜﻴﻦ. ﻓﻜﻔﻰ ﺃﻧﻴﻦ ﻓﺜﻤﺔ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺎﻳﻨﺘﻈﺮﻧﻲ ﺃﻧﻪ ﺿﻮﺀ ﺃﺷﺎﺭﺓ ﻟﺒﻘﺎﻳﺎ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﻧﻘﺮﺓ ﺍﻟﻨﻮﺍﻣﻴﺲ، ﺳﺄﺗﺒﻌﻪ ﻷﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺃﻭﺻﻠﺖ ﺭﺳﺎﻟﺘﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻮﺩﺍﻋﺎ ﻭﺳﻼﻣﺎ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ الخالدين.

 

الكاتبة اسراء العبيدي

 

 

في المثقف اليوم