أقلام ثقافية

الفنانة التشكيلية الفحماوية سينا العال ومعرض: حبة قمح

شاكر فريد حسن"حبة قمح" هذا هو العنوان الذي أطلقته الفنانة التشكيلية سينا أحمد عبد العال، ابنة أم الفحم، على معرضها الفني الأول الذي أقامته مؤخرًا في المركز الجماهيري بالمدينة، وضم العديد من اللوحات الزيتية المستوحاة من حياتنا الريفية الفلاحية وواقع الناس، والمعبرة عن همومنا وجراحاتنا اليومية، والمستمدة من طبيعة بلادنا، حيث تأخذنا الى السهول والمروج والجبال والوهاد والحقول البعيدة، فترسم سنابل القمح بكل ما تمثله وترمز اليه بصورة جمالية وفنية موفقة.

سينا العال شاعرة وفنانة تشكيلية بالفطرة، تكتب القصيدة، وترسم اللوحة، والفن يسري في عروقها وشرايينها، وهي ترسم منذ الصغر، وكانت تستخدم قلم الرصاص، ولكن منذ خمس سنوات تحولت الى الرسم بالألوان الزيتية والمائية، ما شكل قفزة نوعية وتحول غير متوقع في لوحاتها.

وكانت سينا شاركت في معارض مشتركة في الناصرة وأم الفحم. ولكن هذا هو المعرض الفردي الأول الذي تقيمه، وقد شهد اقبالًا منقطع النظير، ولقيت اللوحات اعجاب الزائربن.

أعمال سينا العال توسم بالتمايز في الصنعة واستخدام التقنية، والتنوع في الموضوعات والألوان المختلفة.

ويمكن القول، أن لوحات سينا موسومة بالواقعية وتحمل الكثير من العناصر الفنية التي تم توظيفها التوظيف السليم في اللوحة الفنية مما اضفى على رسوماتها مسحة جمالية تلفت النظر وتشد المتلقي للتمعن والتمتع بما تحققه من انسجام وزهاء في الالوان ومهارة في دفق الحيوية.

28 سينا العال

وتكتظ لوحات سينا العال بكثير من التأويلات، رغم وضوح معالمها، فعبر دلالات مؤطرة بالأمل سعت وتسعى الى محاكاة الوجوه التي نفذت بملامحها لتجسيد معاني الألم والوجع الانساني المقترن بالصمود والمقاومة، والتمسك بالمكان والهوية.

وتعج فضاءاتها المتسعة لكل الخطوط والألوان في لوحاتها، بالمتعة الحسية، وبثورة تتفجر متها ألوانها الزاهية ما يجعلها تبرز وتركز على القيم الجمالية رغم زخم المواضيع المطروحة في تصاميم لوحاتها المرتبطة بأفكارها، وبأسلوبها الباحث عن جمالية طبيعية وقدرات تخييلية مستقبلية برؤى بدائية تحمل روح العصر.

وفي الأجمال، سينا أحمد العال فنانة مبدعة بنتظرها مستقبل فني مشرق، أثرت المشهد البصري بجماليات تغني الروح والفكر معًا.

فأجمل التحيات لها، والتمنيات بالمزيد من حصد النجاحات المستقبلية، وقدمًا الى أمام، وانني على ثقة بأنك ستحفرين اسمك عميقًا على صخرة الابداع الفني التشكيلي والأدبي.

 

كتب: شاكر فريد حسن

 

 

في المثقف اليوم